آخر الأخبار

29 كانون الأول.. يوم الفصل بين حرب شاملة وعمليات جراحية في لبنان

شارك
وبحسب مصادر سياسية لبنانية تحدّثت إلى "إرم نيوز"، تتعامل العواصم المعنية بالتصعيد على الجبهة اللبنانية مع هذا التاريخ بوصفه يوم الحسم، في ضوء ما تسميه واشنطن "مهلة نهاية السنة" المرتبطة بملف سلاح حزب الله . فإما تثبيت سقف الضربات المحدودة ضمن قواعد اشتباك مضبوطة، أو الانتقال إلى مرحلة ضغط أوسع، أو فتح نافذة حرب شاملة إذا فشل المسار الحالي.

واشنطن تكبح… لكنها ترفع السقف

وتشير المصادر إلى أن إدارة ترامب لا تزال متمسكة بخيار "الفرصة الأخيرة" قبل الانفجار، عبر محاولة كبح إسرائيل عن شن حرب واسعة، مقابل الإبقاء على التهديد كأداة ضغط على الدولة اللبنانية. وتلتقي هذه المقاربة مع تقارير إسرائيلية تتحدث عن ضغط أميركي مباشر لمنع الانتقال إلى "المرحلة التالية" شمالاً، مقابل منح بيروت مهلة حتى نهاية 2025 لإظهار خطوات قابلة للقياس في ملف سلاح الحزب.

وفي المقابل، يبرز تردد دولي في ترجمة الوعود بدعم نوعي وسريع للجيش اللبناني، مع طرح أوروبي لمقاربات بديلة، كتعزيز قوى الأمن الداخلي بدل إحداث تغيير جوهري في ميزان القوى جنوباً.

ماذا تعني مهلة نهاية السنة؟

وفق مصادر أمنية لبنانية، لا تعني المهلة نزعاً شاملاً للسلاح خلال أسابيع، بل إجراءات محددة، أبرزها تضييق حركة وحدات حزب الله جنوباً، ومنع إعادة التموضع العلني، والتعامل بصرامة أكبر مع القدرات التي تعتبرها إسرائيل "كاسرة للتوازن"، مثل المسيّرات والصواريخ الدقيقة والبنى التحتية الميدانية.

كما تشمل تعزيز حضور الدولة وإجراءات التفتيش، بما يسمح لواشنطن بالقول إن المسار يتحرك، وبالتالي تبرير استمرار كبح إسرائيل. وتصف المصادر هذا الواقع بأنه "تصعيد محسوب" لا يوقف إعادة التأهيل بالكامل، لكنه يرفع كلفتها ويحدّ من سرعتها.

هل تسبق الحرب زيارة نتنياهو؟

يرى الكاتب والباحث اللبناني علي حمادة أن احتمال اندلاع حرب شاملة قبل الزيارة قائم نظرياً، لكنه الأضعف ترجيحاً، لاعتبارات تتعلق بحسابات واشنطن الداخلية والإقليمية، وخشيتها من تحوّل أي حرب في لبنان إلى انفجار سياسي–اجتماعي واسع بتداعيات إقليمية.

ويضيف أن البديل الجاهز هو «الضغط المتدرّج» عبر ضربات محدودة ورسائل إنذار، فيما تشكّل زيارة نتنياهو نفسها "غرفة قرار"، حيث يُتوقع أن يكون الملف اللبناني حاضراً ضمن سلّة أوسع من الملفات.

لكن حمادة لا يستبعد تصعيداً محدوداً أكبر من المعتاد قبل الزيارة، في حال رأت إسرائيل فرصة عملياتية أو رغبت في رفع سقفها التفاوضي، وهو ما يظهر عادة عبر توسيع بنك الأهداف ورفع وتيرة الضربات.

حسابات حزب الله

من جهته ، يقول الكاتب والباحث السياسي مازن بلال إن حزب الله، رغم ما تعرّض له من إنهاك، لا يزال يراهن على ثلاث أدوات: القدرة على الرد الموضعي لمنع تثبيت "الجراحي" كمسار بلا ثمن، والتأكيد أن أي حرب واسعة ستعني استنزافاً متبادلاً، واستثمار التوازنات الداخلية اللبنانية للتحذير من أن الضغط على سلاحه من دون تسوية سياسية شاملة سيؤدي إلى اهتزاز داخلي.

في المقابل، تدرك إسرائيل، بحسب بلال، أن الضربات المحدودة لا تمنع إعادة التأهيل بالكامل، ما يجعلها عالقة بين خيار رفع السقف أو الانتظار حتى انتهاء المهلة.

ما بعد 29 كانون الأول… ثلاثة مسارات

تلخّص المصادر السياسية والأمنية الاحتمالات بعد لقاء نتنياهو–ترامب بثلاثة مسارات:
الأول، تمديد المهلة بصيغة أكثر تشدداً مع استمرار الضربات المحدودة مقابل خطوات لبنانية إضافية.
الثاني، فتح مسار تفاوضي أوسع يشمل ترتيبات أمنية جنوباً وضمانات وآليات رقابة دولية.
أما الثالث، فهو اتخاذ قرار الحرب بعد الزيارة، إذا خلصت واشنطن وتل أبيب إلى أن المسار اللبناني لم يحقق نتائج كافية.

وترجّح المصادر أن يُرحّل قرار الحرب الشاملة إلى ما بعد 29 كانون الأول، مع إبقاء باب التصعيد المحدود مفتوحاً قبلها لرفع الضغط وتحسين شروط التفاوض، محذّرة في الوقت نفسه من أن أي خطأ ميداني قد يقلب الحسابات في ساعات.

(إرم نيوز)
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا