الفنان سري النجار الشهير ببطل فيلم "الساحر"، من الوجوه السينمائية المميزة التي علقت بأذهان الجمهور منذ إطلالته الأولى على شاشة السينما عام 1999 من خلال فيلم "جنة الشياطين"، نظراً لملامحه المختلفة وأدائه التمثيلي الجذاب، إلا أنه فجأة ودون أي مقدمات، اختفى من على الساحة الفنية بشكل تام، ولم يعرف أحد السبب وراء ذلك أو وجهته التي توجه إليها.
وما زاد من حيرة الجمهور، هو أن ذلك الاختفاء جاء أثناء نجوميته المشتعلة وشهرته الكبيرة، حتى ظهر منذ أيام قليلة بمهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، وقد تبدلت ملامحه، وظهرت عليه تجاعيد الزمن القاسية.
وتحدث سري النجار في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، عن تفاصيل اختفائه لأكثر من 22 عاماً، حيث قال إن السبب وراء هذا الاختفاء هو الحب، حيث تعرف على زوجته الحالية التي كانت موجودة في مصر، ونشأت بينهما قصة حب كبيرة، كللت بعدها بالزواج، ليقرر السفر معها إلى أوروبا ثم إلى أميركا الجنوبية، حيث تنقلا بين دولة فنزويلا والسويد التي استقر بها بشكل دائم.
وأضاف سري أنه لم يكن مخططاً لتلك الرحلة أو الابتعاد عن الفن، لكن الصدفة غيرت مجرى حياته، كما أنه لم يبتعد عن الفن بشكل كامل، حيث عمل في بداية حياته بالسويد في مجال الرسم على الزجاج، ثم عمل بمجال تدريس التمثيل، وقام بتدريب عدد من الشباب هناك على احتراف التمثيل، وظل لأكثر من 17 عاماً بعيداً عن مصر، قبل أن يعود إليها منذ أسابيع قليلة.
وتحدث سري النجار عن ذكريات دخوله مجال التمثيل، حيث أكد أن الفضل في ذلك يعود إلى المخرج الراحل أسامة فوزي الذي شاهد له مسرحية على خشبة مسرح الجامعة الأميركية بالقاهرة وأعجب به كثيراً، ليرشحه للمشاركة في بطولة فيلم "جنة الشياطين"، وتعرف بالصدفة على المخرج رضوان الكشف والفنان محمود عبد العزيز، ليرشحاه للمشاركة في بطولة فيلم "الساحر"، الذي كان الانطلاقة الحقيقية له وسبباً في شهرته ونجوميته مع الفنانة منة شلبي، لتتوالى الأعمال التي شارك في بطولتها، مثل فيلم "ديل السمكة" للكاتب وحيد حامد والمخرج سمير سيف، لكنه ترك كل ذلك وهو في أوج مراحل نجوميته واختار الحب والزواج والهجرة إلى السويد.
وكشف سري النجار عن تفاصيل علاقته بزملائه الفنانين أثناء فترة هجرته، حيث أكد أنه مازال على تواصل مع عدد من الفنانين، وعلى رأسهم الفنانة منة شلبي التي يحظى بصداقتها بالرغم من أنهما لم يلتقيا منذ سنوات بعيدة، وكذلك الفنان محمود حميدة والمخرج يسري نصر الله وغيرهما، حيث حرص على لقائهم أثناء عودته إلى مصر خلال الأيام الماضية.
وتابع سري أنه فوجئ بالتغيرات التي طرأت على الفن المصري، خاصة السينما، حيث أصبح الإنتاج أكثر غزارة، هذا بجانب تطور الأداء والتصوير واختلاف الموضوعات التي تناقشها السينما، وكانت مفاجأته أكبر بظهور نجوم كثر على قدر كبير من الموهبة، خاصة أنه لم يكن متابعا للفن المصري خلال سنوات هجرته.
وأكد سري النجار أنه يقضي حالياً إجازة طويلة بمدينة الإسكندرية، التي كادت أن تنتهي حيث سيعود إلى القاهرة بعد أسبوعين، نظراً لرغبته في العودة إلى السينما من جديد، وسوف يلتقي بعدد من المخرجين خلال الفترة المقبلة للاتفاق على أعمال سينمائية جديدة، كما أنه لا يرغب في العودة بأي عمل سينمائي، ويريد أن تكون عودته من خلال فيلم سينمائي جيد ودور مميز حتى ينال إعجاب الجمهور.