لم يعد ممكنا للاحتلال الإسرائيلي أن يواصل هندسة ما يرى وما يقال كما كان يفعل قبل عقدين. الجملة التي تبدو تقريرية في ظاهرها، تختزن التحول البنيوي الذي فضحته حرب الرواية على تيك توك.
فالمحتوى الفلسطيني، خصوصا القادم من غزة، يكتسح قوائم المشاهدات والتفاعل في الغرب قبل الشرق، بينما ينحسر المحتوى الإسرائيلي رغم الحملات المنظمة، والتمويل الحكومي الضخم، والشبكات الواسعة من المؤثرين المرتبطين بالمؤسسة الأمنية والسياسية.
لذلك يغدو السؤال المركزي: لماذا يخسر الاحتلال هذه المعركة الرمزية على تيك توك، رغم تفوقه التقني والمعلوماتي وتنظيمه الدعائي؟ ولماذا تبدو السردية الفلسطينية في هذه المنصة أكثر قدرة على التمدد والتأثير من أي وقت مضى؟
على امتداد عقود، كانت إسرائيل تتحكم ليس فقط بالأرض، بل أيضا بزاوية الكاميرا وبحدود ما يمكن للعالم أن يراه. كانت الرواية تصاغ في غرف تحرير غربية تعيد إنتاج إسرائيل بوصفها "ديمقراطية محاصرة" و"استثناء أخلاقيا"، وتحول إرهابها إلى فعل دفاعي، حتى حين يدفن هذا الإرهاب عائلات بأكملها تحت الركام.
لكن هذا الامتياز لم يصمد أمام التحولات التي أدخلتها الوسائط الرقمية على بنية إنتاج الرواية. لقد كسرت المنصات الجديدة احتكار إسرائيل للصورة، ودفعت بالشاهد إلى مركز السرد، وجعلت الضحية ذاتا تروي لا مادة يعاد تشكيلها.
وبذلك انكسفت هشاشة المعادلة القديمة وحدود وظيفتها؛ لأن المشروع الصهيوني لا يحتمل الضوء، ولا يحتمل أن يرى العالم جسد الضحية قبل أن تكتمل سرديته التبريرية.
الفلسطيني نجح في تحويل أداة تقنية إلى مكسب سياسي- تاريخي يقيد قدرة الاحتلال على الاستمرار في جرائمه وهو مطمئن إلى أن العالم لن يرى
عند هذه النقطة يتقدم تيك توك من بين بقية الوسائط، لا بوصفه مجرد منصة إضافية، بل باعتباره نموذجا سرديا مختلفا جذريا. فالمنصة لا تعمل بمنطق شبكات المتابعة كما في باقي المنصات؛ بل تبني عالم المشاهدة وفق قراءة لحظية لميول المستخدم.
تقوم هذه المنهجية على ما يسمى "خريطة الاهتمامات"؛ أي ما يثيرك، وما يصدمك، وما يعلق في وعيك، بحيث تنتج بيئة سردية لا تقوم على جودة الإنتاج، بل على قدرة المحتوى على إثارة ردود فعل عاطفية مباشرة.
هنا تحديدا، تبرز الفيديوهات الفلسطينية بوصفها مادة مثالية للخوارزمية. الفيديو القادم من غزة، مثلا، لا يحتاج إلى إعداد ولا إلى كتابة سيناريو، بل يكفي أن يكون تصويرا مباشرا للحظة قصف مبنى، أو طفلة تنتشل من تحت الركام، أو أم تصرخ وهي تبحث عن أبنائها.
هذا النمط من الصور يحقق أعلى درجات "مؤشر الصدمة الأخلاقية"، ولأن الخوارزمية، لا تفهم السياسة لكنها تقيس التفاعل، تدفع بهذا المحتوى إلى الواجهة؛ لأنها تكتشف بسرعة أن ملايين المستخدمين لا يمرون به مرورا عابرا، بل يتوقفون، يعيدون المشاهدة، يشاركون، يعلقون. وهكذا يتحول الهامش إلى مركز، ويصبح خط الاتصال الضعيف من قطاع محاصر، نقطة ارتكاز في رأي عام عالمي.
لكن عنصرا آخر يكتمل به المشهد، هو ما يمكن تسميته بـ"التضاد السردي". فالمنصة، حين تعرض على المشاهد فيلما من ثلاثين ثانية، لا تشرح له تاريخ المنطقة ولا خرائط التسويات، بل تقدم له صورتين: قوة مسلحة، وضحية ممددة على الأرض.
في مثل هذا التضاد الحاد، لا تحتاج الخوارزمية إلى كثير من الحسابات لتمنح مساحة أكبر للرواية التي تحشد تعاطفا أوسع. فبنية المنصة ذاتها ترفض- بحكم منطقها النفسي- أن تصدق أن الجندي المدجج بالسلاح هو الضحية، وأن الطفل تحت الأنقاض هو المعتدي.
كما أن الأفضلية لا تتعلق بطبيعة المحتوى فقط، وإنما بطبيعة الفضاء الذي يتحرك داخله. فالمحتوى الفلسطيني هو "محتوى أفقي"، ينشأ من هامش بلا مركز، من عشرات آلاف النقاط التي لا يمكن ضبطها.
صحفي ميداني في غزة، أم شهيد في مستشفى، شاب يهرب من بين الركام، طالب لجوء يعيد شرح الفيديو بلغة أخرى، ناشطة تربط ما تراه بما عاشته من عنصرية في مدينتها الأوروبية.. هذا التوزع يخلق شبكة سردية عصية على المنع. كل فيديو يصبح بَذرة لعشرات المقاطع المقتبسة والمترجمة والمعاد تدويرها. في عالم تصنع فيه المعاني من الأسفل لا من الأعلى، لا تعود الرواية المركزية قادرة على إملاء شروط التلقي كما فعلت في السابق.
في المقابل، الرواية الإسرائيلية عمودية بطبيعتها؛ مركز قرار سياسي- أمني يصوغ الرسالة، وأجهزة إعلامية تعممها، ومؤثرون يكررونها بشكل مفلتر ومنتج بقدر كبير من الاحتراف.
هذا النموذج كان فعالا في زمن الصحف والمحطات التلفزيونية، لكنه يفشل في بيئة تقيس النجاح بقدرة المحتوى على إثارة توتر شعوري فوري. فلا يمكن لسردية تريد إقناع العالم بأن قوة نووية مدججة بالسلاح هي "الضحية"، أن تصمد أمام لقطة لطفلة تسحب من تحت الأنقاض.
الوعي البصري اليوم لا يقرأ الدبابة والطائرة الحربية كعلامة ضعف، بل كرمز لنظام قوة مفرطة. هنا تتقاطع "الواقعية غير المصقولة" مع "الصدمة الأخلاقية" لتشكلا أفضلية موضوعية للرواية الفلسطينية في فضاء لا تحكمه سلطة القوة بل سلطة الشعور.
غير أن ما يجعل الرواية الإسرائيلية أكثر هشاشة في هذا المشهد ليس فقط الفشل في تقمص دور الضحية، بل تراكم أزمة مصداقية بنيوية طال إنكارها.
فالجمهور الشاب، الذي تربى في عالم ما بعد أكاذيب "الحرب على الإرهاب" وتسريبات السنوات الأخيرة، لم يعد يتعامل مع الناطق العسكري الإسرائيلي أو البيانات الرسمية بوصفها مصادر محايدة، بل كجزء من "مسرح دعائي" مهما غيرت المؤسسة في لغتها وأساليبها.
لم يعد الأمر مرتبطا بكذبة تكتيكية هنا أو هناك، بل بتاريخ طويل من الفبركات والأكاذيب والتلاعب بالمصطلحات، وتوسيع مفهوم "التهديد" لإخفاء بنية السيطرة الاستعمارية على الأرض والناس. وهنا تنهار واحدة من أهم ركائز الهيمنة الرمزية: شرعية التفسير. فما الذي يبقى لسلطة اعتادت تعريف الحقيقة نيابة عن الآخرين حين يفقد هؤلاء ثقتهم في قدرتها على قول الحقيقة أساسا؟
لكن جوهر الفشل يتجاوز الخوارزمية. فالعنف يحتاج دائما إلى قناع معرفي، لا يكفي أن تقتل، بل يجب أن تروي القتل بطريقة تمنحه شرعية. لقرن كامل، تمتعت إسرائيل بهذه الرفاهية في الغرب، حيث امتلكت القدرة على تعريف ما هو "ضروري" وما هو "دفاعي". الفلسطيني كان يظهر في الرواية الرسمية كتهديد أو مشكلة أو عقبة أمام السلام، وكجسد منزوع الإنسانية.
ما فعله تيك توك هو قلب هذه العلاقة؛ الفلسطيني لم يعد موضوعا في رواية الآخر، بل صار ذاتا تروي من داخل تجربتها. هذا التحول لا يلغي فقط مفعول الدعاية الإسرائيلية، بل يضرب العمود الفقري لبنية المعرفة الاستعمارية التي تفترض دائما أن الضحية صامتة وأن الجلاد هو الذي يشرح ما يجري.
ويتفاقم مأزق الخطاب الإسرائيلي حين ننتقل من مستوى الصورة إلى مستوى اللغة والسياق. فالمحتوى الفلسطيني لا ينتشر داخل الفضاء العربي فقط، بل يعاد إنتاجه بلغات متعددة. طلاب فلسطينيون وعرب ومسلمون في الجامعات الغربية ينشرون الفيديو الخام ذاته ويشرحونه لزملائهم، يربطون اللحظة الطارئة بتاريخ أطول من الاحتلال والاستيطان، وبالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
هنا يتحول الفيديو القصير إلى سردية سياسية أعرض، ويكتسب حياة ثانية وثالثة ورابعة في دوائر لم تكن في متناول الفلسطيني قبل عقد واحد.
أما المحتوى الإسرائيلي، رغم قدرته التقنية، فيبقى أسير إنجليزية بيروقراطية باردة، ينطق بها موظف رسمي من داخل جهاز الدولة، فتبدو أقرب إلى خطاب علاقات عامة منها إلى شهادة إنسانية، وتفقد تلقائيا القدرة على خلق الحميمية التي تكافئها المنصة.
قد يبدو للوهلة الأولى أن ما يحدث هو نتيجة خصوصية المنصة الصينية، لكنّ مرورا سريعا على المنصات الأخرى يكشف أن التحول أعمق وأوسع. في منصة "إكس" مثلا- ورغم أنها تعيش تحولات بعد استحواذ ماسك- تصنع الرواية الفلسطينية مساحات واسعة من التفاعل العضوي يصعب على الرواية الإسرائيلية ملاحقتها.
وفي إنستغرام ويوتيوب شورتس، يتصدر المحتوى الفلسطيني لحظات معينة قبل أن تتدخل سياسات التقييد لتخفيف انتشاره أو حذفه، خصوصا عبر خوارزميات "الحجب الخفي" و"نظام الرقابة الآلي". لكن، يظل تيك توك النموذج الأكثر وضوحا لأن بنية التوصيات فيه أقل خضوعا للضغط السياسي المباشر، ولأن "الفيديو القصير" يملك قدرة فائقة على خلق الصدمة العاطفية التي تحرك الحوار العالمي.
لا يعني ذلك أن تيك توك فضاء حر بالكامل، ولا أن صعود السردية الفلسطينية مؤشر على تحرر الفضاء الرقمي من النفوذ الإسرائيلي أو الغربي. فشركات التكنولوجيا الكبرى- مثل ميتا وغوغل وإكس – تخضع لضغط سياسي وأمني كثيف يدفعها إلى تطبيق سياسات تقييدية على المحتوى الفلسطيني تحت عناوين "التحريض" أو "المنظمات الخطرة".
يضاف إلى ذلك الجدل حول "صفقة تيك توك" بين واشنطن وبكين. فخوف واشنطن لا يتعلق فقط بأمن البيانات، بل باهتزاز سيادتها الرمزية على المجال الإعلامي العالمي.
لكن كل ذلك يفشل في خنق الرواية الفلسطينية بالكامل، لأن جوهر المنصات أقوى من محاولات السيطرة عليها. فالفيديو القصير لا يخضع لتدقيق مسبق، بل ينتشر أولا، ثم تحاول الشركات تدارك أثره. وبمجرد أن يكون الفيديو قد وصل إلى ملايين الشاشات، لا يعود بإمكان أي خوارزمية أن تمحوه من الذاكرة البصرية للناس.
ولا يكتمل المشهد بدون التوقف عند دور الإنسان الفلسطيني في صناعة هذا التحول، فالحضور على تيك توك لم يكن ليبلغ هذا المستوى من القوة والتأثير لولا الدور المحوري الذي لعبه الإعلاميون والصحفيون والموثّقون الميدانيون في غزة، أولئك الذين تحولوا خلال الحرب إلى أعين العالم وآذانه.
المشهد لم ينقل بواسطة مراسلين دوليين محصنين، بل عبر صحفيين وناشطين محليين يعملون من داخل الجحيم نفسه، يركضون تحت القصف، يحملون الكاميرا في يد، والجرحى في اليد الأخرى. لقد شكل هؤلاء الطبقة الأخطر على الرواية الإسرائيلية؛ لأنهم لم يكتفوا بتوثيق الحدث الخام، بل حولوه إلى سردية ذات شحنة أخلاقية وسياسية عالية، عبر مزج اللقطة اللحظية بشرح سياقها، وربط الواقعة الصغيرة بالبنية الاستعمارية الكبرى.
في هذا السياق، يصبح استهداف الاحتلال للصحفيين في غزة جزءا من محاولة يائسة لاستعادة امتياز الرؤية، لا "أضرارا جانبية". فالصحفي الغزي لم يكن مجرد ناقل معلومات، بل تجسيدا للشاهد الذي يكسر احتكار الحقيقة، ويعيد تعريف العلاقة بين الصورة والسلطة، فالصورة لم تعد ملكا لمن يملك السلاح، بل لمن يضع جسده في مواجهة هذا السلاح.
إن ظهور الصحفي الفلسطيني على الشاشات، بملامح فقدْ لا يمكن اصطناعها، ألغى عمليا الفاصل التقليدي بين الصحفي والشاهد، وبين المراقب والضحية، وخلق نموذجا سرديا لا تستطيع المؤسسات الإسرائيلية اختراقه أو إبطال أثره.
فالتفوق التقني الذي منح إسرائيل القدرة على قصف بناية مأهولة بالسكان بكبسة زر، لم يعد قادرا على التحكم بما يراه العالم عن هذا القصف، فالتكنولوجيا التي مكنتها من تكثيف القوة هي نفسها التي مكنت ضحاياها من تكثيف الشهادة.
ولهذا تحديدا شكل الصحفيون الغزيون النسبة العليا من الشهداء الإعلاميين في العالم خلال أشهر الحرب؛ فاستهدافهم كان جزءا بنيويا من محاولة كسر قناة السرد الوحيدة التي لا يستطيع الاحتلال التحكم بها. لكن استشهاد الصحفيين ذاته تحول إلى دليل حاسم على صوابية الرواية التي حملوها، وارتد كضربة عكسية كشفت بنية القمع التي يحاول الاحتلال إخفاءها، فوسع دائرة التعاطف العالمي، وعمق الإحساس الأخلاقي بأن الطرف الذي يسعى إلى إخماد الصورة بهذه الوحشية، هو الطرف الذي يخشى الحقيقة أكثر مما يخشى السلاح.
بهذا المعنى، الفشل ليس تقنيا بل معرفيا، فالمشروع الصهيوني عجز عن الحفاظ على "العتمة المعرفية" التي احتاجها ليبرر احتلاله وجرائمه، حيث فضحت المنصات الرقمية البنية الأخلاقية للعنف التي كانت مغطاة بطبقات كثيفة من الدبلوماسية والخطاب الأمني.
لذلك لم يكن غريبا أن تظهر موجة احتجاج طلابية واسعة في الجامعات الغربية، وأن ترتفع أصوات تربط ما يحدث في غزة بالاستعمار الاستيطاني وتنتقد حكوماتها؛ لأنها تتواطأ مع بنية استعمارية مكشوفة.
وما يزيد من حدة هذا الاهتزاز أن التحولات العميقة التي أصابت جمهور الإعلام نفسه جعلت هذا الكشف أكثر قابلية للترسخ. فجيل Z، ومعه جزء معتبر من الجيل التالي، لم يعد يرى في القنوات الإخبارية التقليدية ولا في الصحف الكبرى سلطة معرفية تستحق الطاعة.
هؤلاء أبناء عالم هزمت فيه اليقينيات؛ واختبروا أزمات مالية متلاحقة، وأكاذيب الحرب على الإرهاب، وفضائح تسريبات كشفت تداخل الإعلام مع أجهزة الحكم.
لذلك يستقبلون الوقائع مباشرة من مصادرها الأولية، ويتعاملون مع صوت الضحية بوصفه أكثر صدقية من أي "خبير" يحاول وضع اللقطة في إطار سياسي يخفف من وطأة الابادة. وهكذا فإن الفجوة بين خطاب الحكومات وخطاب الأجيال الصاعدة لم تعد فجوة سياسية فحسب، بل فجوة أخلاقية- معرفية تهدد بنية الهيمنة التي اعتمد عليها المشروع الصهيوني لعقود.
لكن السؤال الذي ينبغي طرحه، ماذا يعني هذا كله لمشروع التحرر الفلسطيني؟
الانتصار في حرب الرواية لا يحسم الصراع ميدانيا، لكنه يفتح نافذة نادرة لإعادة تعريف فلسطين في المخيال العالمي، فالمعركة ليست بين فيديو وفيديو، بل بين نموذجين لتعريف الواقع؛ نموذج يستند إلى القوة العسكرية والهيمنة المعرفية، ونموذج يستند إلى كشف بنية الاستعمار وإعادة مركزية الضحية في المشهد.
الفلسطيني نجح في تحويل أداة تقنية إلى مكسب سياسي- تاريخي يقيد قدرة الاحتلال على الاستمرار في جرائمه وهو مطمئن إلى أن العالم لن يرى. العالم صار يرى، وهذه الرؤية ليست حدثا عابرا، بل بداية تفكك طويل في هيمنة رواية طالما قدمت بوصفها قدرا لا يقاوم.
والمشاريع الاستعمارية لا تبدأ بالانهيار حين تخسر الأرض فقط، بل عندما تفقد سرديتها المؤسسة وقدرتها على الإقناع، وحين تتآكل الأوهام التي بنت عليها شرعيتها.
لكن كل ذلك، لن يتحول إلى مسار تاريخي ثابت، إلا إذا امتلك الفاعل الفلسطيني رؤية إستراتيجية قادرة على تحويل لحظة الكشف هذه، إلى مسار مستدام ومتراكم يعيد تعريف أدوات المقاومة ويبني عليها في إطار مشروع التحرر الشامل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
المصدر:
الجزيرة