منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتجه الأنظار إلى لبنان وسط تسريبات غربية تتحدث عن ضغوط أميركية على بيروت للدخول في مفاوضات مع إسرائيل .
وتعتبر أوساط أميركية أن احتمال انطلاق مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل لم يعد مستبعداً، مشيرة إلى أن أي حوار محتمل بين الجانبين سيجري عبر قنوات عسكرية، في إطار مساعٍ إقليمية لاحتواء التوترات على طول الحدود الجنوبية.
وبحسب هذه الأوساط، فإن الهدف الأول من المباحثات غير المباشرة يتمثل في التوصل إلى اتفاق هدنة يشمل ترتيبات ميدانية تتعلق بنزع سلاح
حزب الله في مناطق محددة، في مقابل تفاهمات أوسع تتصل بملف التلال الخمس وإعادة الإعمار في الجنوب. وتشير المعلومات إلى ضغوط دولية وإقليمية متزايدة لإرساء مرحلة من الاستقرار في المنطقة.
وتضيف الأوساط نفسها أن هذه التحركات تعكس تبدلاً في المزاج الإقليمي، مع تصاعد الحديث عن تسويات شاملة تشمل أكثر من ساحة في
الشرق الأوسط ، وسط قناعة لدى بعض دوائر القرار في بيروت بضرورة عدم تفويت الفرصة للدخول في هذا المسار.
وفي السياق ذاته، تنقل مصادر سياسية أن مشاورات داخلية رفيعة المستوى تجرى لتوحيد الموقف الرسمي اللبناني حيال شكل وآلية التفاوض، في خطوة تشبه من حيث المبدأ تجربة ترسيم الحدود البحرية، مع احتمالية طرح ملف التفاوض قريباً على جدول أعمال
مجلس الوزراء لمناقشته واتخاذ القرار المناسب بشأنه.
في المقابل، قال النائب علي المقداد إن "لا تفاوض مباشر مع هذا العدو الصهيوني، فمهما طلب الخارج من لبنان الرسمي أو الشعبي، نحن نرفض هذا الطلب رفضاً قاطعاً. نحن لا نزال نحتفل بالسنوية الأولى لقادتنا وشهدائنا، ولا نزال نتعرض كل يوم للقتل؛ فلا يمكن أن نعطي هذا العدو بالسلم ما لم يأخذه بالحرب. هذا الضغط العدواني
الإسرائيلي اليوم هدفه جرّ لبنان الرسمي والمقاومة إلى طاولة المفاوضات".
من جهة أخرى، يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس المقبل، حيث سيتم وضع جدول أعمالها يوم الإثنين. ومن المنتظر أن يتضمن الجدول تعيينات في إدارة الموارد المائية ووزارة الطاقة إلى جانب تعيينات أخرى، فيما تتواصل الاتصالات لتحديد مصير مشروع القانون المعجل المكرر الذي أرسلته
وزارة الخارجية إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمتعلق بتعديل المادتين الخاصتين بانتخابات المغتربين.
أما على الصعيد الخارجي، فيشارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القداس الاحتفالي الذي يقام اليوم في ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان لإعلان قداسة الطوباوي المطران إغناطيوس مالويان، ويترأسه البابا لاوون الرابع عشر بمشاركة بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان. وقال
الرئيس عون من روما: "نحن ننتظر قداسة البابا في لبنان، ونجري كل الترتيبات اللازمة لإتمام هذه الزيارة".
وفي سياق موازٍ، يعقد مجلس النواب الثلاثاء جلسة عامة لانتخاب اللجان النيابية في بداية العقد العادي الثاني للمجلس، في أول ثلاثاء بعد الخامس عشر من تشرين الأول. ورجحت مصادر نيابية بقاء القديم على قدمه من دون أي تعديلات تذكر في أعضاء اللجان أو رؤسائها ومقرريها، نظراً لاقتراب انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي.