دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إن نتنياهو أعلن الاعتراف الرسمي بما يسمى بـ"جمهورية أرض الصومال" أو ما يُعرف بإقليم "صومالي لاند" دولة "مستقلة ذات سيادة".
وقال مكتب نتنياهو في بيان أرفق به مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "وقّع رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الخارجية (جدعون) ساعر، ورئيس جمهورية أرض الصومال إعلانا مشتركا بالاعتراف المتبادل".
وأضاف في منشور آخر: "يأتي هذا الإعلان متماشيا مع روح اتفاقيات إبراهيم، التي تم توقيعها بمبادرة من الرئيس ترامب".
وبذلك، أصبحت إسرائيل، الجمعة، أول دولة تعترف رسمياً بجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد كدولة مستقلة ذات سيادة، وهو قرار قد يُعيد تشكيل الديناميكيات الإقليمية ويختبر معارضة الصومال الراسخة لانفصالها.
وقال نتنياهو في بيان إن إسرائيل ستسعى إلى تعاون فوري مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد. وهنأ نتنياهو رئيس أرض الصومال عبدالرحمن محمد عبدالله، وأشاد بقيادته، ودعاه لزيارة إسرائيل.
وقد توسطت الإدارة الأمريكية الأولى للرئيس دونالد ترامب في اتفاقيات عام 2020، والتي تضمنت إقامة إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وانضمت إليها دول أخرى لاحقاً.
وقال عبدالله في بيان إن "أرض الصومال" ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم، واصفاً إياها بأنها خطوة نحو السلام الإقليمي والعالمي. وأكد أن إقليم "أرض الصومال" ملتزم ببناء شراكات، وتعزيز الازدهار المتبادل، ودعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويتمتع إقليم "صومالي لاند" بحكم ذاتي فعلي، وسلام واستقرار نسبيين، منذ عام 1991 عندما انزلق الصومال إلى حرب أهلية، إلا أن المنطقة الانفصالية فشلت في الحصول على الاعتراف من أي دولة أخرى.
وعلى مر السنين، حشد الصومال الجهات الدولية الفاعلة ضد أي دولة تعترف بأرض الصومال.
وتأمل المحمية البريطانية السابقة أن يشجع اعتراف إسرائيل دولاً أخرى على أن تحذو حذوها، مما يعزز نفوذها الدبلوماسي ووصولها إلى الأسواق الدولية.
وفي مارس/آذار، نفت الصومال وإقليم "أرض الصومال" الانفصالي عنها أيضاً تلقي أي اقتراح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، حيث قالت مقديشو إنها ترفض بشكل قاطع أي خطوة من هذا القبيل.
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان عبر "فيسبوك"، الجمعة، إن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي تلقى اتصالات هاتفية من كل من، عبدالسلام عبدي علي وزير خارجية جمهورية الصومال، وهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، وعبدالقادر حسين عمر وزير خارجية جمهورية جيبوتي، حيث تناولت الاتصالات تطورات الأوضاع الأخيرة التي وصفها البيان بـ"الخطيرة" في منطقة القرن الإفريقي.
وأضافت الخارجية المصرية: "تناولت الاتصالات التطورات المرتبطة باعتراف اسرائيل بإقليم (صومالي لاند)"، حيث أكد الوزراء على "الرفض التام وإدانة اعتراف اسرائيل باقليم أرض الصومال".
وشدد الوزراء خلال الاتصالات "على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد، وشددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية"، بحسب بيان الخارجية المصرية.
وكانت لجنة الانتخابات في إدارة إقليم "أرض الصومال" أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن فوز عبدالرحمن محمد عبدالله الشهير باسم "عرو" في الانتخابات الرئاسية بالإقليم بعد بحصوله على 63.92% من أصوات الناخبين. وأصبح عبدالرحمن الرئيس السادس لإدارة إقليم "أرض الصومال" في المحافظات الشمالية للبلاد، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية.
كما انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال.
وقال المتحدث في بيان نشرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، الجمعة، إن "إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال يُعد مثالًا جديدًا على الأعمال غير القانونية التي تنتهجها حكومة نتنياهو والهادفة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار".
وأضاف البيان: "هذه الخطوة من قبل إسرائيل، التي تواصل سياساتها التوسعية وتبذل كل جهد ممكن لمنع الاعتراف بدولة فلسطين، تمثل تدخلًا واضحًا في الشؤون الداخلية للصومال، وتركيا تولي أهمية للسلام والأمن في منطقة القرن الإفريقي وتدعم بحزم وحدة أراضي الصومال، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي".
المصدر:
سي ان ان