آخر الأخبار

تحالف التيار وحزب الله.. العودة الى الماضي

شارك
رغم التوتر الواضح الذي ساد العلاقة بين " التيار الوطني الحر " و" حزب الله " في الأشهر الماضية، إلا أن القطيعة الكاملة بين الطرفين لم تحصل. فالعلاقة بينهما، مهما اشتدت الخلافات السياسية أو تباعدت المواقف، ما زالت محكومة بتفاهمات قديمة ومصالح متشابكة يصعب تجاوزها، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاق النيابي المقبل الذي يعيد خلط الأوراق داخل كل فريق سياسي.

في العمق، يدرك الجانبان أن عودتهما إلى التنسيق الانتخابي ليست خيارًا ترفيًّا، بل حاجة سياسية وانتخابية متبادلة.

ف" التيار الوطني الحر"يواجه اليوم عزلة شبه تامة. في المقابل، يجد "حزب الله" نفسه أمام تحدٍّ انتخابي في عدد من الدوائر الحساسة، حيث لا يستطيع خوض المعركة منفردًا، خصوصًا في المناطق التي تتداخل فيها الأصوات المسيحية والشيعية مثل دائرة جبيل - كسروان.

في هذه الدائرة تحديدًا، يحتاج الحزب إلى تحالف فعلي مع " التيار " لضمان فوز مرشحه الشيعي، في ظل ارتفاع نسبة المشاركة المسيحية وتشتت أصوات الحلفاء. وفي المقابل، يحتاج "التيار" إلى دعم الحزب لزيادة حظوظه في المقاعد المسيحية، خصوصًا في ظل تصاعد نفوذ “القوات اللبنانية” وتراجع شعبية "التيار"في بعض الأقضية.

هذا التلاقي المصلحي لا يقتصر على جبيل فقط، بل يمتد إلى دوائر أخرى مثل بعلبك - الهرمل وزحلة وصيدا - جزين، حيث تبرز الحاجة إلى تفاهمات تكتيكية تحفظ مكاسب الطرفين وتمنع تسلل الخصوم إلى المقاعد الحساسة. لذلك، من المرجح أن تعود الاتصالات بين الطرفين إلى الواجهة في الأسابيع المقبلة، ولو بشكل غير معلن، بهدف رسم خريطة التحالفات باكراً وتفادي المفاجآت الانتخابية .

لا يبدو أن الخلافات السياسية حول ملفات داخلية أو أداء الحكومة ستمنع الطرفين من إعادة وصل ما انقطع انتخابيًا. فالمعادلة واضحة: "التيار" بحاجة إلى غطاء الحزب، و"الحزب" بحاجة إلى أصوات "التيار". ومن هنا، قد يشهد الاستحقاق النيابي المقبل عودة التحالف بين الحليفين السابقين، ليس بدافع الثقة المتبادلة كما في الماضي، بل انطلاقًا من مبدأ البقاء السياسي والمصلحة الانتخابية المشتركة التي تفرضها طبيعة المرحلة الدقيقة المقبلة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا