آخر الأخبار

وساطة مصرية تسابق التصعيد الاسرائيلي.. عون إلى بلغاريا غداً احتفاء بالعلاقات بين البلدين

شارك
دخل لبنان مرحلة جديدة من الضبابية السياسية والأمنية، بعدما تزامنت رسائل الإنذار الإسرائيلية ، مع تصاعد السجال الداخلي بشأن خيار المفاوضات مع اسرائيل. ففيما ينتظر لبنان جواباً إسرائيلياً تنقله واشنطن، حول إمكان فتح قناة تفاوضية لتجنب الحرب، تتكثف في تل ابيب التسريبات عن نية العدو تنفيذ عملية عسكرية محدودة أو شاملة، تبقي لبنان على فوهة اشتباك.
سياسيا، يغادر رئيس الجمهورية، صباح غد إلى صوفيا، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وذلك في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من الرئيس البلغاري رومن راديف، حيث سيجري الطرفان محادثات تتناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة.
كذلك، سيلتقي الرئيس عون خلال الزيارة، رئيس مجلس الوزراء البلغاري روزين جيليازكوف، ورئيسة مجلس النواب رايا نازاريان إضافة الى عدد من المسؤولين البلغار.
وتأتي الزيارة قبيل احتفال البلدين العام المقبل بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الديبلوماسية الثنائية.
ومن المقرر ان يستقبل عون اليوم مسؤولَين أميركيَّين هما سيباستيان جوركا ورودولف عطا الله المعنيان بمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، واللذان سيحملان رسالة "تتعلق بـ(حزب الله) وبالتمويل الذي يحصل عليه بطرق عدة".
وذكرت المصادر الدبلوماسية، أن الوفد الأميركي سيؤكد خلال لقائه مع عون على ضرورة العمل على وقف مصادر تمويل " حزب الله ".
وكتبت "النهار": بدا من التطورات التي تعاقبت في الأيام الأخيرة ان المفاعيل الشديدة السلبية التي اثارها الكتاب المفتوح الذي وجهه "حزب الله" إلى الرؤساء الثلاثة لم تقف عند الحدود السياسية الداخلية بل تمددت أولا ميدانياً بحيث تلقفت إسرائيل هذا التصرف المستقوي للحزب على الدولة اللبنانية بتصعيد لافت وفوري في غاراتها واغتيالاتها لأعضاء وكوادر في حزب الله، كما ان الانعكاسات تمددت إلى الجهود الديبلوماسية المبذولة للوقوف إلى جانب لبنان وتجنيبه تجرع كأس حرب جديدة.
في هذا السياق، تواصل القاهرة مساعيها بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة قام بها مدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد الى لبنان في الايام الماضية. وتحدثت معلومات عن لقاء جرى بين مدير المخابرات العامة المصرية ومسؤولين فرنسيين في الأيام الأخيرة خصص للبحث في الملف اللبناني. وفي سياق متصل، أفادت المعلومات إنه من المتوقع أن يوضح حزب الله موقفه للجانب المصري، بعد انزعاج القاهرة من البيان الأخير الذي أصدره الحزب، والموجه للرؤساء الثلاثة في لبنان.
وأمس، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تناول تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية في بيان.
وأكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة.
وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق.

وكتبت "الديار": تبذل واشنطن جهودا لفرملة الاندفاعة العسكرية الإسرائيلية، مفضلة مسار الضغوط السياسية والاقتصادية والديبلوماسية لتحقيق أهدافها، رغم تمسك لبنان بصيغة "الميكانيزم" كإطار تفاوضي غير مباشر، مقابل "رغبة إسرائيلية" واضحة بمفاوضات ثلاثية مباشرة تجمعها بلبنان والولايات المتحدة، بعيداً عن رعاية الأمم المتحدة أو فرنسا او أي جهة اخرى، على وقع ترنح المبادرات بما فيها المصرية، التي يبدو انها قاب قوسين او ادنى من الاصطدام بجدار التحفظات الصلب.
ورغم التباين في التكتيك بين واشنطن و"تل ابيب"، فإن الهدف واحد: إعادة رسم التوازنات اللبنانية الداخلية، وتوجيه البلاد نحو مرحلة قد تفضي إلى اتفاق أمني أو سياسي مع "إسرائيل"، فالمعركة الحقيقية لا تدور فقط على الحدود، بل على هوية لبنان المقبلة، وشكل نظامه السياسي بعد أي تسوية محتملة.
وفي ظل هذه الاجواء غير المطمئنة، تواصل القاهرة حشد الدعم لـ"مبادرتها"، لضبط الإيقاع بين بيروت و"تل أبيب"، التي دخلت مرحلة الاختبار الجدي، وسط سباق بين الديبلوماسية والنار، مع تسلم القاهرة الرد اللبناني الرسمي على المبادرة التي تقودها، بحسب أوساط ديبلوماسية متابعة، والتي اكدت ان موقف بيروت لم يخرج كثيرا عن جوهر موقف حزب الله، كما ورد في رسالته إلى الرؤساء الثلاثة، أي رفض المفاوضات المباشرة والتمسك بإطار التفاوض المعتمد سابقاً، والذي ترى فيه القاهرة انعكاساً للانقسام اللبناني، بين من يعتبر التفاوض خطوة ضرورية لحماية لبنان من حرب مدمرة، ومن يرى فيها "فخا إسرائيليا" يراد منه انتزاع تنازلات سياسية ، تمهّد لتطبيع تدريجي.
لكن اللافت، وفق الأوساط نفسها، هو حالة "الانزعاج الصامت" التي تسود الدوائر المصرية، نتيجة ما تصفه بـ"الجمود الخطير" في الموقف الإسرائيلي ، وإصرار "تل أبيب" على فرض شكل المفاوضات وأهدافها مسبقاً، مستندة إلى دعم أميركي واضح لفكرة المفاوضات المباشرة، وهو ما يضع القاهرة في موقع دقيق بين محاولتها الحفاظ على توازن علاقتها مع واشنطن من جهة، وحساسيتها التاريخية تجاه استقرار لبنان من جهة أخرى.
في هذا السياق، تبدو مهمة القاهرة شبه مستحيلة: إقناع "إسرائيل" بالتراجع عن شرطها للحوار المباشر، وإقناع بيروت بأن أي انفتاح سياسي لا يعني بالضرورة خضوعاً. فبين تصلب المواقف وتشابك الحسابات الإقليمية، يبقى السؤال الأبرز: هل تنجح مصر في كبح الانفجار اللبناني – "الإسرائيلي"؟ أم أن الامور تتجه إلى اختبار جديد تتراجع فيه الديبلوماسية أمام منطق القوة؟
أما على صعيد مبادرة رئيس الجمهورية حول فتح باب التفاوض المباشر مع "إسرائيل"، فقد كشفت الاوساط نفسها أن المعنيين بها غير متحمسين لها حتى اللحظة، وخصوصا واشنطن، التي تعتبر أن أي تفاوض يجب أن يكون ثمرة "تفاهم داخلي لبناني مسبق"، يحدد موقع الجيش ودور حزب الله في معادلة الردع، فالإدارة الأميركية لا تريد الدخول في مفاوضات، وسط انقسام لبناني حاد قد يفشل أي مسار ديبلوماسي محتمل.
عليه، تختم المصادر ان واشنطن تفضل "فرض التغيير من داخل لبنان، لا من بوابة الحرب"، لكنها في الوقت نفسه " لا تمانع استمرار الضغط الإسرائيلي"، ما دام يسهم في دفع بيروت نحو "قرارات صعبة"، تعتبرها ضرورية لقيام دولة "موحدة السلاح والقرار". من هنا يمكن القول إن الموقف الأميركي اليوم ليس حياديا ولا تصعيديا بالكامل، بل هو مزيج من العصا والجزرة: "تفاوضوا أولا... نحميكم لاحقا".
وكتبت "الانباء الكويتية": يمضي أركان السلطة في لبنان في دعم اقتراح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالتفاوض غير المباشر، الذي بدأ يلقى حماسة شركاء دوليين، بينهم من بادر إلى اقتراح جدول أعمال وبنود للنقاش، وان كان الرد الإسرائيلي السلبي حتى الساعة يعطل انطلاق مباحثات جدية لوقف الحرب.
ونقل أحد طرفي "الثنائي" موقفاً "رافضاً للاستسلام، عن طريق التخلي عن سلاحه"، وعرض لتسويات عدة "تقوم بتخلي حزب الله عن السلاح الثقيل والصواريخ الذكية البعيدة المدى والمسيرات"، مشيرا إلى "تفهم إقليمي خصوصا، لجهة البدء بتنفيذ اتفاق واقعي على الأرض، يقوم على عدم الاحتكام إلى السلاح، وترك العلاقة مع الجانب الإسرائيلي بكافة أشكالها إلى الدولة اللبنانية حصريا".
موقف "الثنائي" الرافض التفاوض وتسليم السلاح، انعكس بداية في الضاحية الجنوبية بخلو شوارعها من الحركة تزامنا مع القصف الإسرائيلي الكثيف الخميس الماضي لقرى وبلدات جنوبية. إلا ان الأمور سرعان ما عادت إلى طبيعتها، من دون تسجيل حالات نزوح من البقعة الجغرافية المكتظة سكانيا، وان كان أكثر قاطنيها يحتفظون بأماكن بديلة في وسعهم الانتقال إليها وقت اشتداد الخطر.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا