كتب
ابراهيم بيرم في" النهار":
بادر "
حزب الله " إلى فتح النار على الدور الفرنسي في
لبنان والمنطقة عموما، وكان لافتا أن الحزب الذي كان يبدي
دوما حرصا على الإيحاء بأن ثمة علاقة إيجابية تربطه بالجانب الفرنسي، سارع إلى القول بلسان مصادره إن
المبادرة الفرنسية "ستكون محدودة الإطار والأثر، ومنتهى الآمال عند واضعيها، قد يقتصر على تنظيم مؤتمر لدعم الجيش والمشاركة في قوة دولية يعمل على تشكيلها لتنتشر في الجنوب وتكون بديلا من قوة "اليونيفيل".
ويبقى السؤال: ما الذي دفع الحزب في هذه المرحلة بالذات إلى الإضاءة على نقطة "محدودية الدور الفرنسي" الذي لم يكن يوما خارجا عن المشيئة الأميركية؟
يوحي الأمر ضمنا بأزمة علاقة ثقة بين الجانبين، شاءت الظروف والمستجدات أن تنفجر الآن، وفرضت على الحزب أن يبادر إلى الإفصاح عن تراكمات يضمرها من الأداء السياسي الفرنسي.
ومع ذلك، فإن المصادر عينها في الحزب تحرص على التأكيد أن التطورات لن تفسد تماما علاقة الحزب بالجانب الفرنسي، ولن تكون مقدمة لقطيعة نهائية، خصوصا أن التنسيق مستمر مع السفارة في
بيروت .
والحزب لا يخفي أنه يكنّ احتراما للدور الفرنسي في اللجنة
الخماسية كما أنه رحب بوجودها في لجنة "الميكانيزم"، لكنه يجد أن الموقف الفرنسي الحالي يتماهى مع الموقف الدولي الذي يبدي شكليا حرصه على إنجاز سلام في المنطقة، علما أنه يخدم في المضمون المشروع
الإسرائيلي الهادف إلى توسيع نطاق هيمنته عبر إقامة ما سمي "المناطق العازلة" على الحدود الجنوبية وفي غزة أيضا، لتكون تحت سلطة إسرائيلية غير مباشرة.
وبناء على هذه الوقائع، لا يتعامل الحزب بجدية مع القول إن لودريان أتى هذه المرة حاملا عرضا فرنسيا جديدا، أو على الأقل يختلف عن جوهر ما تسعى
واشنطن إلى فرضه على بيروت.