آخر الأخبار

إدمان الإنترنت.. الضحايا أسرى الشبكة العنكبوتية

شارك
في عصر تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا، أضحى الهاتف الذكي ووسائل الاتصال الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية. نستخدم الإنترنت في العمل، والدراسة والتواصل، وحتى كوسيلة للهروب من ضغوط الواقع.
لكن، هل توقّفنا يومًا لنتساءل: هل تجاوز هذا الاستخدام الحدّ الطبيعي؟ وهل تحوّل إلى نوع من الإدمان؟
والأهم من ذلك، هل من الممكن أن يكون هذا الإدمان أخطر من تعاطي المخدّرات، نظراً لانتشاره الهادئ وعدم وعي المجتمع لخطورته؟
في هذا السياق تقول الطبيبة النفسية ملاك حمندي: "نعم، يُصنَّف الإدمان على الإنترنت ضمن الاضطرابات السلوكية، وتُطبَّق عليه نفس معايير الإدمان النفسي، مثل الرغبة القهرية، وفقدان السيطرة، والاستمرار في السلوك رغم العواقب السلبية".
وأكدت حمندي: "الفرق الجوهري أن الإدمان على الإنترنت لا يُواجه بالرفض الاجتماعي كما هو حال المخدّرات، بل يُنظر إليه غالباً على أنه أمر عادي. وهذا ما يجعله أكثر خطورة، لأنه يتسلل تدريجيًا إلى الحياة دون أن يلاحظه أحد".
وعن أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها، أشارت الى "أن العزلة، الانفعال عند الانقطاع عن الإنترنت، إهمال الدراسة أو العمل، اضطرابات النوم، تراجع العلاقات الاجتماعية، والتعلّق المفرط بالجهاز الإلكتروني".
وأفادت "بأن من ناحية التأثير النفسي والاجتماعي الطويل الأمد، يمكن أن يكون أخطر من إدمان المخدرات. فالشخص المدمن لا يرى في سلوكه خطرًا، ولا يلجأ غالبًا للعلاج، ما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل الاكتئاب والقلق والانهيار النفسي".
قد لا يُخلّف الإدمان على الإنترنت أضرارًا جسدية فورية، كما هو الحال مع المواد المخدّرة، لكنه يفتك تدريجيًا بالحياة النفسية والاجتماعية للفرد. والخطر الأكبر يكمن في عدم إدراك المجتمع لجدّيته.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ما زلنا نُحسن استخدام الإنترنت؟ أم أصبح هو من يُحكم السيطرة علينا.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا