يمكن لاتصالك بالإنترنت أن يحدد مسار يومك بالكامل سواء كنت تعمل من المنزل أو تشاهد برامجك المفضلة أو تمارس الألعاب عبر الشبكة، ومع ذلك فإن أغلب المستخدمين يتجاهلون جهاز التوجيه (الراوتر) الذي هو أساس شبكة الواي فاي، وفي حال كنت تواجه مشكلة بالشبكة، فقد لا تكون بحاجة إلى شراء جهاز جديد أو إنفاق مبالغ كبيرة على ترقيات لترى التحسن.
مع بعض التعديلات البسيطة يمكنك تحسين أداء جهاز التوجيه والحصول على إنترنت أكثر استقرارا على جميع أجهزتك، وفي حال كنت تعاني من انقطاعات متكررة أو بطء في السرعة أو تأخير مزعج، فيمكنك الاستفادة من 7 تعديلات قادرة على تحسين تجربتك بشكل ملحوظ.
مثل هاتفك الذكي أو حاسوبك المحمول، فإن كل الأجهزة التقنية بحاجة إلى تحديثات، وإحدى أسهل وأهم الطرق لتعزيز موثوقية جهاز التوجيه هي التأكد من أن برنامجه محدث إلى آخر إصدار، وجهاز التوجيه يحتوي على برنامج مدمج يتحكم في وظائفه، وكأي برنامج آخر يحصل هذا النظام على تحديثات دورية لإضافة مزايا جديدة وإصلاح الأخطاء وسد الثغرات الأمنية ومعالجة مشكلات الأداء.
تثبيت آخر التحديثات يمكن أن يحل الكثير من المشكلات المرتبطة باستقرار الإنترنت، فإذا كان جهازك قديما ولم تُحدثه منذ أن اشتريته، فقد يكون ذلك هو السبب وراء ضعف الاتصال أو تذبذبه، ولحسن الحظ فإن عملية التحديث غالبا بسيطة، إذ توفر معظم أجهزة الراوتر خيارا في لوحة التحكم يسمح بالبحث عن التحديثات وتنصيبها تلقائيا، ولكن مع الطرازات الأقدم قد تحتاج إلى تحميل ملف التحديث من موقع الشركة المصنعة وتثبيته يدويا، ويمكن الرجوع إلى كتيب التعليمات لمعرفة الخطوات بدقة.
يؤثر عدد الأجهزة المتصلة بجهاز التوجيه على سرعة الإنترنت واستقراره، ورغم أن أجهزة التوجيه الحديثة قادرة على التعامل مع عشرات الأجهزة المتصلة في وقت واحد، فإننا قد نغفل عن عدد الأجهزة المتصلة في أي وقت.
من الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة اللوحية، إلى شاشات التلفاز الذكية وكاميرات المراقبة وأجهزة إنترنت الأشياء مثل المصابيح الذكية، يمكن للشبكة المنزلية الواحدة أن تضم عشرات الاتصالات النشطة، ومع تزايد هذا العدد يبذل جهاز التوجيه جهدا أكبر لتوزيع النطاق الترددي والحفاظ على اتصالات مستقرة، مما يؤدي بالنهاية إلى بطء ملحوظ أو تقطع الاتصال أو تأخر مزعج.
ولتحسين الاستقرار، يُنصح بقطع الاتصال عن الأجهزة غير المستخدمة بانتظام، أو تلك التي لا تحتاج إلى اتصال دائم بالإنترنت، وإذا كان لديك منزل ذكي يعتمد على أجهزة متصلة باستمرار، يمكنك إنشاء شبكة فرعية للزوار وتخصيصها لهذه الأجهزة الذكية، مما يخفف الضغط عن الشبكة الرئيسية، كما يُستحسن الاستفادة من النطاقات المتعددة المتاحة في بعض أجهزة التوجيه، لتوزيع حركة البيانات وتقليل الازدحام على قناة واحدة.
تتضمن أجهزة الراوتر الحديثة ميزات متقدمة مثل "إم يو-ميمو" (MU-MIMO) وتقنية "بيمفورمينغ" (Beamforming)، ورغم أن كلا التقنيتين تُحسن أداء الاتصال اللاسلكي، فإنها تحقق ذلك بطرق مختلفة، فالأولى تعمل على تعزيز السعة الإجمالية للشبكة مما يسمح لجهاز التوجيه بالاتصال مع عدة أجهزة في نفس الوقت بدلا من خدمتها بالتتابع كما هو الحال مع الطرازات القديمة، أم الثانية مسؤولة عن تحسين جودة الإشارة واستقرارها للأجهزة الفردية من خلال توجيه الإشارة نحو الأجهزة المتصلة بشكل محدد بدلا من بثها عشوائيا بكل الاتجاهات.
ورغم أن هذه الميزات فعالة جدا في تعزيز استقرار الشبكة، فإنها لا تتوفر في جميع أجهزة التوجيه، ويمكن التحقق من الإعدادات أو كتيب الجهاز لمعرفة إن كانت مدعومة، وتفعيل الميزات لا يتطلب أكثر من ضغطة زر داخل لوحة التحكم، وبالاعتماد على هذه التقنيات معا يمكن لشبكتك أن تصبح أكثر كفاءة وموثوقية دون الحاجة إلى أي معدات إضافية.
تنقسم إشارة الواي فاي إلى قنوات، وجهاز التوجيه يستخدم قناة محددة للتواصل مع الأجهزة المحيطة بمنزلك، وقد يتسبب استخدام أجهزة التوجيه المجاورة قناة واي فاي مماثلة في التشويش على الشبكة وربما قطع الاتصال.
ومن الجدير بالذكر أن أجهزة التوجيه قادرة على بث ترددات مختلفة مثل 2.4 غيغاهيرتز (وهو الأشيع) و5 غيغاهيرتز وأخيرا 6 غيغاهيرتز، وكل تردد مكون من قنوات متعددة (تماما مثل القنوات التلفزيونية، تبحث عن تردد معين لجلب عدة قنوات)، وكل جهاز توجيه يتعامل مع هذا الأمر بشكل مختلف، لذا من المفيد الرجوع إلى كتيب التعليمات أو البحث عبر الإنترنت، ولكن بالنسبة لتردد 2.4 غيغاهيرتز فيوجد 13 قناة، ولكن 3 قنوات فقط تُسبب تداخلا أقل عند توصيل أجهزة متعددة وهي 1 و6 و11، أما بالنسبة لتردد 5 و6 فيوجد عدد أكبر من القنوات غير المتداخلة.
إذا كنت تعيش بمكان مكتظ بالسكان، فقد تكون هذه الظاهرة شائعة لأن العديد من أجهزة التوجيه القريبة تستخدم نفس القنوات الافتراضية لجهازك وبالتالي يحدث تداخل، والحل العملي هو التبديل إلى قناة أقل ازدحاما، إذ تتيح لك معظم أجهزة التوجيه تغيير القنوات من لوحة الإدارة، ومع ذلك يُمكن لبعض الطرز الحديثة تحديد الخيار الأنسب لك تلقائيا، لذا لن تحتاج إلى البحث في لوحة الإدارة، ولكن إذا كان الإنترنت لديك غير مستقر، فلا تتردد في القيام بذلك.
تسمح إعدادات جودة الخدمة "كيو أو إس" (QoS) بتحديد أولويات البيانات التي تمر عبر جهاز التوجيه، مما يضمن حصولها على نطاق ترددي كاف – حتى مع اتصال عدة أجهزة، على سبيل المثال يمكنك إعطاء الأولوية لمكالمات الفيديو أو الألعاب عبر الإنترنت، بحيث يوفر لها جهاز التوجيه نطاقا تردديا كافيا في جميع الأوقات، وهذا يضمن مكالمات وجلسات لعب سلسة، وحتى لو كان هناك شخص آخر يُحمّل ملفات كبيرة فلن يتداخل مع أنشطتك.
يمكن تفعيل إعدادات جودة الخدمة من لوحة الإدارة -مع اختلاف الواجهة ومستوى التحكم- مع العلم أن بعض أجهزة التوجيه تتيح تحديد الأولوية لأجهزة محددة، بينما تتيح أجهزة أخرى تحديد أولوية فئات من البيانات مثل البث أو الألعاب أو المكالمات، ولسوء الحظ تتوفر هذه الميزة بالأجهزة الحديثة فقط.
شبكة الواي فاي تتأثر بالعوائق الفيزيائية، الجدران والأبواب والأرضيات والأسقف وغيرها وتؤثر على سرعة الواي فاي بطرق عديدة، ولهذا فإن وضع جهاز التوجيه في مكان مناسب يلعب دورا كبيرا في سرعة واستقرار الشبكة، ويُنصح بوضعه بمكان يكون أقرب إلى مركز المنزل والأهم من ذلك أن يكون في منطقة مفتوحة بعيدا عن العوائق والأجهزة الإلكترونية الأخرى، وبحسب شركة "تي بي لينك" (Tp-Link) فإن أجهزة التوجيه توزّع الإشارة باتجاه الأسفل، لذلك يُنصح بوضع الجهاز بمكان مرتفع لزيادة قوة الإشارة.
إذا كنت تستخدم جهاز توجيه بهوائيات قابلة للتعديل، فحاول وضع أحد الهوائيات بشكل عمودي والآخر أفقي، أما إذا كان لديك هوائي خارجي واحد فقط، فعليك التجربة عدة مرات للعثور على أفضل وضعية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة