انتشرت مؤخرا على تطبيق "تيك توك" موجة جديدة من مقاطع الفيديو تحت وسم #BigBaby (الطفل الكبير)، يظهر فيها آباء وأمهات وهم يفتخرون بأطفالهم ذوي الأجسام الضخمة والملامح الممتلئة، وسط تعليقات من المتابعين تصفهم بـ"اللُطفاء" و"أصحاب الخدود الممتلئة".
لكن خلف هذا التفاعل الظريف، يخفي الخبراء مخاوف طبية حقيقية، إذ يشير الأطباء إلى أن هذه الظاهرة ترتبط بارتفاع حالات العملقة الجنينية أو ما يعرف طبيًا بـ" الماكروسوميا"، وهي حالة يُولد فيها الطفل بوزن يتجاوز 4 كيلوغرامات.
لماذا يولد الأطفال بهذا الحجم؟
يرى الأطباء أن الظاهرة ليست جديدة، لكنها في ازدياد مقلق.
ويرجع السبب الأساسي إلى ارتفاع معدلات السمنة والسكري، خاصة سكري الحمل، الذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسة للماكروسوميا.
ويقول البروفيسور ديميتريوس سيساكوس، أستاذ التوليد في جامعة كلية لندن: "المعايير التي نعتمدها لتحديد الوزن الطبيعي عند الولادة قديمة، وفي الواقع نحن نرى الآن نسبا أعلى بكثير من 10 بالمئة من الأطفال يُولدون بأحجام أكبر".
وأضاف: "حتى النساء ذوات الوزن الطبيعي قد يصبن بسكري الحمل، مما يؤدي إلى تضخم الجنين بشكل غير متوازن، خاصة في منطقة البطن والكتفين".
الماكروسوميا ليست متشابهة
يقسم الأطباء الماكروسوميا إلى نوعين:
وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يولدون بوزن زائد بسبب سكري الحمل معرضون أكثر للإصابة بـ:
أما الأمهات، فيواجهن خطرا متزايدًا للإصابة بالسكري لاحقًا، خاصة إذا لم يُشخّص سكري الحمل في الوقت المناسب.
الوقاية ممكنة
بحسب الأطباء، فإن الوقاية من الماكروسوميا تبدأ من تبني نمط حياة صحي خلال الحمل.
ويقول سيساكوس: "الخطوة الأهم هي تعديل بسيط في نمط الحياة: ممارسة الرياضة بانتظام، والانتباه للنظام الغذائي، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري — لكِ ولطفلكِ".