آخر الأخبار

القمة الثلاثية في القاهرة تطالب بسلطة فلسطينية "ممكّنة" لتولي الحكم في قطاع غزة

شارك
مصدر الصورة

أكد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الإثنين أن "السلطة الفلسطينية الممكّنة" يجب أن تتولى حصراً مسؤولية الحكم في قطاع غزة، بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، داعين إلى "عودة فورية" لوقف إطلاق النار.

وقال القادة الثلاثة في بيان مشترك عقب القمة الثلاثية في القاهرة إن "الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصري، تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة"، مطالبين بـ"عودة فورية لوقف إطلاق النار، لحماية الفلسطينيين، وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية، بشكل فوري وكامل.

كما قالت الرئاسة المصرية في بيان لها إن "القادة دعوا إلى وقف جميع الإجراءات الأحادية، التي تقوّض إمكانية تحقيق حل الدولتين، وتزيد التوترات"، مشددين على "ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس".

وأعرب قادة مصر والأردن وفرنسا عن رفضهم، لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية، داعين إلى الدعم الدولي، لخطة إعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها القمة العربية، التي عقدت في القاهرة في 4 مارس/ آذار الماضي.

كما أعادوا التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود في مؤتمر يونيو/ حزيران القادم، الذي ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية، من أجل بناء أفق سياسي واضح، لتنفيذ حل الدولتين، معربين عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيُعقد بالقاهرة قريباً، حسب بيان الرئاسة المصرية.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون بادر، أثناء القمة، لإجراء اتصال، بين القادة الثلاثة، والرئيس الأمريكي، لبحث الوضع في غزة.

وأشار بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أن القادة الثلاث ناقشوا مع ترامب، سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة استئناف الوصول الكامل، لتقديم المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والمحتجزين على الفور.

وأضاف البيان أن القادة الثلاثة شددوا، خلال اتصالهم، مع ترامب على أهمية تهيئة الظروف المناسبة، لتحقيق أفق سياسي حقيقي، وتعبئة الجهود الدولية، لإنهاء ما وصفوه بمعاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين.

في الوقت نفسه، ناشد رؤساء ست وكالات تابعة للأمم المتحدة قادة العالم العمل، بشكل عاجل وحاسم، لإعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بعودة الإمدادات الغذائية والطبية، التي تشتد الحاجة إليها.

وأضافوا في بيان مشترك أن سكان غزة محاصرون مجدداً، ويتعرضون للقصف والجوع، بينما تتراكم الأغذية والأدوية والوقود والملاجئ عند المعابر، وتُمنع المعدات الحيوية.

وأكد المسؤولون الأمميون أن التأكيدات بوجود ما يكفي من الغذاء، لإطعام الفلسطينيين، بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض، فالمخزونات منخفضة للغاية، وتابعوا "إننا نشهد أعمال حرب في غزة، تُظهر استهتاراً صارخاً بالحياة البشرية"

استهداف إسرائيلي لخيمة الصحفيين

مصدر الصورة

ميدانياً، قُتل شخصان وأصيب خمسة في قصف استهدف خيمة للصحفيين في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أفاد مدير مستشفى شهداء الأقصى لوكالة الأنباء الفرنسية.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني في قطاع غزة أن أحد الصحفيين، اللذين قُتلا، هو الصحافي حلمي الفقعاوي، الذي يعمل في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية المحلية.

وأوضح مدير المستشفى، خليل الدقران، لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي عربي أن الجيش الإسرائيلي "استهدف خيمة ملاصقة لمجمع ناصر الطبي، مما أدى إلى مقتل صحفيين اثنين، وإصابة خمسة بإصابات حرجة".

وقال مراسل قناة الغد في قطاع غزة إبراهيم قنن، والذي كان شاهداً على الحادث، إن "طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً على الأقل باتجاه خيمة للصحفيين داخل مركز أمام مجمع ناصر الطبي".

وأشار إلى أن الخيمة "استُهدفت بشكل مباشر" حين كان عدد من الصحفيين عائدين من تغطية قصف منزل إحدى العائلات في خان يونس.

ويضم مركز الصحفيين في المجمع الطبي 30 صحفياً يعملون لصالح وكالات أنباء دولية وعربية ومحلية، وفق ما قاله قنن لبي بي سي.

وقال الصحفي الفلسطيني أحمد الآغا لبرنامج غزة اليوم إنه كان متواجداً في الخيمة وقت القصف، وإنه تعرض لإصابة في كتفه وأسفل بطنه وفي رجله بسبب شظية ناجمة عن القصف.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن قواته استهدفت "الإرهابي في حركة حماس حسن عبد الفتاح أصليح في خان يونس"، مضيفا أن أصليح يعمل بصفة صحفي.

وأضاف الجيش "أن أصليح تسلّل الى الأراضي الإسرائيلية، وشارك في المجزرة الدامية، التي نفّذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

في الوقت نفسه، أورد الدفاع المدني اسم أصليح في لائحة الصحافيين التسعة الجرحى.

وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود، في بيان لها، الغارة الإسرائيلية على خيمة معروفة، بأنها تؤوي إعلاميين، بالقرب من مستشفى ناصر. وأضافت أنه "يجب أن تتوقف المذبحة المستمرة للصحافة في غزة".

عشرات القتلى

مصدر الصورة

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى 25 منذ الليلة الماضية جراء القصف الإسرائيلي لمناطق متفرقة من القطاع، بعد مقتل 11 شخصاً، صباح الاثنين، بينهم 9 أشخاص من عائلة واحدة وصحفيان، بحسب ما أفادت مصادر طبية لبي بي سي.

وقُتل أكثر من 200 صحفي منذ بدء الحرب، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الأنباء الفرنسية "ارتقى 12 شهيداً على الأقل، بينهم عدد من الأطفال والنساء جراء غارات جوية إسرائيلية، بينها استهداف مباشر لخيمة صحافيين"، مشيراً إلى وقوع عدد من الجرحى.

وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل سبعة أشخاص، بينهم طفلة في العاشرة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية على دير البلح . وأضاف أن الغارة أدت إلى سقوط جرحى، بينما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

كما قُتل ثلاثة أشخاص آخرين في غارة في شارع وادي العرايس في حي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة.

وقال مدير مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران، إن "الجيش الإسرائيلي استهدف خيمتين في مستشفى شهداء الأقصى"، مما أدى إلى "إصابة عدد من النازحين داخل المستشفى بينهم إصابة واحدة خطيرة".

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين أن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة، منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، في 18مارس/ آذار.

وقال ستيفان دوجاريك إن "الناجين في غزة يُدفعون للنزوح بشكل متكرر، ويُجبرون على النزوح إلى مساحة تتقلص باستمرار، حيث لا يُمكن تلبية احتياجاتهم الأساسية".

وأضاف أن جميع سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون شخص نزحوا مرة واحدة على الأقل، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبداية وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في أحياء عدة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة.

ودعا الناطق باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس "جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة دير البلح في أحياء: الصحابة، السماح، العودة، الزوايدة والصلاح" إلى "الانتقال بشكل فوري جنوباً إلى مراكز الإيواء المعروفة في المواصي".

وقال إن "هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم"، لافتاً إلى أن الجيش "سيهاجم بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها"، محملاً "المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها حماس، المسؤولية الكاملة عن نزوح ومعاناة المدنيين".

يأتي ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو عشرة صواريخ من قطاع غزة، ليل الأحد، باتجاه أراضٍ إسرائيلية، مشيراً إلى اعتراض معظمها.

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ "رد قوي" بعد إطلاق الصواريخ.

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو، أن "رئيس الوزراء أعطى أوامر برد قوي، ووافق على استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي المكثّفة ضد حماس في غزة"، مشيراً إلى أن نتنياهو تحدّث إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس من الطائرة خلال توجّهه إلى واشنطن.

ونفى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بشأن استئناف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، دون التوصل إلى صفقة تبادل، ومن دون أن يكون لذلك صلة بوتيرة العمليات القتالية.

وجاء في بيان صادر عن الديوان أن التقرير غير صحيح، وأن الجيش الإسرائيلي يعمل وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي، وسيواصل تكثيف الضغط على حركة حماس، من أجل استعادة الرهائن، وتحقيق أهداف الحرب، وذلك بما يتماشى مع القانون الدولي.

وقالت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، إنها قصفت مدينة "أسدود المحتلة" برشقة صاروخية رداً على "المجازر الصهيونية بحق المدنيين".

مقتل طفل يحمل جنسية أمريكية

مصدر الصورة

وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل طفل فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية في بلدة ترمسعيا برصاص الجيش الإسرائيلي، بحسب ما ذكر مسؤولون فلسطينيون الأحد. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "أطلق النار على إرهابي، عرّض المدنيين للخطر بإلقاء الحجارة".

وقال رئيس بلدية ترمسعيا، أديب لافي، لوكالة رويترز إن ثلاثة فتيان أصيبوا برصاص مستوطن إسرائيلي عند مدخل البلدة، منهم عمر محمد ربيع البالغ من العمر 14 عاماً.

وأضاف: "نُقل اثنان بسيارة إسعاف إلى مركز طبي مجاور في بلدة أبو فلاح، وبعد ذلك إلى المستشفى. حضر الجيش إلى المكان واحتجز المصاب الثالث البلغ من العمر 14 عاماً وهو يحمل الجنسية الأمريكية".

وقال لافي إن الجيش أعلن لاحقاً مقتل ربيع.

وشارك مئات الفلسطينيين في تشييع جنازة الطفل عمر ربيع. وانطلق موكب التشييع من أمام منزل العائلة، وصولاً إلى مسجد البلدة، ثم إلى المقبرة.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الواقعة، واعتبرتها امتداداً "لمسلسل جرائم القتل خارج القانون". وقالت إن "جريمة إعدام الطفل ربيع في ترمسعيا نتيجة مباشرة لإفلات إسرائيل المستمر من العقاب".

وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه: "خلال عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة ترمسعيا، رصد جنود جيش الدفاع ثلاثة إرهابيين يقذفون الحجارة على الطريق السريع مما عرّض حياة المدنيين للخطر".

وأضاف: "فتح الجنود النار على الإرهابيين الذين كانوا يعرّضون حياة المدنيين للخطر مما أدى إلى مقتل إرهابي وإصابة اثنين آخرين".

في الوقت نفسه، شارك المئات من الفلسطينيين، اليوم، في مسيرة وسط مدينة رام الله، احتجاجاً على استمرار الحرب الإسرائيلية، في قطاع غزة.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتب عليها "أوقفوا الحرب على غزة"، ورددوا هتافات تطالب بوقف الحرب وحماية المدنيين.

وتزامن ذلك مع إضراب شامل عمّ مختلف مناحي الحياة، في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، تضامناً مع سكان قطاع غزة، وللمطالبة بوقف الحرب.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا