آخر الأخبار

أكرم إمام أوغلو: من هو رئيس بلدية إسطنبول الذي اعتقل قبل ترشحه لانتخابات الرئاسة في تركيا؟

شارك
مصدر الصورة

اعتقلت الشرطة التركية الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، قبل أيام من إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة في تركيا، كجزء من حملة ضخمة ضد شخصيات المعارضة في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الأخيرة.

ويُنظر إلى أكرم إمام أوغلو، من حزب الشعب الجمهوري العلماني، على أنه أحد أقوى المنافسين السياسيين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

واتهم المدّعون أوغلو بالفساد ومساعدة جماعة إرهابية، والاشتباه "في قيادة منظمة إجرامية".

واحتجزت السلطات 100 مشتبه به، بينهم سياسيون وصحفيون ورجال أعمال كجزء من التحقيق.

وقال إمام أوغلو، في مقطع فيديو سجله بينما كانت الشرطة تداهم منزله: "لا يمكن إسكات إرادة الشعب"، متعهداً بالوقوف بحزم من أجل الشعب التركي، وكل من يتمسك بالديمقراطية والعدالة في جميع أنحاء العالم.

وأضاف: "أقف بحزم في معركتي من أجل الحقوق والحريات الأساسية"، مشيراً إلى أن "المئات من عناصر الشرطة وصلوا إلى منزلي، سأسلّم نفسي إلى الشعب".

وشارك العشرات من ضباط الشرطة في مداهمة منزل إمام أوغلو، في إسطنبول.

ومن المقرر أن يختار حزب الشعب الجمهوري مرشحه للرئاسة، يوم الأحد، حيث يعد إمام أوغلو الشخص الوحيد، الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية.

ويأتي ذلك، بعد يوم واحد من إلغاء جامعة إسطنبول، شهادة إمام أوغلو بسبب مخالفات مزعومة، وهو قرار من شأنه - في حال تأييده - أن يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية.

ووفقاً للدستور التركي، يجب أن يكون الرؤساء قد أكملوا تعليمهم العالي لتولي المنصب.

ووصف إمام أوغلو هذه الخطوة بأنها لا أساس لها من الصحة من الناحية القانونية، مضيفاً أن الجامعات يجب أن تظل مستقلة وبعيدة عن التدخلات السياسية ومكرسة للمعرفة.

من جانبه قال حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، أن "التدخلات الأخيرة ضد أوغلو هي محاولة انقلابية، لمنع الشعب من تحديد الرئيس القادم".

وكتب رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل على موقع إكس، أن اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب واستبدال إرادته، أو استخدام القوة لمنعه، يرقى إلى مستوى الانقلاب.

واتهم نائب رئيس الحزب، إلهان أوزغال، الحكومة باستخدام الاعتقال كأداة لترهيب المعارضة التركية.

وقال لبي بي سي إن حزبه قلق للغاية، بشأن حالة الديمقراطية في تركيا، بشكل عام.

وتفيد وسائل إعلام تركية موالية للحكومة أن إمام أوغلو يواجه اتهامات بالابتزاز والاحتيال، ويُزعم أيضاً أنه ساعد حزب العمال الكردستاني.

فرض القيود على إسطنبول

مصدر الصورة

وأمر والي إسطنبول، عقب الاحتجاز الجماعي، يوم الأربعاء، بحظر جميع المظاهرات والاجتماعات والتصريحات الصحفية، في إسطنبول، لمدة أربعة أيام، وذلك من أجل الحفاظ على النظام العام، ووقف الأعمال الاستفزازية المحتملة.

كما أُغلقت العديد من الشوارع في إسطنبول أمام حركة المرور، بينما أُلغيت خدمات بعض خطوط المترو أيضاً.

وذكرت منظمة "نت بلوكس" لمراقبة الإنترنت ومقرها المملكة المتحدة، أن تركيا فرضت قيوداً صارمة على الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل إكس ويوتيوب وإنستغرام، وتيك توك عقب الاعتقالات.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2028، ولا يمكن لأردوغان حالياً الترشح للمنصب مرة أخرى، حيث أنه في ولايته الثانية وشغل منصب رئيس الوزراء قبل ذلك.

والطريقة الوحيدة التي يمكن لأردوغان أن يخوض بها انتخابات أخرى، هي تغيير الدستور أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء ولايته.

وأدان المنتقدون هذه التحركات، باعتبارها ذات دوافع سياسية، لكن أردوغان، وحزبه نفوا هذه الادعاءات، وأصرّوا على أن القضاء التركي مستقل.

وفي الوقت نفسه، انهارت الليرة التركية لفترة وجيزة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي، حيث كان رد فعل الأسواق ضعيفاً على حالة عدم اليقين السياسي.

صعود نجم إمام أوغلو

وكان إمام أوغلو قد فاز العام الماضي بولاية ثانية، كرئيس لبلدية إسطنبول عندما اكتسح حزب الشعب الجمهوري الانتخابات المحلية في إسطنبول وأنقرة.

وكانت هذه هي المرة الأولى منذ وصول أردوغان إلى السلطة، التي يُهزم فيها حزبه في جميع أنحاء البلاد من خلال صناديق الاقتراع.

وحقق حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، العام الماضي أعلى نتائج على مستوى البلاد منذ عام 1977، ويرجع هذا النجاح في الغالب إلى شعبية إمام أوغلو في جميع أنحاء تركيا، والمناورة السياسية التي قامت بها أحزاب المعارضة لتشكيل ائتلاف لدعمه.

وتمثل خسارة إسطنبول في مايو/أيار من عام 2019، صدمة كبيرة لحزب العدالة والتنمية رغم أن إمام أوغلو واجه تحديات قوية لفوزه.

فقد ألغت السلطات الانتخابية التصويت، وأجبرت إمام أوغلو على الخروج من منصبه بعد أن زعم حزب العدالة والتنمية وجود مخالفات في عملية التصويت، وأمرت بإعادة الانتخابات.

وخاطب إمام أوغلو في ذلك الوقت، حشوداً ضخمة من أنصاره في تجمع حاشد، وطالبهم بتركيز طاقتهم على الفوز مرة أخرى.

وحصل إمام أوغلو في انتخابات الإعادة على 55 في المئة من الأصوات، في ضربة كبيرة للرئيس أردوغان، ما يعني أن إمام أوغلو هزم الرئيس أردوغان مرتين، خاصةً أن حزب العدالة والتنمية وأسلافه من الإسلاميين، أداروا إسطنبول لمدة 25 عاماً.

وتتضح أهمية إسطنبول بالنظر إلى أنها تضم خُمس سكان تركيا البالغ عددهم حوالي 85 مليون نسمة، وهي مسؤولة عن جزء كبير من الاقتصاد التركي، بما في ذلك التجارة والسياحة والتمويل.

تنبؤات بصعود مماثل لأردوغان

وتنبأ العديد من الخبراء لإمام أوغلو بصعود مماثل إلى السلطة، كما حدث مع أردوغان، بعد فوزه بولاية ثانية في الانتخابات المحلية لعام 2024 في إسطنبول، ويرى الكثيرون أنه أصبح يشكل تهديداً لقبضة أردوغان على السلطة في تركيا.

ولد إمام أوغلو عام 1971 في آقجة آباد في ولاية طرابزون، التي تقع على ساحل البحر الأسود في تركيا، وانتقل إلى إسطنبول في سن المراهقة، ودرس تجارة الأعمال ثم انتقل للعمل في قطاع البناء.

وبالرغم من خلفية عائلته المحافظة التي تنتمي إلى يمين الوسط، يقول إمام أوغلو إنه اعتنق القيم الديمقراطية الاجتماعية خلال فترة دراسته الجامعية.

ويعشق إمام أوغلو كرة القدم، مثل الرئيس أردوغان، إذ كان إمام أوغلو لاعباً في دوري الهواة في نادي طرابزون سبور، حيث كان يلعب في مسقط رأسه، ويُمثل حب هذه الرياضة سمة مفيدة في تركيا، التي تعشق كرة القدم.

ويُشاد بإمام أوغلو بسبب أسلوبه الناعم والفكاهي في السياسة، الذي يتناقض مع العديد من السياسيين الآخرين، في المشهد السياسي التركي.

ونجح إمام أوغلو في توسيع القاعدة العلمانية لحزب الشعب الجمهوري، ونجح في استقطاب بعض الناخبين الأتراك الأكثر تديناً ومحافظة، الذين كانوا يصوتون تقليدياً لحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان وذلك من خلال تنظيم زيارات للمساجد في حملاته الانتخابية، وإعلانه مؤخراً عن ترميم مسجد تاريخي، في منطقة قره كوي الشهيرة في إسطنبول.

كما أصبحت زوجته ديليك إمام أوغلو شخصية مشهورة بحضورها النشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وعملها الخيري لذوي الاحتياجات الخاصة، وظهورها إلى جانب زوجها، لدعمه خلال حملته الانتخابية.

وولدت ديليك إمام أوغلو أيضاً على ساحل البحر الأسود، وتسعى حالياً للحصول على درجة الدكتوراة، ولدى الزوجين ولدان وابنة واحدة.

كان إمام أوغلو قد واجه تحقيقات قضائية عدة خلال السنوات الأخيرة، وصدر بحق إمام أوغلو حكماً بالسجن لعامين وسبعة أشهر، مع حظر مزاولته الأنشطة السياسية عام 2022، لإدانته بإهانة أعضاء اللجنة الانتخابية العليا، واستأنف إمام أوغلو هذا الحكم.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا