اكتشف باحثون في جامعة برمنغهام البريطانية أن شرب الكاكاو الغني بمركبات "الفلافانول" يمكن أن يحمي الجسم من الأضرار التي يسببها الجلوس الطويل على الأوعية الدموية.
يحذر العلماء منذ سنوات من أن الجلوس المفرط أصبح "التدخين الجديد" لما يسببه من أضرار على القلب والعضلات والدورة الدموية. فقد أظهرت دراسات سابقة أن كل ساعتين إضافيتين من الجلوس أمام التلفاز ترفع خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 23% وبالسكري بنسبة 14%، فيما تزيد كل ساعة جلوس من خطر فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالعمر بنسبة 33%.
في الدراسة الجديدة، جمع الباحثون أربعين رجلًا شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا، نصفهم يتمتع بلياقة عالية، والنصف الآخر بلياقة منخفضة. ثم قُسّموا إلى مجموعات تناولت إحداها مشروب كاكاو غنيًا بالفلافانول، وأخرى تناولت مشروبًا منخفض الفلافانول، قبل أن يُطلب من الجميع الجلوس لساعتين متواصلتين.
وأظهرت النتائج أن الذين شربوا الكاكاو الغني بالفلافانول حافظوا على تدفق الدم ووظائف الأوعية الدموية كما كانت قبل الجلوس، بينما عانى الآخرون من انخفاض في تدفق الدم وارتفاع في ضغط الدم الانبساطي.
وقال الباحث المشارك سام لوكاس: "حتى اللياقة العالية لا تمنع تدهور الأوعية الدموية الناتج عن الجلوس، لكن الفلافانولات فعلت ذلك بوضوح".
أكد فريق البحث أن الحصول على هذه المركبات لا يقتصر على الكاكاو فقط، إذ توجد أيضًا في التفاح، والتوت، والمكسرات، والشاي الأخضر والأسود، والطماطم، وحتى النبيذ الأحمر.
وقالت الباحثة كاتارينا رينديرو: "مع نمط الحياة الخامل المنتشر اليوم، يمكن لاستهلاك الأطعمة الغنية بالفلافانول، مع النهوض أو المشي القصير بين فترات الجلوس، أن يُحدث فرقًا كبيرًا في صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل".
يرى الباحثون أن كوبًا من الكاكاو الغني بالفلافانول قد يكون وسيلة بسيطة لتعويض جزء من أضرار الجلوس الطويل، شرط أن يُرافق بعادات يومية أكثر حركة. فكما تقول الدراسة، الحركة القليلة والمركبات النباتية الصحيّة معًا قد تكون أفضل وصفة لمواجهة أحد أمراض العصر الأكثر هدوءًا وخطورة.
المصدر:
يورو نيوز