مع اقتراب موسم
عيد الميلاد ، يدخل المشهد الموسيقي في
لبنان مرحلة استثنائية تتكثّف فيها التحضيرات. وفي هذا السياق، يواصل المايسترو لبنان بعلبكي عمله الدؤوب لإعداد برنامج موسيقي ينسجم مع قيمة هذا الموسم ورمزيّته، واضعاً خبرته وحرفيته في خدمة حفلات ميلادية من شأنها أن تدخل البهجة إلى القلوب.
فقد كشف بعلبكي أنه فور عودته من اسطنبول، حيث أقام حفلاً
في دار الأوبرا مع الاوركسترا، سينظم في 6 كانون الأول حفلاً في كنيسة مار اسطفان في البترون بالتعاون مع
الصليب
الاحمر فرع
الشمال يعود ريعه للصليب الأحمر اللبناني.
وفي 12 كانون الأول، ستشهد الكنيسة الانجيلية الأرمينية في القنطاري برنامجاً موسيقياً متنوعاً، يليه حفل ميلادي في جونية في 16 كانون الأول بمشاركة كورال سيدة اللويزة.
"الريبيرتوار" سيتضمن مقطوعات موسيقية وانشودات ميلادية التي يعرفها الجميع الأجنبي منها والعربي، ما يسمح للجمهور بمشاركة الكورال بالغناء.
وفي 20 كانون الأول، كشف بعلبكي عن تنظيم حفل كبير في
بيروت لم يعلن عن مكانه، إفساحاً في المجال للمنظمين وأصحاب العلاقة للقيام بذلك لأن المكان عامّ ويشهد حفلاً للمرة الأولى وسيكون مفتوحاً لجميع الناس.
بالنسبة للبروفات، أكد بعلبكي لـ"
لبنان 24 " أن التحضيرات تسير بشكل سلس، إلا أن زحمة الحفلات في شهر كانون الأول هي التي تجعل من الصعب ترتيب أوقات البروفات بسبب كثافة الحفلات في بيروت وخارجها، كما أن عدد الموسيقيين محدود في لبنان، بالتالي يتم توزيع العمل كي تتم الأمور على أكمل وجه.
العنصر الأمني لا يغيب عن أي أمر يتعلّق بلبنان. من هنا، كشف المايسترو أن الوضع الراهن له تأثير كبير خاصة من الناحية المعنوية. إذ أن حالة عدم اليقين التي نعيشها، والحرب التي يتعرض لها الجنوب وإمكانية توسع رقعة الضربات على لبنان تخلق حالة بديهية من القلق الدائم لدى المنظمين والفنانين.
واعتبر أن المزاج العام ليس مرتاحاً في هذه الأحوال حتى ولو كانت الضربات بعيدة جغرافياً، إلا أننا نعيش في بلد واحد والموضوع له تأثير كبير نفسياً على الجميع.
وعن التحضيرات، أكد بعلبكي أن مكان الحفل يتطلب أسلوباً خاصاً من العمل والتحضير. ففي الكنائس على سبيل المثال، يكون الصوت في الحفلة طبيعياً. بينما حينما يكون الحفل في صالات كبرى، تزيد الحاجة لتجهيزات الصوت الأكثر تقدماً، ولهذا السبب تتكثف البروفات في مكان الحفل قبل موعده بالتزامن مع ضبط الإضاءة والزينة الميلادية التي تكون حاضرة، كي يتمكن الجمهور من الاستمتاع بعمل فني متكامل.
رغم كل الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة، يحجم المستثمرون عن إقامة الحفلات، إلا أن الموسيقى في هذا الوضع هي عامل التوازن لدى الناس كي يخرجوا من همومهم اليومية المتنوعة، وابتكار فسحة تسمح لهم بالتنفيس عن آلامهم كي تكون الموسيقى شبكة خلاص بالنسبة لهم.
في ضوء هذه التحضيرات المكثّفة، يتبيّن أن المايسترو لبنان بعلبكي يتعامل مع موسم الميلاد بوصفه استحقاقاً فنياً لا يقلّ أهمية عن أي مشروع موسيقي كبير. فبين التفاصيل التقنية والرؤية الجمالية الشاملة، يبقى هدف هكذا حفلات واحداً: عيش سحر عيد الميلاد!