آخر الأخبار

ماغرو: التعليم يُعدّ أحد أهم مجالات تدخل فرنسا في لبنان

شارك
احتفل المركز الفرنسي بإطلاق المرحلة الثانية من برنامج التدريب الاداري للمدارس المسيحية في لبنان ، الذي يهدف إلى تعزيز مهارات الإداريين التربويين في 158 مدرسة، بدعوة من السفارة الفرنسية ومنظمة "عمل الشرق"، بالتعاون مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.

وشارك في الاحتفال السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، رئيس منظمة عمل الشرق المونسنيور هوغ دو فويلمون، الرئيس السابق لمنظمة عمل الشرق المونسنيور باسكال غولنيش، ألامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر وعدد كبير من مديري المدارس المسيحية ورجال الدين وشخصيات ديبلوماسية.

ماغرو

وتحدث السفير ماغرو، فقال: "قبل عام فقط، اجتمعنا هنا للإعلان عن إطلاق مبادرة مشتركة جديدة مع مؤسسة "عمل الشرق" والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية. وبعد أيام قليلة شهد لبنان حربا وحشية ورهيبة زعزعت استقرار النظام التعليمي الذي أضعفته سنوات من الأزمة الاقتصادية والصحية. ومع ذلك، صمدت مدارس لبنان وصمدتم أنتم. وبإصراركم الاستثنائي أعدتم تنظيم أنفسكم وعملتم بلا كلل للحفاظ على استمرارية التعليم لطلابكم"، مشيدا بجهودهم الدؤوبة وعزيمتهم "خلال الأشهر القليلة الماضية".

أضاف: "لقد اطلقنا قبل عام واحد فقط، مبادرة مشتركة جديدة تهدف إلى تعزيز المهارات الإدارية والاستراتيجية لمديري المدارس المسيحية، بهدف دعمهم في التحول المستدام للنماذج الاقتصادية لمدارسهم، وتشجيعهم على الانتقال التدريجي من الاعتماد على المساعدات الطارئة. وقد أنجز هذا المشروع بفضل مشغلنا وشريكنا، "يورومينا" للاستشارات، وبعد عشرة أشهر من التنفيذ، لا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا على النتائج المحققة، لا سيما في ظل فترة من عدم الاستقرار الشديد في لبنان. ولكننا اتفقنا أيضا على أن هذا المشروع يستحق مرحلة ثانية، لتعزيز دعمنا لكل مدرسة في تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بها. ولذلك، نفخر بقدرتنا على إطلاق هذه المرحلة الثانية اليوم".

ورأى أن "التعليم يعد أحد أهم مجالات تدخل فرنسا في لبنان، إيمانا منا بأن رأس مال البلاد هو رأس المال البشري والقدرة على تنشئة عقول حرة وناقدة ومتعددة اللغات، قادرة على ممارسة حقوقها ومسؤولياتها كمواطنين".

ولفت الى ان "نهج فرنسا الفريد يتمثل في تفضيل نهج شامل يتجاوز مجرد المساعدة المالية. لذلك، اخترنا، من خلال أدواتنا المختلفة، التدخل في القطاع العام والخاص، في التعليم العام والتقني وفي التعليم الأساسي وفي الجامعات. وندعم في الوقت نفسه وزارة التربية والتعليم اللبنانية في إجراء إصلاحات هيكلية رئيسية، مثل مراجعة المناهج ونظام تدريب المعلمين".

واوضح ان "شبكة المدارس المسيحية تحتل مكانة فريدة بين شركائنا. فهناك طبعا التاريخ الذي يجمع فرنسا ومسيحيي الشرق منذ القرن السادس عشر. ولكن أيضا لأن مؤسساتكم، وإن كانت خاصة، تؤدي في الواقع مهمة أساسية للخدمة العامة، وهي استقبال جميع الأطفال، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو معتقداتهم. مدارسكم نماذج لتعلم العيش معا والتسامح والاندماج. كما أنها منطلق فرنكوفونية ديناميكية، غنية بتأثيراتها المتعددة ومتجذرة بقوة في التعدد اللغوي الذي يميز لبنان".

واعلن انه "تلبية لحاجاتكم الأكثر إلحاحا، قررت فرنسا ومؤسسة "عمل الشرق" في إطار شراكة غير مسبوقة، إنشاء صندوق مدارس الشرق (FEO) عام 2020، وفي غضون ست سنوات، خصص أكثر من 12 مليون يورو لدعم المدارس. ولا يقتصر الصندوق على الإغاثة الطارئة ودعم المدارس، بل يدعم أيضا التحول المستدام لمؤسساتكم، على سبيل المثال، من خلال تركيب ألواح الطاقة الشمسية في ما يقرب من 100 مدرسة لتعزيز استقلاليتها في مجال الطاقة والموارد المالية. كما يدعم الجامعات المسيحية بمبلغ مليوني يورو على مدى السنوات الأربع الماضية لضمان استمرارية التعليم. وفي الشهر المقبل، سنطلق مشروعا تجريبيا في جنوب لبنان، من خلال تعبئة فريق متنقل من علماء النفس ومعالجي النطق والعاملين الاجتماعيين الذين سيعملون في المدارس الأكثر تضررا من النزاع".

وشكر ماغرو "المطران غولنيش الذي عمل على مدى عشر سنوات على رأس عمل الشرق بلا كلل لدعم مسيحيي الشرق في ظل ظروف صعبة للغاية وللحفاظ على تراثهم"، وقال: "لقد نجحتم بلا شك في الجمع بين القرب والرؤية الثاقبة، وعملتم بلا كلل في الميدان للقاء العائلات والقيادات الدينية وتركتم إرثا راسخا وثمينا. وأتطلع إلى مواصلة تعاوننا الوثيق مع خليفتكم المونسنيور دي فويلمون".

دو فويلمون

وتحدث المدير العام الجديد لمؤسسة عمل الشرق المونسنيور هوغ دو فويلمون، فقال: "سنحتفل في العام المقبل، بالذكرى السنوية ال 170 لتأسيس "عمل الشرق"، ولم أنس أن كل شيء بدأ هنا في لبنان، لدعم المدارس والطلاب وأولياء أمورهم. فلنتقدم بالشكر الجزيل لالتزامكم. وأتقدم بالشكر للحكومة الفرنسية، ممثلة بسفيرها السيد هيرفي ماغرو، ولصندوق "مدارس الشرق" الممول من قبل منظمتنا" ووزارة الخارجية الفرنسية".

أضاف: "نجتمع في لحظة فارقة للبنان والمنطقة بأسرها. كان المحن التي عانى منها بلدكم - من حرب وقصف وتهجير قسري - تأثيرا بالغا على مدارسكم وفرقكم التعليمية، وقبل كل شيء، على طلابكم. تضررت بعض مدارسكم، واضطر العديد منها إلى إعادة تنظيمها بشكل عاجل. وأريد ان أعرب عن إعجابنا بشجاعتكم وامتناننا لتفانيكم في مهمتكم. في ظل هذا العنف وانعدام اليقين، لا تزال مدارسكم ملاذا للسلام، ومنصات للحوار، ومساحات حيث لا يزال بإمكان الشباب اللبناني أن يستمدوا الأمل ويبنوا حياتهم".

وشكر دو فويلمون "مركز الأزمات والدعم التابع لوزارة الخارجية الفرنسية الممثل هنا بالسيدة ماريون داهون، بفضل التزامه، قدم الدعم لأكثر من 12,000 طالب نازح وتلقت 42 مدرسة ضمن شبكتكم مساعدات هي في أمس الحاجة إليها. وفي السياق نفسه، أطلقنا، بالتعاون مع السفارة الفرنسية وصندوق مدارس الشرق، برنامجا للدعم النفسي والصحة النفسية في عشر مدارس في جنوب لبنان، وهذه علامة ملموسة على التضامن واستجابة لمعاناة غالبا ما تكون صامتة. لكننا نعلم أيضا أن الحرب لم تفاقم سوى أزمة طويلة الأمد، فمنذ عام 2019، أضعف الانهيار الاقتصادي مدارسكم. إن مشكلة رواتب المعلمين، التي انخفضت بشكل كبير، تجبر الآن إدارات المدارس على زيادة الاقساط. نحن نتفهم مدى صعوبة هذا الوضع: فمن جهة، يكافح المعلمون لكسب عيش كريم من مهنتهم؛ ومن جهة أخرى، تعاني الأسر، ذات الدخل المحدود غالبا، من عجزها عن تحمل تكاليف تعليم أبنائها".

واكد ان "هذا هو التحدي الذي تواجهونه: الحفاظ على التوازن بين العدالة الاجتماعية، والاستدامة المالية، وجودة التعليم. نود أن نشجعكم على البقاء أوفياء لروح مدارسكم: مرحبين بالجميع، بغض النظر عن ديانتهم أو خلفياتهم الاجتماعية. لطالما مكنت مدارسكم الأطفال من ذوي الخلفيات الفقيرة من الاستفادة من تعليم متين، ومنفتح، وعميق في إنسانيتهم وروحهم. يجب ألا نضيع هذه الرسالة الاجتماعية، حتى لو كلفتنا جهود إضافية".

وتابع: "أود أن أتناول القضية الحاسمة المتعلقة بالمدارس شبه المجانية للتي يقارب عددها نحو 90 مدرسة في لبنان، وبقاؤها مهدد بشكل مباشر بسبب عدم التزام الدولة بالايفاء بتعهداتها للدعم، ومع ذلك، تقدم هذه المدارس خدمة عامة أساسية، تفيد الفئات الأكثر ضعفا. وسيكون اختفاؤها كارثة على عشرات الآلاف من الطلاب، وعلى عائلاتهم، بل على النسيج التعليمي المسيحي بأكمله في البلاد. ولقد وثقنا مع جمعية "عمل الشرق"، هذا الوضع في تقرير مفصل، أعد بالتعاون مع الامانة العامة التعليم للمدارس الكاثوليكية، وسينشر هذا التقرير بمناسبة اليوم العالمي للفقراء، في 17 نشرين الثاني المقبل".

نصر

وتحدث ألامين العام للمدارس الكاثوليكية، عن "المرحلة الثانية من مشروع التدريب التنفيذي للمدارس المسيحية"، وسلط الضوء على بعض النقاط الرئيسية في هذا المشروع، وقال: "بالنيابة عن الجمعيات 54 المشاركة والمدارس الكاثوليكية المستفيدة البالغ عددها 206 مدرسة، أشيد بمبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون، التي أدت إلى إنشاء صندوق مدارس الشرق. وأعرب عن امتناني للجمهورية الفرنسية و"عمل الشرق" على التزامهما المتواصل ومساهمتهما القيمة في تمويل هذا الصندوق. لقد مكن هذا الدعم العديد من مؤسساتنا من تجاوز أزمات متعددة وعميقة، مع تعزيز جودة مبادراتها التعليمية والاقتصادية ومواردها البشرية. كما لعب دورا حاسما في ضمان استدامة النموذج التعليمي الذي يمثل قوة مدارسنا وتميزها".

أضاف: "في حزيران 2024، أفضت مبادرة مشتركة بين وزارة أوروبا والشؤون الخارجية ومؤسسة "عمل الشرق"، بدعم من الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان إلى إطلاق مشروع هيكلي يتمحور حول أربع أولويات استراتيجية: تحسين التنظيم وتطوير جمع التبرعات، بناء نموذج اقتصادي مستدام وإدارة مالية دقيقة، كفاية الطاقة والانتقال إلى عمليات صديقة للبيئة ودعم الصحة النفسية في المدارس بالشراكة مع منظمة "إمبريس" غير الحكومية".

وتابع: "بفضل احترافية فريق "يورومينا"، نفذت هذه المرحلة الأولى بنجاح على مدار العام الماضي. ويظهر التقويم الذي أجري نتائج ملفتة: تحقيق الأهداف، وتعزيز ملموس لمهارات الفرق التعليمية وتحسين كبير في سمعة المدارس في بيئتها المحلية. ويمثل إطلاق هذه المرحلة الثانية إنجازا هاما. وتهدف هذه المرحلة إلى تقديم دعم مركز وتدريب مخصص ل 158 مدرسة، تمثل 48 جمعية دينية، لمساعدتها على التنفيذ العملي لخطط عملها، على طول المحاور الأربعة المذكورة آنفا. يعد هذا إنجازا أساسيا في نهج الجودة وديناميكية التحسين المستمر".

وقال: "اسمحوا لي أن أذكر جميع المؤسسات المعنية بأن التغيير المستدام يعتمد في المقام الأول على التزام داخلي قوي. فالدعم الخارجي، مهما كان قيما، لا يمكن أن يحقق آثارا طويلة المدى دون التزام حقيقي، وقرارات ملموسة، ومشاركة فعالة من الفرق التعليمية نفسها. تتطلب هذه العملية الاجتهاد والدقة . ولا يمكن بناء النجاح الجماعي إلا من خلال المشاركة. ومن هذا المنطلق، أجدد اقتراحي بإنشاء مكتب رقابي، ضمن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، يعنى بضمان استمرارية الجهود المبذولة على المستويات التربوية والاقتصادية والإنسانية. ومن شأن هذا المكتب أن يرسخ إنجازات هذا المشروع ويضمن استدامتها. وقد قدمت بالفعل مذكرة بهذا الشأن".

وأعرب الاب نصر عن "عميق امتناني للمونسنيور باسكال غولنيش الذي أنهى للتو ولايته على رأس "عمل الشرق"، إن التزامه الراسخ ودعمه المستمر لمدارسنا يستحقان منا خالص امتناننا، كما أقدم تهاني وأطيب تمنياتي بالنجاح للأب هوغ دو فويلمون المدير الجديد لـ"عمل الشرق". وقد أثمر هذا التعاون الثلاثي بين الحكومة الفرنسية، و"عمل الشرق"، وشبكة المدارس الكاثوليكية في لبنان، والمدارس الارثوذكسية ثمارا ملموسة ودائمة. ونأمل أن يستمر هذا المشروع ويتعزز في الأعوام القادمة، لصالح التعليم في لبنان ولزيادة انتشار الفرنكوفونية".

هذا ووزعت نبذة عن المشروع الذي "سيمتد حتى ايار 2026، وهو يمثل المرحلة الثانية من المبادرة التي أطلقت في عام 2024. ويهدف إلى تقديم دعم تقني وعملي لكل مدرسة، مع مساعدتها في تحديد رؤية استراتيجية للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية.الدورات التدريبية المقدمة، المصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات الحقيقية للعاملين في الميدان، ستتناول مواضيع رئيسية مثل: النموذج الاقتصادي والإدارة المالية، تحسين التنظيم وجمع التبرعات، الكفاية والانتقال الطاقي والصحة النفسية وسيستفيد مجموع 48 جمعية و158 مدرسة من هذه الدورات. وتم تكليف شركة Euromena Consulting، المعروفة بخبرتها في إدارة المشاريع التعليمية والاجتماعية، بتنفيذ البرنامج. ستعمل الفريق المسؤول عن المشروع بالتعاون الوثيق مع كل مدرسة، مستفيدا من خبراته في الإدارة لتزويدها بالمهارات اللازمة".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا