آخر الأخبار

العمري يكشف عن ضوء أخضر أميركي للتصعيد بلبنان مقابل تهدئة جبهة غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن ما يتم تداوله من معلومات يشير إلى أن إسرائيل لديها غطاء أميركي واضح للمضي في تصعيد عملياتها العسكرية في لبنان ، مقابل خفض مستوى التوتر في قطاع غزة ، مؤكدا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تتوقع ردا جوهريا من حزب الله على الاغتيال الذي استهدف قياديا بارزا في الضاحية الجنوبية .

وأوضح في تعليقه على الاستهداف الإسرائيلي لشخصية بارزة في حزب الله عصر اليوم أن التطورات الأخيرة تعكس تحولا جديدا في إدارة إسرائيل لمستويات التصعيد، موضحا أن الضربات في الضاحية الجنوبية وداخل مدينة غزة تأتي ضمن مرحلة واسعة من الحرب المتواصلة منذ عامين، في ظل حسابات سياسية وشخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .

ويشير العمري إلى أن قطاعات واسعة داخل إسرائيل نفسها غير مقتنعة بأن الدوافع وراء التصعيد الأخير أمنية محضة، إذ يعتبر مسؤولون محليون أن الحكومة تسعى إلى إبقاء التوتر قائما، لأنه يخدم أجندتها الحزبية، خصوصا على أبواب مرحلة انتخابية حساسة.

ويرى أن ما جرى في بيروت يحمل بعدين أساسيين: الأول يتعلق بالعودة إلى استهداف العاصمة اللبنانية، والثاني يرتبط بضرب شخصية قيادية تصنّفها إسرائيل بأنها "الرجل الثاني" داخل حزب الله، وهو ما يشي برغبة الحكومة في دفع المواجهة إلى مستوى أعلى ما دامت الظروف تسمح لها بذلك.

وهزّ انفجار قوي الضاحية الجنوبية لبيروت عصر اليوم الأحد، إثر غارة لجيش الاحتلال قالت إسرائيل إنها استهدفت "استهدافا دقيقا" قياديا بارزا في حزب الله، في هجوم أسفر أيضا عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين، حسب مصادر طبية لبنانية للجزيرة.

مؤشرات داخلية

ويستحضر العمري مؤشرات برزت خلال الساعات الأخيرة داخل المؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل، إذ تحدثت وسائل إعلام عبرية عن جاهزية كاملة لتوجيه ضربات إضافية في عمق لبنان إذا أقدم حزب الله على الرد، وهو خطاب مشابه لما تردده المؤسسة نفسها بشأن غزة الأسابيع الماضية.

إعلان

واستنادا للمعلومات التي تتردد في الأوساط المعنية الإسرائيلية، فإن الإدارة الأميركية كانت قد ألمحت لإسرائيل بضرورة خفض مستوى العمليات داخل غزة، لكنها أبدت مرونة أكبر تجاه التصعيد في لبنان، مما يجعل تصريحات نتنياهو الأخيرة جزءا من سياق يوازن بين إرضاء واشنطن سياسيا وتعزيز مكاسبه داخل المشهد الإسرائيلي الداخلي.

وتشير المعلومات التي وصلت إلى الإعلام العبري -حسب العمري- إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قطع اجتماعا يتعلق بتحقيقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وانتقل مباشرة إلى قبو القيادة للإشراف على الاغتيال، بعدما وردت معلومات استخبارية "عاجلة وحساسة" تتطلب قرارا سريعا من المستويين العسكري والسياسي.

ويرى العمري أن عملية الاغتيال الأخيرة تعكس مستوى من الرصد والمتابعة المستمرة التي تعتمدها إسرائيل لإدامة حالة التصعيد، مؤكدا أن الحرب لم تتوقف بالنسبة لها، بل انتقلت إلى قواعد اشتباك مغايرة تتيح لها هامشا أوسع للتحرك وفق الظروف الميدانية والسياسية.

ويعتبر أن تمسك الحكومة الحالية بخط التصعيد مرتبط بعوامل داخلية عديدة، من بينها محاولات نتنياهو صرف الأنظار عن المحاكمات التي يواجهها، وإقناع الإسرائيليين بأنه لا يخضع للضغوط الأميركية، في ظل اتهامات متكررة من المعارضة بأنه يحول إسرائيل إلى دولة تتلقى التعليمات من الخارج.

ويشير إلى أن المسار العام يظهر رغبة إسرائيلية في الإبقاء على الضغط مستمرا على حزب الله، وعلى فصائل المقاومة في غزة، وعلى مختلف الجبهات التي تراها حساسة داخل حساباتها الإقليمية والدولية، خاصة مع اقتراب استحقاقات سياسية داخلية.

رد حزب الله

وعن تقديرات إسرائيل لاحتمالات الرد، يوضح العمري أن المؤسسة الأمنية لا تتوقع ردا كبيرا من حزب الله، وتعتقد أن قدرته على تنفيذ عمليات نوعية في هذه المرحلة محدودة، رغم أنها كانت في الأيام الأخيرة قد ضخّمت حجم تهديده لتبرير عملياتها الهجومية داخل لبنان.

ويضيف أن إسرائيل تواصل منذ قرابة عام تنفيذ عمليات دقيقة داخل الجنوب اللبناني، سواء عبر الاغتيالات أو القصف بالنيران البعيدة، وتستغل ما تصفه بضعف قدرة حزب الله على استعادة قوته العملياتية لتسجيل مكاسب إضافية قبل أي تغيّر محتمل في المعادلة.

ويشير إلى أن الشخصية المستهدفة في الضاحية الجنوبية توصف في الإعلام العبري بأنها "رئيس الأركان الفعلي" للحزب، وترى إسرائيل أن تصفيته تشكّل إنجازا جوهريا يحدّ من قدرات الحزب في المدى المنظور، وهو منطق مشابه لما تتبناه إزاء الضربات التي تنفذها في غزة.

ويؤكد العمري أن إسرائيل تتعامل مع أي رد من حزب الله أو فصائل المقاومة باعتباره خرقا لوقف إطلاق النار، بينما تبرر عملياتها بأنها تجري ضمن "ضرورات أمنية"، مستفيدة -حسب تقديره- من غطاء سياسي أميركي يسمح باستمرار الهجمات في لبنان بوتيرة أعلى من الجبهات الأخرى.

ويرى أن الصورة العامة تشير إلى استمرار تصعيد محسوب يستند إلى اعتبارات أمنية وانتخابية في آن واحد، بينما تبقى المنطقة مفتوحة على مزيد من المواجهات ما دامت الحكومة الإسرائيلية الحالية ترى في إدارة التوتر أداة فعالة لترتيب أولوياتها الداخلية والخارجية.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا