آخر الأخبار

عون يعالج تداعيات احتفالية الروشة ويمنح قائد الجيش وساما وسلام في بعبدا اليوم بعد بري

شارك
تتواصل المساعي الرسمية على خط معالجة قضيّة "إضاءة صخرة الروشة" فيما حطّت الملفات الخلافية دفعة واحدة في ساحة النجمة التي شهدت جلسة نيابية تشريعية برئاسة رئيس المجلس نبيه بري ، لكنها تحولت سريعاً الى "جلسة سياسية"طغى عليها من خارج جدول الأعمال موضوع قانون الانتخاب واقتراع المغتربين. وعلم ان الرئيس عون سيستقبل اليوم في قصر بعبدا الرئيس نواف سلام لبحث كل ما جرى وللتأكيد على وحدة السلطة وتضامنها والاستمرار بمشروع بناء الدولة.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري زار قصر بعبدا امس بعد الجلسة التشريعية، حيث التقى رئيس الجمهورية واكتفى على الاثر بالقول: "‏اللقاء مع فخامة الرئيس كان كالعادة ممتازاً، عرضنا مواضيع الساعة وأطلعني على نتائج اللقاءات التي عقدها في نيويورك، ووضعناه في جو ما حصل في بيروت قبل أيام".

وكتبت" النهار": المشهد المشدود والمأزوم لم تحجبه وقائع الجلسة النيابية الصاخبة، ولو أنه ظل مغلفاً بوجه مكتوم صامت ولكن معبر للغاية ومثير للخشية على وحدة الحكم في ظل اشتداد الحاجة إلى تمتينها تحديداً بين رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. ذلك أنه على رغم رصد الأوساط السياسية للقاء بين الرئيسين أمس أو في الساعات المقبلة، لم يسجل انعقاد هذا اللقاء ولا أعلن عن أي اتصال بين بعبدا والسرايا. ولعل الأمر الذي عزز الانطباعات عن تنامي أزمة صامتة تمثّلَ في كلام لرئيس الجمهورية دافع فيه بقوة عن الجيش والأجهزة الأمنية وتزامن مع استقباله لقائد الجيش وتقليده وساماً رفيعاً، وأوحى كل ذلك بأنه بمثابة رد ضمني على الموقف المنتقد للجيش والأجهزة الأمنية في واقعة الروشة والذي لم يكن الرئيس سلام بعيداً عنه. ومع ذلك، فإن ثمة معطيات تتحدث عن لقاء وشيك سيجمع الرئيسين ويضع حداً لتداعيات الأزمة داخل الحكم لأنهما يدركان خطورة عدم تدارك الأمر بسرعة والانصراف مجدداً إلى التصدي للأولويات الضاغطة على كل الصعد، علماً أن ثمة ترقباً لأول تقرير يفترض أن تقدمه قيادة الجيش إلى مجلس الوزراء بعد الخامس من تشرين الأول المقبل حول ما أنجزه الجيش خلال الشهر الاول منذ جلسة الخامس من أيلول في تنفيذ خطته التدريجية لتنفيذ قرار حصرية السلاح.
وكتبت" اللواء": ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان لقاء الرئيسين عون و بري تناول عدة قضايا أبرزها تجمُّع الروشة وما اعقبه من مواقف وقراءات لاسيما ما يمكن إدراجه في اطار اختلاف وجهات النظر بين المسؤولين.

وقالت المصادر ان الرئيس بري اطلع من رئيس الجمهورية على أجواء مشاركته في اجتماعات نيويورك وهنأه على كلمته.
وينتظر ان يزور رئيس الحكومة القصر الجمهوري ما يمكن اعتباره اشارة في كسر الجليد والتأكيد على ان ما من خلاف بينهما بعد موضوع الروشة.وفي هذا اللقاء، يتفق الرئيسان عون وسلام على عقد جلسة حكومية.
الى ذلك بدت لافتة خطوة الرئيس عون في منح قائد الجيش العماد رودولف هيكل وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر تقديرا لجهوده ما يعزز التأكيد على سير قيادة الجيش بتوجهات رئيس الجمهورية.
وحسب ما نقل فإن تقليد قائد الجيش الوسام هو تقليد ثابت، وكان مقرراً قبل سفر الرئيس الى نيويورك.
وكشف وزير الداخلية احمد الحجار لـ «اللواء»: انه طلب من محافظ بيروت اجراء تحقيق اداري مع جمعية «رسالات» التي قدمت طلب التجمع حول مخالفة التعهد الذي تقدمت به وقرار المحافظ ورئيس الحكومة. وسيرفع المحافظ تقريره بنتائج التحقيق الى وزير الداخلية وبناءً عليه يتخذ القرار.
اضاف: التحقيق الاداري يسير بالتوازي مع التحقيق العدلي الذي تقوم به فصيلة الروشة في قوى الامن الداخلي بأشراف مدعي عام التمييز، لذلك فالقضية تأخذ مجراها العدلي والاداري وننتظر نتائج التحقيقات.
وعن رأيه في مسار الامور عموما في البلاد بعد الخلافات والتوترات الحاصلة قال الحجار: نحن نعمل وبهدوء على ان تسير نحو الافضل.

وكتبت" الديار":خرج رئيس الجمهورية جوزاف عون عن صمته، وانحاز على نحو واضح لا يقبل اي التباس للمؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية، رافعا «البطاقة الحمراء» بوجه كل من حاول استهدافها، راسما «خطا احمر» تحتها ممنوع تجاوزه من قبل اي احد، معلنا دعمه لما اتخذته من اجراءات خلال اقامة فعالية الروشة الاخيرة ، باعتبار انها حمت السلم الاهلي ولم تسمح بان يحصل «ضربة كف»، معتبرا ان مهامها يقتصر على ذلك وليس اي شيء آخر.
وهذه «الرسالة» اعتبرتها مصادر سياسية بارزة ردا مباشرا على شكوك رئيس الحكومة نواف سلام، الذي كان يعتقد ان موقف قيادة الجيِش ووزير الدفاع كان منسقا مع الرئيس، الذي كان نشطا على خط الاتصالات من نيويورك، فجاء موقف عون العلني ليشير بوضوح الى انه لا يقبل المساومة في مسألتين اساسيتين: هيبة الجيش والسلم الاهلي، وقد تعامل معهما سلام بتهور، من تحويل مسألة ادارية الى «كباش» سياسي، كاد يتحول الى صدام في الشارع لولا وعي القيادة العسكرية.
وفيما كان رئيس الحكومة ينتظر دعما من الرئيس، او اقله موقفا محايدا، فالرد جاء على نحو «فج»، بحسب بعض المحيطين بسلام، الذين اعتبروا بان الرئيس عون لم يراع ابدا رئيس الحكومة الذي يشعر اليوم انه وحيد، وتقصد منح قائد الجيش وساما رفيعا بالامس، وخرج بتصريحاته العلنية على وقع زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى بعبدا، التي وصفها «بالممتازة» كالعادة.
وتوقعت تلك الاوساط، ان تترك تلك المواقف ندوبا على العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة، حيث تكبر الخلافات حول كيفية مقاربة الكثير من الملفات.
وفي هذا السياق، يبدو واضحا ان رئيس الجمهورية لا يريد ان يدفع العهد ثمنا سياسيا لا «ناقة له فيه ولا جمل»، بعد ان تفرد رئيس الحكومة بالذهاب الى معركة لم تكن ضرورية، وهو تقصد في المراحل الاولى ابعاد موقع الرئاسة عن صخب الاحداث، لكنه اضطر الى الخروج بمواقف علنية صارمة، بعد ان حاول سلام تحميل الاجهزة الامنية وزر «دعسة ناقصة» ارتكبها في السياسة، وبعد ان خرجت وسائل اعلامية وبعض السياسيين لتهشيم صورة المؤسسة العسكرية، ما اعتبره سياسة انتحارية ستؤدي الى الفوضى في البلاد.
ووفق مصادر مطلعة، لم يكن سلام مرتاحا بالامس لمواقف الرئيس، واعتبره منحازا على نحو كامل للطرف الآخر، حيث لم يسمع منه اي جملة تنتقد ما يعتبره رئيس الحكومة تقصد حزب الله كسر هيبة الدولة ورئاسة الحكومة. اما التركيز على دعم الاجهزة الامنية فقد اظهر رئيس الحكومة في موقع معاد لها، وهو «رسالة» خطيرة سيتم تأويلها على نحو سيء، خصوصا ان رئيس الحكومة كان يعول على وقوف رئيس الجمهورية إلى جانبه، في الدعوة إلى توجيه «تنبيه» إلى قادة الأجهزة والقوى الأمنية والعسكرية، لعدم منعهم إضاءة الصخرة. لكن ما حصل هو العكس.

وذكرت " نداء الوطن": بعد عودته من نيويورك باشر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استيعاب الهزة التي سببتها واقعة صخرة الروشة، وفي هذا الإطار كثف اللقاءات والاتصالات من أجل رأب الصدع وعدم تطور الأمور وإعادة الهيبة إلى الدولة، وأعطى جرعة دعم للجيش والأجهزة الأمنية حيث أكد أنهم خط أحمر في كلام يؤكد التمسك بمنطق الدولة والمؤسسات إذ لا بديل عن الشرعية التي ستبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لأنه حان زمن الدولة.

ومن جهة ثانية التقى الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري لتطويق ذيول ما حصل على الروشة، وكان اللقاء إيجابيًا حيث كانت المواقف متطابقة، وأكد بري أنه لا يريد مشاكل على الأرض وتوتير الأجواء، وتم الاتفاق على متابعة الأوضاع عن كثب. وعلم أن الرئيس عون سيعمل على منع أي انزلاق إلى مواجهة داخلية وسيركز أيضًا على متابعة مؤتمر دعم الجيش الذي سيعقد في الرياض، كذلك سينصب التركيز على مسألة الجنوب وكل ما يتبعها من تحديات كبيرة.
قائد الجيش
ردَّت مصادر مطلعة عبر "نداء الوطن" على ما قاله عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل اللّه عن أن اتفاقًا حصل بين الرئيس جوزاف عون و"الثنائي" الشيعي قبيل انتخابه رئيسًا في مجلس النواب، فأوضحت أن كلام فضل اللّه غير صحيح وهو لذرّ الرماد في العيون، وأن عون لم يتفق مع "الثنائي" على أيّ شيء، والدليل ما قاله بعد نصف ساعة في خطاب القسم وتحديدًا حصرية السلاح بيد الجيش، وهو لم يعدّل حرفًا واحدًا على خطاب القسم الذي حمله معه بعدما تعب على كتابته وقصد كلّ كلمة فيه، ولن يُنهي عهده قبل تحقيق كلّ كلمة قالها.
أما سبب عدم إصدار بيان من الرئاسة يكذب فضل اللّه، فأشارت المصادر إلى أن الرئيس لا يردّ على مواقف من هنا وهناك، وأن فضل اللّه لم يكن أصلًا في الاجتماع الذي عقد بين ممثلي "الثنائي" الشيعي والرئيس عون. وبالتالي، فإن الرئاسة غير معنيّة بما يقوله فضل اللّه لا من قريب ولا من بعيد

وكان الرئيس عون استقبل قائد الجيش رودولف هيكل "واطلع منه على الأوضاع الأمنية وقلّده وسام الأرز من رتبة الوشاح الأكبر تقديرا لعطاءاته الوطنية ومهامه القيادية". وكان عون اعتبر أمام زواره "أن لبنان يمر في مرحلة دقيقة تتطلب مقاربات مسؤولة وواقعية للمشاكل التي تعترضه بعيداً عن المزايدات والحسابات الانتخابية لأن مصلحة البلاد العليا تسمو على أي مصالح أخرى". وقال: "إن السلم الأهلي يبقى أسمى من أي اعتبارات، ومن واجبات الجيش والقوى الأمنية المحافظة عليه وهم يقومون بواجباتهم كاملة تحقيقاً لهذا الهدف الذي بات خطاً أحمر، لأنه لولا سهر الجيش والقوى الأمنية على أمن المواطنين وسلامتهم وحماية المجتمع اللبناني بكل مكوناته لما استعاد لبنان أمانه واستقراره، ولما كنا اليوم معاً ولا كان لبنان موجوداً. الجيش والقوى الأمنية يعملون بتنسيق كامل وتعاون مطلق، ويكافحون الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والمهمات الأمنية الموكلة إليهم بالتزام ومسؤولية. من هنا ليس من المقبول أن يصوّب أحد على الجيش والقوى الأمنية لأنهم خط احمر".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا