آخر الأخبار

تقرير أميركي: هل ستسمح الولايات المتّحدة بأنّ يكون مصير لبنان كما سوريا؟

شارك

ذكر موقع "The American Conservative" الأميركي أن "التطورات الأخيرة أوضحت أن سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه لبنان مدفوعة بشكل حصري تقريبًا بهوس الحد من نفوذ إيران الإقليمي. وزار وفد أميركي رفيع المستوى بيروت مؤخرًا، وأجرى محادثات مع قيادات سياسية لبنانية، ركزت على وقف التمويل الإيراني لحزب الله، وترأس الوفد سيباستيان غوركا، المدير الأول لمكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وضمّ مسؤولين كبارًا من وزارة الخزانة".

وبحسب الموقع، "تميزت التصريحات التي أدلى بها أعضاء الوفد بتركيزها على العامل الإيراني. وكتب غوركا على حسابه عبر موقع "إكس" عقب لقائه برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون: "لقد عانى لبنان طويلاً تحت النفوذ الإيراني الشرير". وفي غضون ذلك، أكد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي أن سلامة لبنان مرتبطة باستبعاد إيران من البلاد، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال قطع التمويل الإيراني عن حليفها اللبناني. وقال هيرلي لمجموعة صغيرة من الصحافيين في السفارة الأميركية في بيروت: "نعتقد أن مفتاح استعادة الشعب اللبناني لبلاده هو إنهاء النفوذ الخبيث لإيران من خلال حزب الله في لبنان"، مؤكدا أن إدارة ترامب "جادة للغاية بشأن قطع التمويل الإيراني" عن الحركة الشيعية اللبنانية . وفي وقت سابق، صرح هيرلي بأن نزع سلاح حزب الله مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتقليص النفوذ الإيراني في لبنان وقطع خط الأنابيب المالي من طهران إلى حليفها اللبناني: "المفتاح لذلك هو طرد النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها في حزب الله"."

وتابع الموقع، "إن حقيقة أن الوفد كان برئاسة غوركا تدعم بشكل أكبر فكرة أن واشنطن تنتهج نهجاً يركز على إيران في التعامل مع لبنان، خاصة أنه صرح علناً أن إيران تشكل تهديداً أكثر خطورة من الجماعات السلفية الجهادية مثل داعش والقاعدة، وهي الفكرة التي غالباً ما يؤكد عليها المسؤولون الإسرائيليون. ولعل الأهم من ذلك هو أن رئيس غوركا في مجلس الأمن القومي هو ماركو روبيو، وهو أيضًا وزير خارجية ترامب. ووفقًا لتقارير إعلامية، ازداد نفوذ روبيو على ترامب بشكل كبير، كما يتضح من موقف الرئيس المُحرِّض على الحرب تجاه فنزويلا، وفي الوقت عينه، فهو من الصقور المتشددين تجاه إيران".

وأضاف الموقع، "لعلّ نهاية سلالة الأسد في سوريا تُفسّر إصرار واشنطن على طرد إيران من لبنان عبر قمع حزب الله. فما حدث في سوريا كان انتكاسةً استراتيجيةً لإيران، إذ كانت تلك الدولة أقرب حليفٍ إقليميٍّ لها. ومن وجهة نظر جيوسياسية معادية لإيران، فإن التحرك بسرعة للاستفادة من الزخم الناتج عن تغير السلطة في سوريا من خلال تشديد الخناق على حزب الله أمر منطقي تماما، خاصة في ضوء حقيقة أن شحنات الأسلحة من طهران إلى حليفها اللبناني عبر سوريا قد انقطعت تقريبا".

وبحسب الموقع، "كشفت الانتخابات البلدية الأخيرة في لبنان واستطلاعات الرأي الأخيرة، أن حزب الله لا يزال يتمتع بدعم واسع بين الشيعة اللبنانيين، الذين يشكلون أكبر طائفة دينية في البلاد، ومن الخطأ افتراض أن هذا الدعم ينبع فقط، أو حتى بشكل رئيسي، من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي يقدمها الحزب، بل إن المخاوف الأمنية تُعدّ عاملاً رئيسياً وراء دعم الشيعة اللبنانيين لحزب الله، ويعود ذلك إلى أن شريحة كبيرة من الشيعة في لبنان تجد نفسها الآن في مواجهة تهديد مزدوج: الأول من الحدود الجنوبية مع إسرائيل ، والثاني من الحدود الشرقية مع سوريا برئاسة أحمد الشرع. وبحسب مايكل يونغ من مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، فإن الشيعة اللبنانيين يعتبرون نظام الشرع تهديداً أعظم حتى من إسرائيل. وفي حين لا توجد بيانات رسمية تدعم هذا التقييم، فمن الآمن أن نقول إن التغيير في السلطة في سوريا يضيف طبقة رئيسية من المخاوف الأمنية للسكان الشيعة في لبنان".

وتابع الموقع، "من المفارقات هنا أنه في حين وجهت الإطاحة بالأسد ضربة قوية لحزب الله، فمن شأنها أن تؤدي إلى تعزيز الدعم الشيعي للحزب، مما يزيد من احتمال أن تؤدي أي محاولات متسرعة لنزع سلاحه بالقوة إلى إشعال فتيل صراع طائفي. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن مسؤولي ترامب أعلنوا أن نظام الشرع سيكون شريكا فعالا ضد حزب الله، من بين الجماعات الإرهابية الأخرى التي صنفتها واشنطن".

وبحسب الموقع، "لا يؤدي هذا إلى زيادة مخاوف الشيعة اللبنانيين فحسب، بل إنه يخلق أيضاً خطراً حقيقياً يتمثل في أن يشهد لبنان شيئاً مماثلاً لما حدث في سوريا خلال الصراع في ذلك البلد. فقد رأت الجماعات السلفية الجهادية في البعد الطائفي للصراع السوري، الذي وضع العلويين في مواجهة السنة، فرصة ذهبية لتحقيق أجندتها، ما أدى في النهاية إلى ظهور تنظيم داعش الإرهابي بقيادة زعيمه آنذاك أبو بكر البغدادي. إن تجنيد نظام الشرع ضد حزب الله يثير شبح سيناريو مماثل في لبنان، ويرى محللون في واشنطن أن النظام الجديد في سوريا أفضل من سابقه، على الرغم من الخلفية السلفية الجهادية للشرع، مشيرين إلى التحالف الوثيق بين الرئيس السابق بشار الأسد وروسيا وإيران".

ورأى الموقع أنه "بناء على هذه الحجة، فإن الفوضى التي أحدثها الصراع السوري كانت تستحق العناء، لأنها انتهت إلى التخلص من حليف وثيق من المنافسين الجيوسياسيين لأميركا وإدخال سوريا إلى الفلك الأميركي، كما يتضح من زيارة الشرع إلى واشنطن. ولكن في حين يمكن القول إن التغيير في القوة في سوريا خدم المصالح الأميركية من منظور جيوسياسي بغض النظر عن الأحداث التي أدت إلى هذه النتيجة، سيكون من الخطأ تطبيق هذا المنطق على لبنان. تاريخيًا، كانت سوريا حليفًا للاتحاد السوفيتي قبل أن تُبني علاقات وثيقة مع إيران، لذا فإن توجهها نحو الولايات المتحدة له أهمية جيوسياسية بالغة. وعلى النقيض من ذلك، لم يكن لبنان، كدولة، حليفًا وثيقًا أبدًا لمنافسي الولايات المتحدة، على الرغم من تحالف إيران وحزب الله، بل لطالما كان لبنان، ولا يزال، قريبًا من الولايات المتحدة. وقد أشار الخبراء إلى أن المساعدات الأمنية الأميركية للبنان تُعدّ من أكبر برامج المساعدة عالميًا، إذ تجاوزت قيمة المساعدات العسكرية للبنان 3 مليارات دولار منذ عام 2006. ولعلّ أفضل انعكاس للعلاقات الثنائية الوثيقة بين الدولتين هو مبنى السفارة الجديد الذي يجري بناؤه في بيروت، ومن المرجح أن يكون هذا المبنى ثاني أكبر سفارة لواشنطن في العالم، بعد سفارتها في بغداد".

وختم الموقع، "لذلك فإن الولايات المتحدة لديها الكثير لتخسره إذا انحدر لبنان إلى الفوضى الطائفية نتيجة للتحرك المتسرع لإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد من خلال تهميش حزب الله".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا