نشر موقع "JNS" الإسرائيليّ تقريراً جديداً قالت فيه إنّ " حزب الله في لبنان مُنشغل بتنظيم قوّاته العسكرية"، متحدثاً عن أنّ الحزب تمكنه من سدّ الفراغ ضمن قياداته.
التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" يقول إنه "منذ 27 تشرين الثاني 2024، دخلت
إسرائيل وحزب الله رسمياً في حالة وقف إطلاق النار، لكن لا يمرُّ يوم من دون أن يسعى الحزب إلى انتهاك الاتفاق من خلال محاولة إعادة بناء قدراته المدمرة، مما يؤدي إلى غارات جوية إسرائيلية".
وأكمل: "في الوقت نفسه، يسعى حزب الله إلى تنفيذ استراتيجية سياسية للسيطرة على البرلمان اللبناني، فيما الدولة
اللبنانية عاجزة إلى حد كبير عن وقف أنشطته، تاركة إسرائيل تقوم بالعمل الثقيل، بحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين كبار".
بدوره، صرَّح العقيد (المتقاعد) جاك نيريا، المُحلّل في مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية ونائب رئيس قسم التقييم السابق في الاستخبارات العسكرية
الإسرائيلية ، لـ"JNS" قائلاً إنَّ "حزب الله يتلقى أموالاً رقمية من المغتربين الشيعة، بالإضافة إلى مبالغ من العراق تسمى بـ(أموال قاسم)، في إشارةٍ إلى
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم"، مشيراً إلى أنَّ "مجمع هذه الأموال يبلغُ قرابة الـ500 مليون دولار".
وتابع: "أعتقدُ أنَّ حزب الله منشغل الآن بتنظيم قواته، على الرغم من أنه أكمل تقريباً ملء الصفوف المفقودة، وتعيين القادة الذين قُتلوا، وتدريب قوات الرضوان (النخبة) من جديد، وتشغيل مصانع تجميع الصواريخ الدقيقة وتجميع الطائرات من دون طيار، ونشر نقاط مراقبة في جنوب لبنان، وإدخال الأسلحة من
سوريا وأماكن أخرى إلى لبنان، من خلال المعابر غير الشرعية التي يبلغ عددها ما يقرب من 377، وبالطبع تدفق الأموال الرقمية".
التقرير يقول إنه وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإنَّ "حزب الله خسر أكثر من 80% من ترسانته قبل الحرب بحلول شهر تشرين الثاني 2024"، لكن نيريا يقول إنَّ "الحزب ما زالَ يمتلكُ ترسانة كبيرة"، وأضاف: "في بيانات اليوم، تشير التقديرات أيضاً إلى أنه لدى حزب الله ما يقارب 30 ألف قذيفة متبقية، وهو عدد ليس بالقليل، بعضها قذائف بعيدة المدى ومعظمها صواريخ قصيرة المدى".
وحذّر نيريا من أن هذا الحشد العسكري يقترن باستراتيجية سياسية متطورة للسيطرة على الدولة اللبنانية، مشيراً إلى أن "
الولايات المتحدة لجأت إلى استخدام إسرائيل كوكيلٍ لها للضغط على
بيروت لاتخاذ إجراءات ضد أسلحة حزب الله، وأضاف: "في نهاية المطاف، قال نيريا إنه ستكون هناك حاجة لعملية جوية إسرائيلية واسعة النطاق لإضعاف حزب الله أكثر وتمكين الحكومة اللبنانية من التحرر من قبضته".
كذلك، أشار إلى أنه خلال عملية "سهام
الشمال " التي شنها سلاح الجو
الإسرائيلي في 23 أيلول 2024، كانت 1600 طلعة جوية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على مدى عدة أيام فعّالة للغاية ضد قدرات "حزب الله"، على حدّ تعبيره.
بدوره، صرّح اللواء (احتياط) عوزي ديان، الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان ورئيس مجلس الأمن القومي، لوكالة "JNS": "سيبذل حزب الله قصارى جهده للعودة والتعافي، وهذا صحيح عسكرياً، وصحيح أيضاً سياسياً".
ووضع ديان استراتيجيةً متعددة المراحل لإسرائيل في التعامل مع هذا التهديد، وقال: "أولًا، الاستعداد العملياتي دائماً وفقاً لقدرات العدو، لا وفقاً لنواياه، لأن التاريخ مليء بالأخطاء في تقييم نواياه، سواءً في محاولة فهمها أو تخمينها، أو بالأحرى التنبؤ بنوايا العدو، ومن الأفضل الاستعداد وفقًا لقدراته. أما العنصر الثاني غير القابل للتفاوض فهو الحفاظ على منطقة عازلة دائمة".
وتابع: "الحدود الدولية في لبنان اليوم تبعد في بعض الأماكن عشرات الأمتار عن البلدات الإسرائيلية الشمالية، وهذا ينطبق على المطلة، وعلى مسكاف عام، وعلى شلومي، وكذلك على أماكن أخرى، ولذلك يجب أن يكون الدفاع في منطقة أمنية. والوضع الأمثل هو ما يسميه الأميركيون منطقة الموت، كما فعلوا بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية".
وزعم ديان أن "أي انتهاك كبير من جانب حزب الله ينبغي أن تستغله إسرائيل لتوسيع منطقتها الأمنية الضيقة الحالية في جنوب لبنان".
كذلك، جادل ديان بأنَّه "على إسرائيل أن تتخلى عن ترددها في توجيه الضربة الأولى"، مشيراً إلى أنّ "إحباط محاولة حزب الله للتعافي يجب أن يسمح أيضاً، في ظل شروط معينة متفق عليها
في إسرائيل ، بشن هجوم مضاد استباقي، أي أنَّ هناك أماكن لا خيار فيها سوى ضربه قبل أن يضربك، وهذا أمر امتنعت إسرائيل عن فعله لسنواتٍ طويلة".
ديان قال إنّ "أميركا تمارس الضغط الاقتصادي لا العسكري"، وأضاف: "الأميركيون يُحققون نوعاً من السلام، وسلامهم اقتصادي ونفعي. عندما يتعلق الأمر بالتهديد باستخدام القوة العسكرية في المنطقة، ستعتمد الولايات المتحدة دائماً على إسرائيل".
ديان قال إن "إسرائيل لا تنوي احتلال لبنان"، وأضاف: "مع ذلك، لن يكون هناك سلام من دون
القضاء على الإرهاب. إذا كان هذا صحيحاً في غزة، فهو صحيح في لبنان، وهو صحيح في سوريا أيضاً".