في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في خطوة أثارت ضجة واسعة، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في "امتلاك قطاع غزة"، مشيرًا إلى إمكانية تقاسم مسؤولية إعماره مع دول أخرى.
هذا الطرح الصادم يعكس عقلية رجل الأعمال التي يتبناها ترامب حتى في القضايا السياسية والإنسانية، وهو ما يثير تساؤلات حقيقية حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.
وصف الوزير الفلسطيني السابق سفيان أبو زايدة خلال حديثه لبرنامج الظهيرة على سكاي نيوز عربية تصريحات ترامب بأنها امتداد لمنهجه القائم على التعامل مع السياسة وكأنها صفقات تجارية، مؤكدًا أن "الأراضي التي يسكنها الفلسطينيون ليست للبيع، ومحاولات طرحها في السوق الدولية تُعدّ غير مقبولة إطلاقًا".
من جهته، اعتبر يوحنان تسوريف، كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن فكرة شراء الأوطان غير قابلة للتطبيق سياسيا وأخلاقيا، مضيفا أن "هذا الخطاب يُرضي المتطرفين في اليمين الإسرائيلي، لكنه يُفاقم الخلافات الداخلية ولا يخدم المصلحة الإسرائيلية".
الضغط الإنساني.. تهجير مقنّع أم خيار طوعي؟
تشير التقارير إلى ضغوط إنسانية هائلة تمارس على الفلسطينيين لدفعهم نحو الهجرة الطوعية، حيث أفاد مراسلونا من داخل القطاع أن سكان شمال غزة يواجهون حرمانًا من الاحتياجات الأساسية، مثل المساعدات الغذائية والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تأخر وصول المساعدات الإنسانية الأساسية، مثل 20000 منزل متنقل و200000 خيمة، ما يزيد من صعوبة الأوضاع.
أبو زايدة حذر من أن هذه السياسات تعطي شرعية لأفكار متطرفة، مشيرًا إلى أن " وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اعتبر تهجير الفلسطينيين جزءًا من أيديولوجيته، وترامب بمثل هذه التصريحات يُعزز هذا الاتجاه".
أما تسوريف، فأكد أن "الهجرة يجب أن تكون ناتجة عن إرادة شخصية وليست مفروضة بالقوة"، مضيفًا أن فرض الهجرة الجماعية يتعارض مع القيم الديمقراطية والمبادئ الإنسانية التي تدّعي الولايات المتحدة وإسرائيل الالتزام بها.
رفض عربي.. هل يواجه ترامب ردًا حاسمًا؟
في ظل هذا التصعيد، تتجه الدول العربية لعقد قمة طارئة في السابع والعشرين من الشهر الحالي، حيث ستصدر القمة قرارات واضحة تعبر عن إجماع عربي ضد خطة ترامب.
وشدد أبو زايدة على أن "العرب يستطيعون قول ’لا‘ لترامب لأنهم ليسوا بحاجة إليه"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة، رغم نفوذها، لا تستطيع فرض إرادتها على العرب في قضية فلسطين".
وبينما ترفض دول مثل مصر والأردن أي شراكة في تصفية القضية الفلسطينية، أكدت الجامعة العربية أنها ستوصل رسالة موحدة لواشنطن بأن "بيع غزة وتهجير سكانها خط أحمر".
إسرائيل.. تأييد متردد وخلافات داخلية
من الجانب الإسرائيلي، ورغم أن الحكومة اليمينية تتماشى مع توجهات ترامب، إلا أن هناك انقسامًا داخل المشهد الإسرائيلي. حيث كشف تسوريف أن "نتنياهو فوجئ بتصريحات ترامب ولم يكن على دراية كاملة بالتحضيرات"، مما يعكس افتقار الحكومة الإسرائيلية لنقاش داخلي جاد حول القضية.
وأضاف أن بعض الوزراء، رغم انتمائهم لليمين، يعارضون فكرة شراء غزة أو تهجير سكانها، بسبب المخاوف من التصعيد الإقليمي وردود الفعل الدولية.
كما لفت إلى أن "هناك معارضة قانونية داخل إسرائيل، حيث أبلغ المستشارون القانونيون وزير الخارجية إيلي كوهين بأن الفكرة تتعارض مع القانون الإسرائيلي والدولي".
هل تصبح غزة سلعة في مزاد ترامب؟
المشهد الحالي يعكس حقيقة خطيرة: تحوُّل غزة من قضية سياسية وإنسانية إلى ورقة في صفقات ترامب. وبينما يسعى الرئيس الأميركي إلى تسويق مشروعه كحل سلمي، يرى الفلسطينيون والعرب أنه إعادة إنتاج لسياسات التهجير القسري بغطاء اقتصادي.
وتظل التساؤلات مفتوحة: هل تنجح الضغوط العربية والدولية في كبح مشروع ترامب؟ أم أن غزة ستصبح ساحة لمزيد من الابتزاز السياسي؟ الأيام القادمة ستكشف مدى قدرة الفلسطينيين وحلفائهم على مواجهة هذا التحدي غير المسبوق.