آخر الأخبار

لمواجهة مسيّرات إسرائيل.. لبنانيون يطالبون بـسماعات!

شارك
منذ اندلاع الحرب بين حزب الله وإسرائيل، تحوّلت المسيّرات إلى "زائر دائم" غير مرغوب به في سماء لبنان . لا يقتصر حضورها على القلق الأمني، بل يمتدّ إلى ضجيجٍ يوميّ ثقيل يرهق الأعصاب ويعطّل إيقاع الحياة، من بيروت إلى القرى، وبشكلٍ أشدّ وطأة لدى أهل الجنوب الذين يعيشون هذا الصوت كأنه جزء من يومهم.

أكثر ما تروّج له المواقع والشروحات التقنية هو ما يُعرف بإلغاء الضجيج النشط (ANC)حيث أن ميكروفونات تلتقط الصوت الخارجي، ثم تُنتج السماعة "صوتاً معاكساً" لتقليل ما يصل إلى الأذن. الفكرة تبدو بسيطة على الورق، لكنها عملياً تتفاوت في الأداء بحسب طبيعة الضجيج وتبدّله.

وتبرز أيضاً مقاربة منتشرة عالمياً، خصوصاً للنوم، وهي "تمويه الضجيج" أو الـSound Masking. الفكرة ليست إخفاء الأزيز، بل تغطيته بخلفية ثابتة (مثل الضوضاء)، بحيث يصبح أقل بروزاً للدماغ وأقل قدرة على قطع التركيز أو النوم.

أما لماذا قد يشعر البعض أن "أي سماعة" لا تفعل المعجزات مع المسيّرات تحديداً، فجزء من الجواب في طبيعة ضجيج الدرون نفسه. الدراسات تصفه بأنه يتأثر بالظروف التشغيلية والطقس، وقد يحمل مكوّنات نغمية تتبدّل في الشدة والتردد مع الحركة والارتفاع، وهو ما يرفع الإزعاج ويجعل الأداء متفاوتاً من حالة إلى أخرى.

ومع تكرار الأزيز في الليل والنهار، بدأت ردود الفعل تأخذ منحى مختلفاً، ليس فقط تذمّراً وغضباً على مواقع التواصل، بل أيضاً محاولات لتخيّل "حلّ" يعيد للناس شيئاً من راحتهم. في التعليقات، برزت فكرة ابتكار سماعات أو تجهيزات عازلة تحدّ من صوت المسيّرات، كاقتراحٍ عمليّ يعبّر عن حاجة بسيطة لكنها ملحّة. هذه الفكرة لم تبقَ حبيسة المنشورات والتغريدات. فقد طُرحت مرة ضمن أحد المعارض في بيروت، في إطار تقديم حلول تصميمية تتعامل مع واقع الضجيج والضغط النفسي الذي تفرضه المسيّرات. ومن هنا بدا الاقتراح كأنه ترجمة مباشرة لما يقوله الناس على الشاشات: "إذا كان الأزيز لا يتوقّف، فليكن هناك ما يخفّف وطأته على الأقل".

ورغم أن "السماعات العازلة" لا تغيّر واقع السماء ولا تقلّل المخاوف، إلا أنها تكشف شيئاً أساسياً، فاللبنانيون لا يبحثون فقط عن تفسير لما يحدث فوق رؤوسهم، بل عن أدوات صغيرة تساعدهم على تحمّل يوميات باتت أقسى من المعتاد، حتى لو بدأ الحلّ كفكرة عفوية في تعليق، ثم وجد طريقه إلى معرض.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا