عشية اجتماع لجنة “الميكانيزم” المقرّر غداً في الناقورة، انتهى هذا اليوم بمشهدٍ مزدوج بين التصعيد العسكري والضغط الدبلوماسي.
فبين غاراتٍ إسرائيلية رفعت منسوب التوتر على
الجبهة الجنوبية، وتحركاتٍ دولية تحاول تثبيت دور الجيش كضامنٍ للاستقرار، يدخل
لبنان اجتماعاً يُنظر إليه كاختبارٍ مفصلي بين النار والسياسة.
التصعيد
الإسرائيلي اليوم، قرأه
رئيس مجلس النواب نبيه بري كرسالةٍ مباشرة إلى مؤتمر
باريس الداعم للجيش اللبناني وإلى لجنة “الميكانيزم” نفسها، واصفاً
الغارات بأنها أشبه بـ«حزامٍ ناري» يسبق النقاشات.
والنقاشات غدا في الناقورة برعاية
الأمم المتحدة ، وبمشاركة ممثلين عن لبنان وإسرائيل، ستبحث الملفات الثقيلة.
ورغم الحديث في الإعلام الإسرائيلي هذا المساء عن أن الاجتماع سيبحث منع التصعيد في لبنان، إلا أن المؤشرات تفيد بأنه سيضع الاجتماع ملف حصر السلاح على الطاولة، قبل أي وقف للعمليات العسكرية
الإسرائيلية .
وتشير التقديرات إلى أن البحث سيتناول إضافة الى مسألة حصر السلاح ومهام الجيش جنوب الليطاني، سيتناول آليات أو خطوات عملية لضبط الوضع الميداني، أو على الأقل تثبيت خطوط حمراء تمنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة، ولا سيما عدم تغييرالوقائع على الأرض، كإنشاء مواقع جديدة أو تنفيذ توغلات تتجاوز الخطوط المتعارف عليها.
كما سيشمل التشديد على عدم استهداف قوات “اليونيفيل” أو عرقلة عملها، باعتبارها ركناً أساسياً في آلية التحقق والتهدئة.
ينتظر ان يشكل اجتماع غد، أرضية مشتركة، تمهد الى مفاوضات أطول حول وقف الأعمال العدائية وحصر السلاح و ترتيبات الحدود ومن ثم الطريق الى السلام.