لا تزال تداعيات واقعة إنارة صخرة الروشة مستمرة، فغداة استقباله رئيس مجلس النواب وقائد الجيش، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام في قصر بعبدا، الأوضاع العامة في البلاد ونتائج اللقاءات التي عقدها في نيويورك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تطرّق البحث إلى الوضع الداخليّ وسبل معالجة ما حصل في منطقة الروشة قبل أيام.
ولم يدلِ الرئيس سلام بأي تصريح لدى مغادرته قصر بعبدا.
وبحسب المصادر فإنّ رئيس الجمهورية اعتبر أن "المسّ بالجيش خط أحمر، ولا يجوز بتاتاً التطاول على موقع رئاسة الحكومة"، واعتبر سلام أن "ما حصل مسّ بهيبة الدولة".
وبحسب المصادر" لم ينته اللقاء بالإيجابية المطلوبة، وإن كان التنسيق سيبقى قائماً في ما يتصل بالعمل الحكومي"،مشيرة إلى أن لا موعد لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع.
وكتبت" النهار": لم يبدّد لقاء الرئيسين أمس في قصر بعبدا تماماً ظلال ما تصاعد من تباين وفتور بينهما، كما أن الجانب "المكمل" لمعالم المشهد المتأزم شهدت فصلها الثاني في ساحة النجمة مع إسقاط نصاب الجلسة التشريعية في يومها الثاني.
ووفق المعلومات نفسها، فإن جلسة المصارحة بين الرئيسين انتهت إلى الاتفاق على التنسيق، ولكنها لم تنتهِ بالإيجابية المطلوبة، بل بقيت ترسبات ما حصل راسخة على جو العلاقة بين الرئاستين. وعلى رغم هذه الأجواء، إلا أن الاتفاق على التنسيق سيبقى قائماً بين عون وسلام، وكذلك التنسيق في ما يختص بالعمل الحكومي.
وكتبت "الاخبار": الصورة الثنائية للرجلين لم تُخفِ عمق خلافهما الذي لا يزال حديث الساعة في الصالونات السياسية، علماً أن كلّ من له صلة بهما يدرك نظرة عون إلى سلام، حتى قبل أن يُفرض الأخير في المعادلة الداخلية، استناداً إلى آراء سابقة سمعها من مقرّبين منه عن شخصية الرجل.ومن هنا يُفهم صراع "الأمر لِمن" الذي انفجر أخيراً على خلفية معركة الروشة، وظهر أنه يتمحور حول من يمتلك الصلاحية الفعلية في إدارة دفّة البلاد.
بحسب معلومات "الأخبار" حمل سلام إلى قصر بعبدا عتباً كبيراً، وعُلم أنّه حتى يوم أمس كان لا يزال يرفض الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء بسبب حرده من "كسر" كلمته وقراره في قضية الروشة. من جهته، وفيما أكّد الرئيس عون أنّ "المسّ بالجيش خط أحمر"، مشيراً إلى أنّ المشكلة كان يمكن تلافيها عبر التشاور، اعتبر سلام أنّ ما حصل "مسّ بهيبة الدولة، وكان عليّ التصرف في ضوء ذلك"، قبل أن يغادر القصر دون التوصّل إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية لحلّ الإشكال.
هذه التطورات تستدعي متابعة دقيقة لمسار يشير إلى أزمة متمادية بين رئيسَي الجمهورية والحكومة، وأبرز مؤشّراتها: أولاً، السقف الذي وضعه عون بأنه "ممنوع على أحد الاقتراب من الجيش أو الأجهزة الأمنية"، وثانياً، تقليده قائد الجيش رودولف هيكل وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر "تقديراً لعطاءاته وللمهام القيادية التي يتولّاها".
والسؤال المطروح يتعلق بالمدى الذي يُمكن أن تصل إليه هذه الأزمة النابعة من تقاطع مصالح بين "القوات
اللبنانية " والرئيس سلام في لحظة اشتباك داخلي، إذ يسعى رئيس الحكومة إلى بناء زعامة سُنّية بديلة عن الحريرية السياسية، وسط اعتقاد بقدرته على تحقيق ذلك من خلال الاشتباك مع
حزب الله ، ما يتيح له العودة إلى رئاسة الحكومة مجدّداً، في حين يسعى قائد "القوات" سمير جعجع إلى تكريس زعامته المسيحية عبر التصادم مع الفريق الشيعي قبيل الانتخابات.
هذا التقاطع أنتج بدوره حياداً بين عون والثنائي حزب الله وحركة أمل، وتجسّد ذلك في موقف رئيس الجمهورية من نيويورك، حيث شدّد على أن "نزع السلاح لا يمكن أن يتم بالقوة"، ثم في لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ومن هنا، يتضح أن الغطاء والاحتضان اللذيْن يحظى بهما سلام من معراب، لا ينبعان من حرص على صلاحياته أو موقعه في السلطة التنفيذية، بل هما انعكاس طبيعي لموقف "القوات" من حزب الله ومن الرئيس عون نفسه، إذ يجد جعجع في هذه المرحلة فرصة للتصويب على العهد وعزل رئيس الجمهورية، مستخدماً سلام أداةً لذلك، بعدما اضطر سابقاً إلى انتخاب عون...
وكتبت "الديار": جاء اللقاء بين الرئيسين عون وسلام كخطوة بالغة الدلالة، فهو من جهة، أتى في توقيت حساس لامتصاص ارتدادات الحادثة، ومن جهة ثانية، عكس حاجة المؤسستين، التنفيذية والعسكرية، إلى تأكيد وحدة الموقف في مواجهة التحديات، فالجيش هو الضامن الأول للأمن، فيما الحكومة هي المرجعية السياسية والدستورية، وأي تصدّع في العلاقة بينهما قد يفسر كإشارة ضعف أو تفكك داخلي، على ما تقول مصادر مواكبة للاتصالات الجارية.
وإلى جانب هذا البعد المباشر، اكتسب اللقاء بعدًا استراتيجيًا إضافيًا، إذ جمع شخصيتين لطالما ارتبط اسماهما بحسابات الاستحقاقات الكبرى في
لبنان ، على مستوى التوازنات السياسية المقبلة، من هنا، تحوّل اجتماع بعبدا من مجرد إجراء بروتوكولي إلى حدث سياسي مفتوح على تفسيرات وتأويلات تتصل بمستقبل العلاقة بين الرجلين، وبكيفية إدارة المرحلة المقبلة في ظل انسداد الأفق السياسي والاقتصادي الذي يرزح تحته لبنان.
لقاء رئاسي، وصفته مصادر متابعة، بانه كان عبارة عن "جلسة مكاشفة ومصارحة" على خلفية "فعالية الروشة" وتداعياتها، حيث عرض كل من الرئيسين وجهة نظره، مصرا عليها، لجهة تصرف الجيش والاجهزة الامنية، وما رافق الاحداث من تطاول على رئاسة الحكومة، ومس بهيبة الدولة، مشيرة الى ان عون اطلع سلام على نتائج زيارته إلى نيويورك، وانعكاسها على الوضع في لبنان، لا سيما من الناحية العسكرية، إن من حيث دعم الجيش اللبناني أو تطبيق وقف إطلاق النار، على خلفية اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في حضور الموفدين
الأميركيين توماس برّاك ومورغان أورتاغوس، ورسائل الدعم الأميركية التي أفضى إليها الاجتماع.
كما تطرّق اللقاء، وفقا للمصادر، إلى ما جرى في ساحة النجمة، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وسط تشدد من الطرفين على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، خاتمة، بان "الاجتماع انتهى الى اتفاق على استمرار التنسيق والتعاون، تحديدا في ما يخص العمل الحكومي، ملمحة الى ان ترسبات ما حصل بقيت مسيطرة على جو العلاقة بين الرئاستين".
وختمت المصادر، بانه بعد لقاء بعبدا، يمكن القول إن العلاقة بين عون وسلام دخلت مرحلة اختبار حقيقي، فإما أن تتحول إلى شِرْكة عملية تعزز الاستقرار وتفتح الباب أمام تفاهمات سياسية أبعد، وإما أن تبقى في إطار بروتوكولي ظرفي لا يُغيّر في طبيعة الأزمات البنيوية التي يعيشها لبنان، الا ان المؤكد أنّ اللقاء وضع الرجلين في موقع محوري، وأرسى معادلة جديدة تجعل أي تطور أمني أو سياسي مقبل، مرهوناً بدرجة التنسيق بينهما.
وذكرت "نداء الوطن" أن لقاء عون وسلام أمس، تمثل بالصراحة والمصارحة، فقد تناول في بدايته زيارة نيويورك من ثم انتقل البحث إلى قصة الروشة، وفي هذا الإطار أعاد عون التأكيد أن أي خطأ يرتكب من الأجهزة يعالج وفق الآليات الموضوعة ولا يمكن الهجوم على الأجهزة التي تعاني أوضاعًا قاسية في هذا الظرف الدقيق، بدوره أكد سلام أن التمسك بالقانون أساس في حفظ النظام ومنع التجاوزات والإخلال بالأمن. وعلم أن الارتياح ساد من الجانبين لأنه قام على الصراحة والكلام المباشر وحصل نوع من "غسيل قلوب" من دون قفازات المواربات. وتم الاتفاق على استمرار التنسيق والتواصل لتفويت الفرص على المستفيدين من زرع الشقاق بين الرئاستين الأولى والثالثة واستكمال المشوار رغم المطبات لأن هناك مواضيع مهمة واستحقاقات تنتظرنا. وتم الاتفاق على التروي بعقد جلسة للحكومة لمزيد من البحث في ملفات عدة سيعلن عنها قريبًا.
وكتبت "اللواء": بقيت الاوساط السياسية تنتظر خطوة عملية تتصل بهذه الاتصالات وتقضي بدعوة
مجلس الوزراء لعقد جلسة كانت متوقعة امس، لكن ارتوئِي تأخيرها، ريثما يتضح مسار التحقيقات الجارية في حادث انتهاك تفاهم الروشة المعروف، واتخاذ ما يلزم من اجراءات ادارية وقانونية وعقوبات بحق المخالفين.
أوضحت مصادر مطلعة ان اللقاء بين الرئيسين عون وسلام ساهم في تطرية الأجواء بينهما لاسيما انهما تبادلا وجهات النظر حيال ما جرى بالنسبة الى احتفالية الروشة.
وأفادت المصادر ان رئيس الجمهورية بعدما استمع الى موقف الرئيس سلام اكد ان دور الجيش وقوى الأمن يقوم على حفظ الأمن والسلم الأهلي وليس مواجهة المشاركين في هذه الإحتفالية، ولا يجوز تحميل هذه الأجهزة مسؤولية امور ليست من صلب مسؤوليتهم، مشيراً الى ان الأوضاع تتطلب التعاطي معها بعقلانية وواقعية، اما من خالف في موضوع الرخصة فإن التحقيق يُظهر ذلك ولا يجوز انتقاد الجيش. وعلم ان الرئيس سلام أبدى تفهُّماً لوجهة نظر الرئيس عون.
وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية اطلعه على مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ونتائج محادثاته مع المسؤولين الذين التقاهم ولاسيما مع وزير خارجية
الولايات المتحدة الأميركية والامين العام للأمم المتحدة والانطباع الذي خرجت به الزيارة اذ حققت نتائج ايجابية.
ولفتت الى ان الجو الأميركي هو جو داعم للبنان لاسيما الى الجيش والمؤسسات ومعلوم ان المواقف الأميركية واضحة وقد حصل تفهُّم للوضع اللبناني والطرح الرئاسي.
وأكدت ان هذه الزيارة تستدعي متابعة وفي الوقت نفسه كان تأكيد رسمي على أهمية إستكمال انسحاب الاحتلال
الإسرائيلي كي يستكمل الجيش انتشاره مع
العلم ان خطة الجيش بدأت في الجنوب وأي وجود للأسلحة تتم مصادرتها.
وقالت مصادر الرئيس سلام ان الاجتماع كان هادئاًً لكن بقي كل رئيس على موقفه، حيث اصر سلام على محاسبة وتوقيف كل المخالفين والمسؤولين عما جرى بالتساوي واحالتهم الى القضاء، بينما اصر رئيس الجمهورية على تحييد الجيش وعدم تحميله المسؤولية.
وكتبت "الانباء الكويتية": يمكن القول بأنه تم استيعاب الأزمة السياسية التي بلغت حدتها، من دون معالجة أسباب حصولها، مع ملاحظة تباين واضح في النظرة إلى الأمور وطريقة مقاربتها بين الرئيسين عون وسلام. وبدا أن رئيس الجمهورية قد وضع ثوابت أعلن عنها في خطاب قسمه أمام المجلس النيابي بعد انتخابه في 9 يناير الماضي، قوامها عدم تعطيل قطار الدولة ومسيرة الحكم، والتأكيد على المضي في إتمام الاستحقاقات في مواعيدها، وقد استهل ذلك بالانتخابات البلدية في مايو الماضي، ويستعد لإجراء الانتخابات النيابية في مايو 2026، مبتعدا عن الدخول طرفا فيها، ومبديا الحرص على تأمين فرص متساوية للجميع للمشاركة بها ترشيحا واقتراعا.
وكان رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام اعلنا عن ترحيبهما بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، في وقت شنّ "حزب الله" حملة إعلامية على هذه الخطة. وأجرى رئيس الجمهورية محادثات مع القائم بالأعمال الأميركي Keith Hanigan تناولت التطورات الأخيرة ومبادرة الرئيس ترامب بشأن غزة.
وفي هذا السياق، جدد القائم بالأعمال الأميركي دعم بلاده للبنان عمومًا وللجيش اللبناني خصوصًا.
وتسلّم الرئيس عون رسالة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نقلها إليه السفير القطري في بيروت الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، أعرب فيها عن تقديره " للدور الوطني الذي يضطلع به الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار". وقال "نؤكد لكم أننا نولي أهمية خاصة لدعم الجيش".
وذكرت مصادر مطلعة أنه إذا وافقت حركة "حماس" على خطة ترامب سيبدأ التركيز على لبنان. وإذا لم توافق، فهناك ضوء أخضر أميركي لمزيد من العنف مع الفلسطينيين بانتظار ما سيحصل في لبنان. وكشفت أن المعطيات الغربية تفيد بأن لبنان لم يعد يُتكل عليه للقيام بالخطوات المطلوبة