كتب عمر البردان في" اللواء": يحاول
لبنان استثمار الدعم العربي والدولي الذي يحظى به العهد وحكومته، في ترسيخ دعائم دولة المؤسسات، من خلال تطبيق قرارات
مجلس الوزراء في ما يتعلق بحصرية السلاح، إضافة إلى تصحيح العلاقات مع سورية، وإزالة الشوائب التي اعترتها في العقود الماضية .
وتبرز بوضوح أهمية هذا الدعم الخارجي للبنان، في الإشادة اللافتة من جانب الرئيس الأميركي
دونالد ترامب بالرئيس عون، وبخطة الجيش لحصر السلاح .
وإذا كان رئيس الجمهورية قد عبر بوضوح عن موقف لبنان الرسمي الذي يرغب بسلوك طريق التفاوض مع
إسرائيل ، بهدف إيجاد حلول للمسائل العالقة، فإنه من غير المستبعد أن تتلقف الإدارة الأميركية الرغبة
اللبنانية التي عبر عنها الرئيس عون، بالعمل على تسويق هذه الفكرة عند الإسرائيليين لفتح قنوات التفاوض مع لبنان وإسرائيل، على غرار المفاوضات غير المباشرة التي رعتها
واشنطن ، والتي قادت إلى اتفاق بشأن الترسيم البحري بين البلدين .
وتروج في هذا السياق مصادر دبلوماسية أميركية، أن الرئيس ترامب قد لا يكتفي بما حققه في غزة، وبالتالي فإن واشنطن ستحاول من خلال الدفع باتجاه إجراء مفاوضات بين لبنان وإسرائيل، إزالة الخلافات القائمة بين البلدين.
إلى ذلك، وإزاء التطور البارز الذي يشهده ملف العلاقات اللبنانية
السورية ، فإن هناك تقدماً كبيراً على الصعيد القضائي في ما يتصل بالقضايا العالقة بين الدولتين . وهذا ما برز نتيجة اللقاءات التي جرت بمشاركة وزيري العدل اللبناني والسوري عادل نصار ومظهر الويس . وتشير المعطيات المتوافرة بهذا الخصوص، إلى أن قرار المسؤولين في
بيروت ودمشق واضح لجهة أهمية العمل على أن تخطو العلاقات اللبنانية السورية خطوات متقدمة، بما يضعها على سكة التعافي من جميع النواحي . وقد أكد
وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني للمسؤولين اللبنانيين، رغبة بلاده بأن تكون العلاقات بين البلدين على أفضل ما يكون . وهذا يؤشر إلى أن صفحة جديدة قد فتحت بين لبنان وسورية، على أنقاض الصفحة الماضية الأليمة، والتي كان لبنان يعامل من جانب نظام الأسدين، كتابع وليس كدولة مستقلة ذات سيادة.