آخر الأخبار

عامان على طوفان الأقصى... الشرق الأوسط بين حرب مفتوحة وتحولات عميقة

شارك
عامان مرا على السابع من تشرين الأول 2023، اليوم الذي غيّر ملامح الشرق الأوسط وأعاد رسم خريطته السياسية والأمنية. فمنذ العملية التي أطلقتها حركة "حماس" تحت اسم "طوفان الأقصى"، لم تهدأ المنطقة يوماً واحداً، بل دخلت في سلسلة متلاحقة من المواجهات والاغتيالات والتوترات التي امتدت من غزة إلى لبنان ، ومن البحر الأحمر إلى إيران .

بدأ المشهد من غزة، حيث شنّت إسرائيل حرباً مدمّرة استمرت أشهراً طويلة، أودت بحياة عشرات الآلاف ودمّرت البنى التحتية في قطاع غزة، وسط عجز دولي عن فرض هدنة دائمة. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار المؤقت الذي أُعلن في منتصف 2024 بوساطة قطرية ومصرية، فإن القطاع ظلّ يعيش حصاراً خانقاً ودماراً هائلاً جعل إعادة إعماره شبه مستحيلة حتى اليوم.

لكن تداعيات الحرب لم تبقَ داخل حدود فلسطين. فالجبهة اللبنانية اشتعلت سريعاً مع اندلاع معارك متقطعة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي ، تحوّلت تدريجياً إلى حرب مفتوحة بعد اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في صيف 2024، في ضربة وُصفت بأنها الأخطر منذ حرب تموز 2006. شكّل الاغتيال لحظة مفصلية في تاريخ الحزب والمنطقة، إذ أعقبه تصعيد عسكري واسع طال الجنوب والبقاع، قبل أن تتدخّل أطراف دولية وإقليمية لمنع توسّع الحرب.

في موازاة ذلك، شهدت الساحة الإقليمية اشتعالاً غير مسبوق في جبهات أخرى. فالحوثيون في اليمن دخلوا على خط المواجهة عبر هجمات متكررة على السفن في البحر الأحمر، مما أدخل الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة بحرية مباشرة معهم. أما في العراق وسوريا، فقد تعرّضت قواعد أميركية لهجمات متواصلة من فصائل مدعومة من إيران، ما زاد التوتر بين واشنطن وطهران.

وفي مطلع عام 2025، بلغت الأزمة ذروتها عندما شنت إسرائيل سلسلة ضربات داخل الأراضي الإيرانية استهدفت منشآت عسكرية وحيوية، وردّت طهران بهجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة على مدن إسرائيلية عدة، في أول مواجهة مباشرة بين الطرفين. ورغم أن الحرب لم تتطور إلى مواجهة شاملة، الا انها كشفت هشاشة التوازن في المنطقة وخطورة انتقال الصراع من الوكالة إلى المواجهة المباشرة.

في هذه الأثناء، تراجعت مكانة العديد من القوى التقليدية، وتحوّل المشهد العربي إلى ساحة وساطات ومساعٍ للتهدئة. فقد لعبت مصر وقطر دوراً محورياً في محاولات التفاوض. أما الولايات المتحدة، فبدت أكثر انكفاءً، تاركة فراغاً ملأته قوى إقليمية كإيران وتركيا.

اليوم، وبعد مرور عامين على اندلاع "طوفان الأقصى"، يمكن القول إن المنطقة لم تعد كما كانت. فحدود الصراع لم تعد ترسمها الجغرافيا، بل شبكة متشابكة من المصالح والولاءات والانتقامات. من غزة إلى بيروت وطهران، يتّضح أن الشرق الأوسط يعيش مرحلة انتقالية غير محسومة، لا حربها انتهت ولا سلامها تحقق.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا