آخر الأخبار

صومال لاند لن تكون الوحيدة: من يتحمل المسؤولية؟!

شارك

سارعت العديد من الدول العربية، بعد إعلان رئيس الوزراء ال إسرائيل ي بنيامين نتانياهو الإعتراف بإستقلال إقليم " صومال لاند "، إلى إدانة هذه الخطوة، التي رأت فيها بعض هذه الدول تهديداً لأمنها القومي، لكن السؤال، الذي لم يذهب معظمها إلى التفكير في الإجابة عنه، يتعلق بالأسباب التي تقود تل أبيب إلى إستغلال حالات الإنقسام القائمة، في العديد من الساحات العربيّة، من أجل السير في مشروعها الذي تعلن عنه بشكل واضح لا يقبل اللبس.

في هذا السياق، لم يعد من الممكن الإنكار أن إسرائيل تسعى إلى دعم حركات إنفصالية في أكثر من دول عربيّة، سواء كان ذلك لأسباب طائفية أو عرقية أو أي أمر آخر، من منطلق أن هذا الأمر يفتح الباب أمام توسيع دائرة نفوذها، بشكل يكرس سطوتها على المنطقة، خصوصاً في ظلّ شعورها بفائض من القوة تملك القدرة على صرفه بكل سهولة، لكن ما هي الخطوات المضادة، لا سيما من قبل الجهات التي تعتبر نفسها متضررة.

في هذا الإطار، تذهب أوساط سياسيّة مطّلعة، عبر "النشرة"، إلى أن ما تسعى تل أبيب إلى تنفيذه في ساحات بعيدة نسبية عنها، من الناحية الجغرافية، من الطبيعي أن يكون لديها أيضاً رغبة في تحقيقه في الساحات المحيطة بها، تحديداً في سوريا و لبنان ، خصوصاً بعد التحولات التي كانت قد أفرزتها المواجهات العسكرية التي تلت محطة عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول من العام 2023.

هنا، ترى الأوساط نفسها أنه قد يكون من الضروري الإشارة إلى معادلة المناطق العازلة، التي يعلن المسؤولون الإسرائيليون التمسك بها بشكل متكرر، كجزء من الدروس المستخلصة بعد "طوفان الأقصى" حسب تعبيرهم، إلا أنّ الأهم يبقى رفع تل أبيب، في المرحلة الراهنة، شعار حماية الأقليات في المنطقة، الأمر الذي أكّد عليه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، لدى تطرقه إلى الملف السوري على وجه التحديد.

في هذا المجال، لا يمكن البحث في هذه المسألة بعيداً عن الواقع القائم على الساحة السورية، كمثال واضح عن الصورة العامة، حيث لا تزال السلطة الإنتقالية عاجزة عن تحصين الساحة الداخلية، لا بل هي، نتيجة التجاوزات المرتكبة من قبلها، ساهمت في تعميق الشرخ الإجتماعي، على مستوى العلاقة مع الدروز و الأكراد والعلويين، حيث بات المطلب الأساس لهذه المكونات هو النظام الفيدرالي، المرفوض من قبل تلك السلطة حتى الآن.

من الأمور اللافتة على هذا الصعيد، بحسب الأوساط السياسية المطلعة، أن غالبية القوى العربية، التي أعلنت رفضها الإعتراف الإسرائيلي بـ"صومال لاند"، تدعم السلطة الإنتقالية في دمشق، لا بل هي، على مدى الأشهر الماضية، تغاضت عن التجاوزات التي بادرت إليها، في العلاقة مع مختلف المكونات، من ضمن مسار عام يقوم على أنها الجهة الوحيدة القادرة على تأمين مصالحها، بعد التحول الكبير المتمثل في سقوط النظام السابق.

من وجهة نظر هذه الأوساط، هناك مسؤولية مباشرة على عاتق الدول العربية الداعمة لهذه السلطة، خصوصاً أنها الوحيدة القادرة على دفعها نحو سلوك آخر يقود إلى معالجة التوترات الداخلية، بالشكل الذي يحول دون قدرة إسرائيل على إستغلالها، لا سيما أن غالبية المكونات سبق لها، في فترات مختلفة، أن طالبت تلك الدول بالتدخل، لكنها تجاهلت ذلك معلنة إستمرارها في دعم ما تقوم بها تلك السلطة.

في المحصلة، ما يحصل على الساحة السوريّة، التي هي أقرب إلى إسرائيل من الصومال، صورة عن كيفية تحضير الأرضيّة المناسبة لدخول تل أبيب على الخط بهدف تحقيق مصالحها، في حين تبقى الدول العربيّة المعنيّة عاجز عن التعامل مع التحولات الكبرى، حيث تكتفي، بعد وقوع الكارثة، ببيانات الإدانة والإستنكار، بدل العمل على معالجة الأسباب الحقيقية قبل ذلك.

النشرة المصدر: النشرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا