عند الحديث عن السياحة في ألمانيا، فإن مدنا مثل العاصمة برلين أو ميونخ ربما تأتي في الصدارة، إذ إنها الأكثر شهرة في هذا المجال، كما أن مدينة كبرى أخرى مثل فرانكفورت تعد عاصمة المال والأعمال في هذا البلد الأوروبي الكبير، غير أن بعض المدن الصغيرة في ألمانيا لا تخلو من معالم سياحية تستحق الزيارة، فمدينة أولم الواقعة جنوبي ألمانيا تضم معلما شديد الأهمية والتميز، سواء على الصعيد الأوروبي أو حتى العالمي.
المعلم الرئيسي في أولم هو كنيستها العملاقة التي تحمل اسم "أولم مينستر"، والتي تعد أطول كنيسة في العالم، وأحد أبرز نماذج العمارة القوطية في أوروبا.
وإذا لم تكن قد سمعت عزيزي القارئ عن أولم، فأنت بالتأكيد تعرف أحد أبرز من أنجبتهم هذه المدينة، وهو عالم الفيزياء الأشهر في العالم وصاحب نظرية النسبية ألبرت أينشتاين ، الذي ولد هناك عام 1879، وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921، قبل أن يتوفى في نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1955، ومن أكثر مناطق الجذب في مدينة أولم منزل أينشتاين.
وتعد أولم من أبرز المدن الأوروبية التي تجسّد بامتياز التناغم بين الأصالة التاريخية والحداثة المعاصرة، وتقع هذه المدينة الساحرة في ولاية بادن-فورتمبيرغ على ضفاف نهر الدانوب العريق، حيث تشكل نقطة التقاء بين التاريخ والحاضر الزاخر بالحيوية والنشاط.
تُشكّل كنيسة أولم مينستر تحفة معمارية فريدة من نوعها، حيث بدأ بناؤها عام 1377 في العصور الوسطى، لكنها استغرقت أكثر من 5 قرون كاملة حتى يكتمل بناؤها، إذ وُضع حجرها الأخير عام 1890، لتصبح صرحا شهيرا يمثل نموذجا رائعا للصبر والعزيمة.
تتميز الكنيسة بعدة خصائص تجعلها تحفة معمارية نادرة ومنها:
شهدت الكنيسة تحولات تاريخية كبيرة، فلقد بُنيت في الأصل لتكون رمزا لقوة الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، لكنها تحولت إلى كنيسة بروتستانتية بعد حركة الإصلاح الديني في القرن الـ16.
وفي عصرنا الحالي، لم تعد الكنيسة مجرد مكان للعبادة، بل تحولت إلى رمز ثقافي وحضاري وسياحي يجسد عراقة أولم وهويتها.
رغم الشهرة العالمية لكنيسة أولم مينستر، فإن المدينة تقدم لزوارها عديدا من المعالم والأنشطة التي تستحق الاكتشاف، ومنها ما يلي:
تعد أولم أحد المراكز الإدارية في ولاية بادن-فورتمبيرغ، كما أنها أكبر مدينة في منطقة بوبنغن، وتوجد أولم بين مدينتين كبيرتين هما شتوتغارت وميونخ، كما أنها لا تبتعد كثيرا عن فرانكفورت، أكبر مركز مالي في ألمانيا.
المسافة من أولم إلى شتوتغارت (شمال غرب) نحو 90 كيلومترا تقطعها السيارة أو القطار في نحو ساعة، وتصل المسافة من أولم إلى ميونخ (شرقا) نحو 150 كيلومترا، ويمكن الوصول إليها في ساعة وثلث الساعة بالقطار السريع، وتزيد المدة إلى ساعة و45 دقيقة بالسيارة.
والمسافة من أولم إلى فرانكفورت (شمالا) نحو 290 كيلومترا، يقطعها القطار في نحو ساعتين ونصف الساعة، وبالسيارة تتجاوز 3 ساعات بقليل.