آخر الأخبار

بازار الحرب والتصعيد.. المبادرات لا تزال قائمة

شارك
تسود الأجواء السياسية والأمنية في لبنان حالة من الحذر الشديد، بعد أسبوع حافل بالتصعيد والمخاوف التي أعادت إلى الواجهة احتمالات الانفجار الكبير. إلا أنّ مؤشرات الأيام الأخيرة توحي بأنّ العقلانية بدأت تعود تدريجيًا إلى المشهد، مدفوعةً بمساعٍ إقليمية ودولية تهدف إلى منع الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، خصوصًا بعد أن تبيّن أنّ لا مصلحة لأي طرف في توسيع رقعة الاشتباك.

مصادر مطّلعة تشير إلى أنّ المبادرات التي طُرحت خلال الأسابيع الماضية ما زالت قائمة، بل اكتسبت زخمًا جديدًا بفضل الدفع الفرنسي الذي يُعاد إحياؤه في الكواليس. باريس تتحرك بهدوء، محاولةً دعم المبادرة المصرية ، مع تأكيد ضرورة التهدئة وضبط النفس.

هذا الزخم يندرج ضمن رؤية أوسع هدفها تثبيت الاستقرار في لبنان وتفادي أي حرب قد تكون تداعياتها كارثية على الجميع.

في هذا الإطار، جاء البيان الأخير الصادر عن حزب الله ليحمل أكثر من رسالة. فبينما رأى البعض فيه تصعيدًا كلاميًا، قرأه آخرون كمحاولة متوازنة لإرسال إشارات مزدوجة: أولى إيجابية تُعبّر عن انفتاح ضمني على الجهود الدبلوماسية القائمة، وثانية تحذيرية موجّهة للعدو تذكّره بأنّ الحزب ما زال جاهزًا ميدانيًا إذا ما استمرت الاعتداءات.

القاهرة ، التي تتابع بدورها التطورات عن كثب، التقطت سريعًا مضمون البيان، واعتبرته بمثابة توازن دقيق بين التهدئة وإظهار الجهوزية.

ورغم حالة الترقب التي تسيطر على الشارع اللبناني، فإنّ التقديرات العامة تشير إلى أنّ احتمالات اندلاع حرب شاملة لا تزال منخفضة. فالمعادلات الإقليمية، والضغوط الدولية، والمخاطر الاقتصادية، كلها عوامل تضع سقفًا لأي مواجهة واسعة. في المقابل، لا يبدو أن هناك أي أفق حقيقي لإقناع إسرائيل بالتراجع عن خروقاتها وضرباتها المتكررة في الجنوب، ما يُبقي الوضع عالقًا في منطقة رمادية لا حرب فيها ولا تسوية.

هذا الجمود يفرض على كل الأطراف التعامل مع المرحلة المقبلة بدقة وحذر، إذ لا أحد يريد تحمّل كلفة الانفجار، ولا أحد يملك خطة واضحة لكيفية الخروج من حالة اللاسلم واللاحرب. ومع غياب أي مبادرة حاسمة حتى الآن، يبدو أن لبنان سيبقى في دائرة الانتظار، بين مبادرات دبلوماسية تتقدم ببطء، وتصعيد ميداني يشتعل بين حين وآخر، في مشهد يعكس هشاشة التوازنات القائمة وخطورة أي خطوة غير محسوبة قد تعيد البلاد إلى قلب العاصفة .
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا