تواجه " ميتا " متاعب إدارية للتحكم في فريق الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص بها، إذ أثارت المكافآت الضخمة التي حصل عليها الموظفون الجدد استياء موظفي "ميتا" السابقين وفق تقرير نشرته "وول ستريت جورنال".
ويؤكد التقرير أن موظفي "ميتا" السابقين حاولوا التفاوض على مناصب جديدة في قسم الذكاء الاصطناعي المعاد تشكيله أو حتى الاستفادة من مكافآت ورواتب جديدة بما يتناسب مع زملائهم الجدد القادمين.
وتمكن بعض الموظفين من الوصول إلى صفقة جديدة مع إدارة "ميتا"، وذلك عقب أن حصلوا على موافقة من شركة ميرا موراتي الجديدة "ثينكغ ماشين لاب" (Thinking Machine Lab)، وبالتبعية انتقل هؤلاء الموظفين إلى فريق "تي بي دي" (TBD) الذي يجمع نخبة موظفي الذكاء الاصطناعي بالشركة.
ولكن يبدو أن المزايا التي يحظى بها نخبة موظفي الذكاء الاصطناعي الذين جلبهم زوكربيرغ إلى الشركة لا تقف عند الرواتب والمناصب اللامعة.
إذ يذكر التقرير أن مكاتب موظفي قسم "تي بي دي " الذي يجمع نخبة موظفي الذكاء الاصطناعي الجدد بالشركة تقع بالقرب من مكتب مارك زوكربيرغ نفسه، ويتطلب الأمر تصريحا خاصا للوصول إلى المنطقة التي توجد بها هذه المكاتب، كما أن عملهم يعد سريا للغاية ولا يعرفه إلا قلة بالشركة فضلا عن غياب أسمائهم من الهيكل التنظيمي الداخلي للشركة رغم وجود أسماء غيرهم.
وتعكس هذه التدابير سياسة التمييز في المكانة الجديدة داخل "ميتا" في وقت تتنافس فيه فرق الشركة على موارد الحوسبة المختلفة فضلا عن غياب التوظيفات الجديدة إلا بأمر مباشر من أليكساندر وانغ مدير قسم الذكاء الاصطناعي الجديد.
ولم تكن هذه التدابير والمكافآت المغرية كافية للحفاظ على بعض موظفي الشركة الجدد، إذ يشير التقرير إلى أن أفي فيرما وإيثان نايت وهما من التعيينات الجديدة التي ضمها زوكربيرغ لشركته تركو "ميتا" وعادو إلى " أوبن إيه آي "، فضلا عن ترك روبن ماير الذي كان أحد المديرين التنفيذيين القادمين من "سكيل إيه آي" (Scale AI) لمنصبه بالشركة دون الكشف عن أي منصب جديد.
وتعد حالة شينغجيا تشاو الذي كان أحد مبتكري " شات جي بي تي " وانضم إلى "ميتا" أخيرا في يونيو/حزيران الماضي فريدة من نوعها.
وذلك لأن تشاو، ترك منصبه في "ميتا" خلال أسبوع من انضمامه للشركة وقرر العودة إلى "أوبن إيه آي"، وعندما أبلغ زوكربيرغ بذلك ضاعف الأخير راتبه 3 مرات ومنحه منصب رئيس العلماء.
ورغم أن المتحدث الرسمي لشركة "ميتا" يؤكد أن تشاو شغل منصب رئيس العلماء منذ دخوله إلى الفريق للمرة الأولى وما حدث كان مجرد تصحيح للمسميات، إلا أن العديد من المصادر أشارت إلى مغادرة تشاو الشركة بسبب التخبط الإداري.
ويرى لازلو بوك مستشار صناعة التكنولوجيا والرئيس السابق لشؤون الموظفين في "غوغل" أن وضع أسس لإدارة كل هذه المواهب أهم من مجرد جلبهم، وفي غياب الثقافة الملائمة لهم ستجدهم غاضبين ومستعدين للاستقالة، وهو ما يجعل إدارة الشركة تخسر الملايين التي أنفقتها لاستقطابهم.