تترقب الساحة الداخلية المواقف التي سيطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون هذا الأسبوع خلال إطلالتين: الأولى اليوم في مؤتمر «
بيروت وان» الاقتصادي اليوم ، والثانية عشية ذكرى استقلال
لبنان .
وأشارت معلومات إلى أن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد تُحتّم عدم إقامة احتفالات أو عرض عسكري في ذكرى الاستقلال هذا العام، كما لن يقام حفل استقبال في قصر بعبدا في المناسبة.
وتشابكت التحركات البارزة في الساعات الأخيرة بين الجولة الأولى للسفير الأميركي الجديد ميشال عيسى على الرؤساء وتسليمه أوراق اعتماده من جهة، ووصول وفد
سعودي ووفود أخرى والاستعدادات للمؤتمر الاستثماري من جهة أخرى. وبعدما قدَّم السفير عيسى نسخة عن أوراق اعتماده إلى
وزير الخارجية يوسف رجي زار قصر بعبدا وسلّم الرئيس عون أوراق اعتماده، وأعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلاً تحيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومؤكداً العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحّب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنيًا له التوفيق في مهامه، لا سيما وأنه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة. ثم زار الرئيس نبيه بري، واختتم جولته بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية
اللبنانية . بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه "لبنان بين الأمس والغد".
في غضون ذلك، وصل إلى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد، فيما التقت اللجنة الفنية
السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الرئيس سلام في السرايا، على أن تشارك غداً في مؤتمر "بيروت 1".
وذكرت "نداء الوطن" أن زيارة الأخير إلى قصر بعبدا، اقتصرت على الجانب البروتوكولي، من دون التطرق إلى الملفات الحساسة. ومن المتوقع أن يطلب السفير موعدًا لاحقًا مع رئيس الجمهورية، يُرجّح أن يُعقد قريبًا، لبحث التطورات الأساسية، من ملف ترسيم الحدود، إلى مسار التفاوض، وحصر السلاح، وصولًا إلى الورقة الأميركية.
اضافت:" تزامن ذلك مع طلائع عودة اقتصادية سعودية من بوابة مؤتمر "بيروت 1"، تحمل في جعبتها جرعة دعم مشروطة بجدية الإصلاح وبسط سيادة الدولة".
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى سيباشر عمله بعد تقديمه اوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ،وبالتالي فأن محطاته على المسؤولين اللبنانيين لم تدخل في بعض التفاصيل بإنتظار ترتيب ملفاته مع
العلم انه على إطلاع بتعقيدات الوضع اللبناني وان هناك توجهات اميركية سيعمل من ضمنها.
ولفتت المصادر نفسها الى انه مع بداية حراك السفير عيسى سيتضح دوره وكيفية تعاطيه لاسيما انه لن يخرج عن السياق العام الذي تقارب فيه
الولايات المتحدة الاميركية
القضايا اللبنانية انما بديبلوماسية.
اضافت" اللواء": تحدثت معلومات عن أن الموفد السعودي بدأ في بيروت محادثات، وصفت «بالمهمة» مع الجهات اللبنانية المعنية، وكانت هناك اشادة بما حققه لبنان على صعيد الحد من تهريب المخدرات وضبط المعابر ومعالجة وضع مطار بيروت ما سرّع في رفع الحظر عن المنتوجات اللبنانية، اما رفع الحظر عن سفر الرعايا فيحتاج الى بحث اضافي وترتيبات اضافية ووقت. وستكون هناك زيارات قريبة لوفود سعودية اخرى الى لبنان لدفع العلاقات الثنائية.
وافيد ايضا ان مساعد وزير الاستثمار السعودي ابراهيم المبارك سيحضر مع وفد اقتصادي مؤتمر «بيروت 1» اليوم.
وكتبت" الديار": اذا كان البعض يتحدث عن انتظار لبنان لمحطات اقليمية او دولية، قد تساعد على اخراجه من دوامة المراوحة القاتلة على الاصعدة كافةً، فان الثابت حتى الآن، ان كل ما تقدم ليس سوى رجاء وامنيات لا ترتبط بحقائق او معطيات لدى الجانب الرسمي، الذي تسلم بالامس اوراق اعتماد السفير
الاميركي الجديد ميشال عيسى. وقد كشفت الساعات القليلة الماضية عن حقيقة الرجل غير المطلع على نحو جدي وعميق على ملفاته اللبنانية، وهو يحتاج الى الكثير من العمل والجهد للتاقلم مع مهمته، التي تولاها على خلفية علاقة الصداقة مع الرئيس دونالد ترامب، دون ان تكون له اي تجربة في العمل الديبلوماسي.
ووفق المعلومات صارح عيسى عددا من الاعلاميين ورجال الاعمال اللبنانيين، في لقاء تعارفي قبل وصوله الى بيروت، بانه ليس ملما بالعمل الديبلوماسي ولا يفقه كثيرا تعقيدات الاوضاع في لبنان، طالبا مساعدتهم في تطوير معلوماته!
وابلغ السفير عيسى بعض من التقاهم في بيروت، ان «واشنطن لا تريد سماع المزيد من التبريرات»، واستغرب المماطلة سائلاً: «ماذا تنتظرون»؟ واكد ان «على لبنان الافادة من نافذة الامل والفرصة المتاحة راهناً»، دون ان يقدم المزيد من التوضيحات عن طبيعة هذه الفرص.
اضافت" الديار": ومع وصول الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، على رأس وفد تقني - اقتصادي الى بيروت، لا تزال حدود الانفتاح السعودي غير واضحة حتى الآن، بانتظار ما يمكن ان تكشفه محادثاته في بيروت.
ووفق المعلومات لا موعد سعوديا لرفع الحظر عن تصدير المنتجات اللبنانية الى المملكة، ويدقق الوفد السعودي في الخطوات اللبنانية على المعابر البرية والجوية، ولا قرار بعد برفع حظر السفر الى لبنان، فضلا عن ملف الاستثمارات، لكن الجانب اللبناني يعتبر ان مجرد وصول الوفد السعودي الى بيروت، «بادرة خير» و «جس نبض»، بانتظار ما يمكن ان يليهما من خطوات.
وفي الانتظار، تتجه الانظار الى زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى واشنطن، وفيما اعلن الديوان الملكي انه سيبحث اليوم مع الرئيس ترامب العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، تترقب المقرات الرسمية اللبنانية نتائج هذه المحادثات، دون اي معطيات جدية حيال حضور لبنان على «الطاولة»، لكن كل تقدم في العلاقات السعودية - الاميركية على قاعدة تعزيز فرص التسوية في المنطقة، قد تنعكس ايجابا على الساحة اللبنانية كما تعتقد مصادر مطلعة على اجواء بعبدا والسراي الحكومي، لكن يبقى الحذر سيد الموقف، لان عدم وجود «خارطة طريق» شاملة لحل كل القضايا، قد يدفع الجانبين الاميركي والسعودي الى تجزئة الملفات، والتوافق على القضايا الاقل تعقيدا.
وكان الرئيس عون اكد امس " أن لبنان ملتزم بوقف الأعمال العدائية وفق الاتفاقات المعلنة، فيما يعمل الجيش
اللبناني على مراقبة الوضع ميدانياً والمحافظة على الهدوء. وأضاف أن الدولة لا ترى أي مصلحة في التصعيد، وأن الأولوية تبقى لحماية المدنيين وتثبيت الاستقرار".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد الرئيس عون التزام الدولة بالمضي في مسار الإصلاح المالي والإداري، مشدداً على أن الحكومة قطعت شوطاً مهماً خلال الأشهر الماضية بالتعاون مع مجلس النواب والمؤسسات الدستورية. ورغم أن الطريق ما زال طويلاً بعد عقود من التراكمات الا ان الإرادة السياسية واضحة، وهناك عمل جدي لتأمين المتطلبات المرتبطة بخطة التعافي ومعايير صندوق النقد الدولي.