آخر الأخبار

لسبب غريب.. احتلت أميركا أهم مدن المكسيك

شارك
فيكتوريانو هويرتا رفقة حكومته

على مرّ تاريخها، اتسمت العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك بالتذبذب، إذ تراوحت بين الحروب والقطيعة والتحالفات الاقتصادية والأمنية. فبعد الحرب الأميركية–المكسيكية بين عامي 1846 و1848، فرضت واشنطن اتفاقيةً حصلت بموجبها على قسم واسع من أراضي المكسيك.

لكن بعد عقود من تلك الحرب، عاد التوتر ليخيّم على العلاقة بين البلدين مجدداً، وتحديداً عام 1914، عندما اعتقلت القوات المكسيكية عدداً من الجنود الأميركيين، ما دفع واشنطن إلى التدخل عسكرياً واحتلال مدينة فيراكروز الساحلية.

توتر دبلوماسي

وفي عام 1910، اندلعت الثورة المكسيكية ضد نظام الدكتاتور بورفيريو دياز (Porfirio Díaz).

ثم بعد ثلاث سنوات، شهدت البلاد حالة من الفوضى عقب انقلاب عسكري قاده الجنرال فكتوريانو هويرتا (Victoriano Huerta) الذي اعتقل الرئيس فرانسيسكو ماديرو (Francisco Madero) وقتله أثناء نقله إلى السجن، بحجة محاولته الفرار من الحراس.

لكن إدارة الرئيس الأميركي وودرو ولسن رفضت الاعتراف بهويرتا رئيساً للمكسيك، وقدّمت دعماً سرياً لمعارضيه، خصوصاً لقائد الحركة الدستورية فينوستيانو كارانزا (Venustiano Carranza).

وقد زاد هذا الموقف التوتر بين واشنطن ومكسيكو، إذ عبّرت الولايات المتحدة مراراً عن قلقها من تهديد مصالحها الاقتصادية في قطاعات النفط والسكك الحديدية، وبدأت تلوّح بإمكانية التدخل العسكري المباشر ضد نظام هويرتا.

صورة للرئيس الأميركي وودرو ولسن

تدخل عسكري أميركي

وفي 9 أبريل 1914، نزل عدد من البحّارة الأميركيين إلى منطقة تامبيكو (Tampico) المكسيكية لشراء بعض المؤن، فاعتقلتهم قوات موالية لهويرتا واقتادتهم للتحقيق، قبل أن تطلق سراحهم سريعاً.

فيما أثارت هذه الحادثة غضب الرئيس الأميركي وودرو ولسن، الذي طالب نظيره المكسيكي بتقديم اعتذار رسمي وتقديم تحية للعلم الأميركي. وكرد على هذا، وصف فكتوريانو هويرتا الأمر بالإهانة للمكسيك ورفض مطالب ولسن.

بعدها أرسل ولسن أسطولاً حربياً إلى ميناء فيراكروز في 21 أبريل (نيسان) 1914.

صورة لجنود أميركيين أثناء رفع العلم الأميركي بفيراكروز

وخلال ساعات، اندلعت معارك عنيفة انتهت بسيطرة القوات الأميركية على المدينة بعد مقتل وإصابة أكثر من 400 جندي مكسيكي، وسقوط نحو 500 مدني بين قتيل وجريح.

في حين أدى التدخل إلى نتائج سياسية كبيرة، أبرزها إجبار الرئيس هويرتا على الاستقالة تحت الضغط الداخلي والدولي، كما توحّدت جميع الحركات المسلحة المكسيكية، على اختلاف توجهاتها، للتنديد بالتدخل الأميركي، في مشهد نادر لم تشهده البلاد منذ اندلاع الثورة.

ورأى المكسيكيون في هذا الاحتلال تهديداً جديداً لوحدة أراضيهم يذكّرهم بخسارتهم التاريخية أمام واشنطن عام 1848.

وبعد احتلالٍ دام نحو ستة أشهر، قررت الولايات المتحدة الانسحاب من فيراكروز في نوفمبر (تشرين الثاني) 1914. وفي واشنطن، وُصفت العملية بأنها "تدخل غير حكيم"، إذ رأى كثير من السياسيين الأميركيين أنها جاءت بنتائج عكسية، فبدلاً من إضعاف هويرتا، وحّدت صفوف خصومه وأججت مشاعر العداء ضد الولايات المتحدة في المكسيك.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار