أصيب لبناني في غارة إسرائيلية استهدفت مركبته في بلدة كفردجال في قضاء النبطية بجنوب لبنان ، كما نسف جيش الاحتلال منزلا في بلدة ميس الجبل بالجنوب أيضا، في تصعيد ميداني يضاف إلى أكثر من 4500 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن أواخر عام 2024.
وأفاد مصدر أمني بأن الغارة استهدفت سيارة على الطريق العام في بلدة كفردجال في منطقة النبطية، ما أدى إلى إصابتها بشكل مباشر واشتعالها، ولاحقا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، إصابة أحد المواطنين جراء الغارة.
وفي سياق الخروقات المتواصلة للاتفاق، نسف الجيش الإسرائيلي منزلا في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان عند الساعة الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، وفق الوكالة اللبنانية.
وصعّدت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجماتها على لبنان بما يشمل عمليات اغتيال أشخاص تدعي أنهم عناصر من حزب الله ، وشن غارات في مناطق شرق وجنوب البلاد.
ويأتي هذا التصعيد بعد حرب شاملة شنتها إسرائيل على لبنان بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024، أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا، فيما لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود، متحدية بذلك اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جهته، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية يعرقل تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، التي أقرها مجلس الوزراء في أغسطس/آب الماضي، وتشمل سلاح "حزب الله".
وأكد عون أن خيار التفاوض لإنهاء الاحتلال هو خيار وطني جامع، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة، تمهيدا لبسط سلطة الدولة وإطلاق مسار إعادة الإعمار.
وخلال لقائه مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هاميش فالكونير، شدد عون على ضرورة تفعيل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ، المعروفة بـ"الميكانيزم"، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يقوم بمهامه كاملة جنوب الليطاني رغم عدم اكتمال الانتشار بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
كما ثمّن الرئيس اللبناني الدعم البريطاني لبناء أبراج مراقبة على الحدود، وأشاد بالتعاون مع قوات " اليونيفيل ".
من جانبه، شدد فالكونير على أن نزع السلاح خارج سلطة الدولة والإصلاح الاقتصادي والسياسي ضروري لاستقرار لبنان، مؤكدا دعم بريطانيا المستمر للمؤسسة العسكرية اللبنانية، وفقا لما نقلته عنه الرئاسة اللبنانية في بيانها.
وفي تصريح آخر خلال لقائه وزير الخارجية اللبناني يوسف رَجّي، أكد فالكونير "رفض بلاده استمرار الاعتداءات الاسرائيلية"، واصفا المرحلة الممتدة حتى نهاية العام" بالدقيقة"، معتبرا أن "هناك فرصة حقيقية أمام لبنان للانتقال إلى الاستقرار"، مؤكدا أهمية دور الجيش في بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها.
وكان عون قد أجرى جولة مع فالكونير تناولت الأوضاع العامة في لبنان عموما وفي الجنوب خصوصا في ضوء الزيارة التي قام بها الأخير إلى الجنوب حيث عاين المواقع التي انتشر الجيش اللبناني فيها والقوات الدولية، ومشروع إقامة أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية الجنوبية الذي تنفذه بريطانيا، بحسب بيان الرئاسة.
كما استقبل عون وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز الذي أعرب بدوره عن استعداد بلاده لمواصلة دعم الجيش اللبناني، مشيدا بدوره في حفظ الأمن، وموجها دعوة للرئيس اللبناني لزيارة هولندا.
في السياق ذاته، شدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رَجّي على أن الحكومة ماضية في قرار حصر السلاح ليس إرضاء للخارج، بل من أجل بناء دولة قوية، مؤكدا أن الخيار العسكري لن يؤدي إلى نتيجة، وأن الدبلوماسية هي الحل الوحيد، داعيا إلى تحييد لبنان عن سياسة المحاور.
المصدر:
الجزيرة