ورأى أن «إلغاء قانون قيصر يشكل محطة مفصلية بالنسبة إلى
لبنان ، إذ يفتح الباب أمام إعادة وصل ما انقطع، ولاسيما على مستوى التبادل التجاري وحركة العبور البري، ويعيد للبنان موقعه الطبيعي كممر إقليمي لا كاقتصاد معزول. كما يخفف من الضغوط التي كبلت التجار والمصارف، ويمنح هامشا أوسع لإعادة تنظيم العلاقات الاقتصادية ضمن أطر قانونية واضحة، بعيدا من منطق الالتفاف والاستثناء».
وتابع «الأثر الإيجابي المحتمل لا يقتصر على التجارة وحدها، بل يمتد إلى ملف إعادة الإعمار في
سورية ، حيث يمتلك لبنان، بحكم الجغرافيا والخبرة ورأس المال البشري، فرصة حقيقية ليكون شريكا أساسيا في هذه العملية. وقطاعات المقاولات، والخدمات الهندسية، والنقل، والمرافئ، وحتى القطاع المصرفي، مرشحة للاستفادة من مرحلة ما بعد
العقوبات ، إذا ما أحسن توظيف الموقع اللبناني في هذه المرحلة».
ولفت إلى أن «إلغاء القانون ينعكس بصورة غير مباشرة على الاستقرار النقدي والمالي، عبر تقليص منسوب المخاطر المرتبطة بالتعاملات الإقليمية، وتخفيف العزلة عن الاقتصاد اللبناني، ما يسهم في تحسين شروط التفاوض مع الخارج ويمنح الدولة هامشا أوسع لإعادة بناء علاقاتها الاقتصادية على أسس أكثر توازنا».
وختم المصدر الوزاري بالتشديد «على أن هذه الفرصة، على أهميتها، ليست تلقائية، إذ إن استفادة لبنان من مرحلة ما بعد قانون قيصر تبقى مشروطة بقدرته
على استعادة الحد الأدنى من الانتظام المالي والمؤسساتي، وتقديم نفسه كشريك موثوق وقادر على الالتزام بالقواعد الدولية. فإلغاء القانون يرفع العقبة الأساسية، لكنه لا يعوض عن غياب السياسات ولا عن الحاجة إلى إصلاحات بنيوية، وحدها القادرة على تحويل الانفراج الخارجي إلى مكاسب داخلية مستدامة، بعد سنوات من دفع أثمان حصار لم يكن لبنان طرفا مباشرا فيه».