جاء في صحيفة "نداء الوطن":
طرأ تطوّر لافت على "أوتوستراد الوسطاء" مع دخول تركيا رسميًا على خط التفاوض بين الضاحية ودمشق من جهة، ودمشق وطهران من جهة أخرى، في خطوة تعكس سعي أنقرة للإمساك بخيوط مرحلة إقليمية دقيقة تتبدّل توازناتها بسرعة .
وبحسب مصدر واسع الاطلاع لـ"نداء الوطن "، نجحت أنقرة خلال الأسابيع الماضية في جمع مسؤول رفيع من الحكم السوري الجديد مع مسؤول بارز في " حزب الله "، في لقاءات تكررت بعيدًا عن الأضواء. كما استضافت مسؤولين رفيعين من سوريا وإيران .
غير أن اللافت، وفق المصدر، أن الاجتماعات لم تُعقد بصيغة رباعية كما أُشيع، بل جاءت على شكل مسارين منفصلين: لقاء سوري – "حزب الله " بوساطة تركية، وآخر سوري – إيراني بوساطة تركية أيضًا. هذا الفصل يعكس حرص أنقرة على إدارة دقيقة للوساطة بما يضمن لها التحكم بالإيقاع السياسي وإبقاء الأطراف كافة في دائرة الحاجة إلى دورها .
ويضيف المصدر أن نتائج هذه اللقاءات بدت إيجابية، إذ تناولت ملفات حساسة تتصل بمرحلة ما قبل التحوّلات المرتقبة في الحكم السوري وما بعدها، مع تركيز على إعادة ترتيب علاقة دمشق بكل من طهران و"حزب الله" لمنع أي اهتزاز في التفاهمات الجاري تثبيتها .
لكن المعضلة الأساس، وفق المصدر، تكمن في غياب التنسيق مع العواصم العربية المحورية، باستثناء قطر التي تبدو مطّلعة على التفاصيل وتوفر تسهيلات لانعقاد الاجتماعات. ويثير هذا التفرّد التركي تساؤلات حول قدرة المسار على الاستمرار، وحول ردّ الفعل العربي في ظل الجهود المبذولة لإعادة إدماج سوريا ضمن الحاضنة العربية وفق تفاهمات لا تبدو أنقرة ملتزمة بها .
المصدر:
الجديد