في اكتشاف علمي جديد، أعلن العلماء من جامعة جورجيا الأميركية عن توثيق نوعين جديدين من سمك "القاروص الأسود"، أُطلق عليهما اسم "قاروص بارترام" و"قاروص ألتاماها"، في ورقة بحثية جديدة صدرت بدورية "زوتاكسا".
رغم أن مشاهدة هذين النوعين لم تكن جديدة بالكامل للعلماء، فإن التوصيف الرسمي كنوعين مستقلين جاء بعد دراسات دقيقة جمعت بين الصفات الخارجية والتحليل الوراثي للنوعين.
سابقا، كان يعتقد أن هذين النوعين تابعان لنوع آخر يُعرف باسم "القاروص ذو العين الحمراء"، لكن الأبحاث الميدانية والمختبرية أظهرت أن هناك اختلافات ظاهرة وجينية تستدعي تصنيفهم كأنواع مستقلة.
ولغرض الدراسة، جمعت عينات أسماك بارترام من 14 موقعا في حوضي نهري سافانا وسالودا في الولايات المتحدة، وجمعت عينات أسماك ألتاماها من 14 موقعا في حوضي نهري ألتاماها وأوغيتشي.
واكتشف العلماء أن لكل نوع من النوعين صفات مميزة، فقاروص بارترام له لون ذهبي فاتح مع بقع بنية داكنة على الجانبين، وزعانف بلون وردي وبطن مرقط، مع عيون حمراء محاطة بحلقة سوداء محاطة بهامش ذهبي رفيع، وقد يصل طوله إلى حوالي 38 سم.
بينما قاروص ألتاماها يمتاز بقشور ذهبية فاتحة ذات حواف زيتونية، وبقع بنية داكنة، مع حواف زعنفية برتقالية، ولديه أيضا عينان حمراوان بهامش ذهبي حول البؤبؤ، وأسنان بيضاوية صغيرة داخل الفم، ويصل طوله إلى حوالي 35-36 سم.
إحدى أهم نقاط البحث كانت التحقق من عدم خلط الأنواع مع سلالات مهجنة. لذا، استخدم الباحثون تحليلا للحمض النووي الميتوكوندري، بالإضافة إلى فحص أجزاء من الجينوم النووي عبر مقاطع قصيرة من الحمض النووي.
ومن المفارقات الكوميدية في هذه الدراسة أن قاروص بارترام رصد لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث حصل عليه زوجان أميركيان صديقان لعالم البيئة بجامعة جورجيا باد فريمان، وقاما بعرضها عليه بينما كان يزورهما بسبب شكلها المميز، فأدرك على الفور أنها مختلفة، وعرض عليهما 5 دولارات مقابل السمكة، لكنهما رفضا وأكلاها.
قال فريمان، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ فخري في كلية أودوم لعلم البيئة بجامعة جورجيا في تصريح رسمي من الجامعة: "كانت ستكون عينة مهمة".
وقالت ماري فريمان، المؤلفة المشاركة في الدراسة وعضوة هيئة التدريس المساعدة في كلية أودوم: "في السابق، كان عليك الذهاب لصيد السمكة، وإحضارها، وعدّ القشور، وقياس الذيل، وقياس هذا وذاك، وكتابة وصف، وهكذا دواليك".
وأضافت: "أما الآن، فهناك توصيف وراثي لكل سمكة على حدة يستخدم لوصفها، لمنع وجود عينات هجينة".
في الواقع، فإن اعتماد العلماء على الدراسة الجينية لم يكن مجرد إضافة تقنية حديثة، بل كان نقطة تحول في فهمهم لتنوع الأسماك بشكل عام، فالطرق التقليدية يمكن أن تكشف عن بعض الاختلافات، لكنها قد تضلل أحيانا، خصوصا عندما تتقاطع صفات الأنواع المختلفة.