عززت
الغارات
الإسرائيلية على بلدة المصيلح المخاوف من ان تكون اسرائيل قد فصلت مفاعيل "اتفاق غزة" عن الوضع في
لبنان ، خصوصا وأن هذه الغارات، وهي الأوسع منذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 ،اكدت ان لبنان بات هدفاً للعدوان وليس "
حزب الله " وحده.
وبحسب اوساط معنية "فان هذه الغارات عززت الشكوك التي سادت في المرحلة الأخيرة، بأنّ
إسرائيل عازمة على انتهاج سلوك جديد مع لبنان ما أن ترتاح نسبياً من مشاغلها في غزة، خصوصا وأن مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أعلنوا قبل أسابيع، أنّ إنجاز إسرائيل سيطرتها العسكرية على القطاع، ولا سيما منه مدينة غزة، سيتيح لها العودة إلى لبنان بزخم أكبر".
وفيما تعاود لجنة وقف اطلاق النار "الميكانيزم" اجتماعاتها في الناقورة يوم الاربعاء المقبل، وللمرّة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار تحرّك لبنان ضدّ إسرائيل في
مجلس الأمن الدولي ، فقرر تقديم "شكوى عاجلة إلى
مجلس الأمن في شأن العدوان
الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي".
واعتبر رئيس مجلس النواب
نبيه برّي "أنّ الغارات الإسرائيليّة على منطقتَي المصيلح والزهراني تحمل رسالةً واضحةً لمنع إعادة إعمار الجنوب"، مؤكِّدًا" أنّ استهداف أكثر من 300 آلية وجرافة وحفّارة مخصَّصة لرفع الأنقاض وإعادة تأهيل البُنى التحتيّة، يعكس محاولةً إسرائيليةً لتثبيت واقعٍ يمنع عودة الحياة إلى القرى الحدوديّة".
وقال برّي "إنّ الرسالة الإسرائيلية وصلت سريعًا عبر تدمير المعدّات المدنيّة لمنع ورشة الإعمار"، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل اختارت توقيت الغارات للدخول بالنار على السجال الدائر بشأن تغييب مخصّصات إعمار الجنوب عن مشروع موازنة 2026".
وأضاف: إصرارُنا على إعادة الإعمار هو الرّدّ العمليّ على مسعى إسرائيل لتحويل الجنوب إلى منطقةٍ عازلةٍ يصعب العيش فيها"مؤكِّدًا أنّ الأولويّة ستكون لإعادة تأهيل البُنى التحتيّة والمرافِق الحيويّة".
وتوجّه برّي بسؤالٍ إلى
الولايات المتحدة قائلًا: "أين صدقيَّتكُم في رعاية وقف إطلاق النار في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل خروقها أمام هيئةِ رقابةٍ دوليّةٍ يرأسها جنرالٌ أميركيّ؟".
وأشار إلى" أنّ الجنوب على موعدٍ مع اجتماعٍ لهيئة الرقابة في الخامس عشر من الشهر الحالي"، متسائلًا: "هل ستتدخّل الهيئة لوقف الاعتداءات، أم نكون أمام اجتماعٍ جديدٍ بلا نتيجة؟".
وأكّد رئيس المجلس "أنّ لبنان مع الحلّ الدبلوماسيّ وتطبيق القرار 1701 بالكامل لكن غياب الضغط الأميركيّ على إسرائيل هو ما يُعطِّل التنفيذ"، وقال: "إسرائيل بغياب الضغط الأميركيّ هي من يُعطِّل الاتفاق، في حين أنَّ لبنان جاهزٌ للتنفيذ اليوم قبل الغد".
ولفت برّي إلى أنّه "توصّل سابقًا إلى اتفاقٍ مع المبعوث الأميركيّ توم براك يقوم على مبدأ التلازم في الخطوات بين لبنان وإسرائيل لكنّ المبعوث عاد بلا جواب، وهذا ما شجّع إسرائيل على التمادي".
وختم قائلًا:إسرائيل تُريد منع الإعمار بالنار، لكنّنا لن نتراجع، والرّدّ سيكون بوحدةٍ وطنيّةٍ، وتحركٍ دبلوماسيٍّ فاعلٍ، وتقديمِ شكوى في مجلس الأمن، لأنّ استهداف معدّات الإعمار محاولةٌ للضغط على لبنان للذهاب نحو مفاوضاتٍ مباشرةٍ، وهو ما نرفضه بالكامل".
وفي سياق متصل، كشفت مصادر وزارية أن التدمير الذي حصل هدف إلى القول للدولة
اللبنانية وللناس، إنه لن يُسمح لهم بإعادة إعمار قراهم المُهدّمة قبل الموافقة على الطلب الإسرائيلي". كما كشفت" أن المنشآت التي استُهدِفت كانت الدولة تنوي التعاون معها للبدء بعملية تأهيل للبنى التحتية في 38 بلدة جنوبية، وأن هذا المشروع كان سيُموّل من قروض قديمة جمعتها الحكومة بقيمة 100 مليون دولار".