في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم الفلاحي إن إسرائيل تنظر للرد العسكري على عملية "بيسان" باعتباره "ضرورة أمنية عاجلة"، مؤكدا أن صعوبة السيطرة على هذا النوع من الهجمات تدفع الاحتلال لانتهاج سياسة العقاب الجماعي ضد المناطق التي يخرج منها المنفذون.
وأضاف الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري- أن جيش الاحتلال يحاول فرض حصار مطبق على مدينة قباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة عبر إغلاق كافة المداخل والمخارج، وتنفيذ عمليات تفتيش واسعة، واعتلاء القناصة أسطح المنازل.
وأوضح الخبير العسكري أن هذه الإجراءات العقابية وتضييقات الأمن الداخلي التي تفرضها إسرائيل تخلّف تداعيات إنسانية وصحية وتعليمية خطيرة على السكان، في محاولة منها للتعويض عن الفشل في منع وقوع العمليات في "مناطق التماس".
وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (شاباك) قد أعلنا استمرار التحقيقات في العملية التي نُفذت في 3 مواقع بمدينتي بيسان والعفولة، واستمرت نحو 50 دقيقة، وأسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين (رجل وشابة) وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي سياق تحليله لطبيعة الهجوم، أشار الفلاحي إلى أن تنفيذ العملية في منطقة "بيسان" يحمل أثرا كبيرا على إسرائيل كونها عمليات سريعة وعشوائية تغيب عنها البصمة التنظيمية للجماعات المعروفة، مما يجعل التنبؤ بها أمرا شبه مستحيل.
وبيّن الفلاحي أن هذا النمط يعرف بـ"الذئاب المنفردة"، حيث يقوم الأفراد بالتنفيذ بمجرد توفر البيئة الملائمة والدافع الشخصي، مشددا على أن إسرائيل تعجز تماما عن مراقبة نوايا الأفراد غير المنتمين لهياكل تنظيمية محددة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المنفذ هو الشاب الفلسطيني أحمد أبو الرب (37 عاما) من قباطية، وقد بدأ عمليته بدهس شاب في بيسان، ثم انتقل لدعس آخر وطعن شابة في كيبوتس "تل يوسف"، قبل أن يقوم حارس أمن في العفولة بإطلاق النار عليه.
ولفت الفلاحي إلى أن العجز الاستخباراتي الإسرائيلي يكمن في الفرق بين مراقبة التنظيمات ومراقبة الأفراد، إذ يمكن تتبع خيوط الخلايا المسلحة ومراقبة اتصالاتها، لكن يصعب تقفي أثر شخص لا ينتمي لجماعة سياسية أو عسكرية قرر فجأة تنفيذ هجوم.
ويرى الخبير الإستراتيجي أن ما يجري يأتي في سياق الرد على توسيع عملية "السور الحديدي" التي انطلقت في يناير/كانون الثاني 2025، والتي تحمل أهدافا سياسية تتعلق بتوسيع الاستيطان أكثر من كونها أهدافا أمنية بحتة.
وتشهد بلدة قباطية -مسقط رأس المنفذ- حملة عسكرية إسرائيلية واسعة أدت لنزوح الآلاف وتدمير البنى التحتية، وسط تصاعد حدة الاقتحامات التي أسفرت مؤخرا عن استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال المباشر.
وأكد الفلاحي أن الهجمات الفلسطينية الحالية تأتي كرد فعل ممنهج على سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، خاصة مع بناء 19 بؤرة استيطانية جديدة مؤخرا، مما يجعل من الصعوبة بمكان على المنظومة الأمنية الإسرائيلية وقف دوامة العنف المتصاعدة.
المصدر:
الجزيرة