آخر الأخبار

قبلان: صورة السيّد حسن فخر ومجد للبنان

شارك
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن:"أميركا وإسرائيل اليوم جزء من أخطر طغاة الأرض وأئمة فسادها (طبعا يوجد غيرهم من الطغاة) لكن لا توجد دولة كبرى وقوية تعتاش على الحروب والإبادة كواشنطن وتل أبيب"، مشددا على أنه "لا يمكن العيش في هذه الدنيا دون قوة عادلة وإعداد تصاعدي ولا يمكن الوثوق بالسلام المزيف، لأن التعددية الدولية قائمة على طغيان الخصومة وتناقضاتها، كما لا يمكن تأمين مشروع سياسي وكيان مستقل وكرامة إنسانية ووطنية بلا قوة ضامنة. ونحن لا نتكلم عن العدوان العسكري فقط، بل عن كل أنواع الحروب، سواء كانت مالية أو اقتصادية، ثقافية، تقنية وغيرها".

أضاف :"واليوم العالم إنسان آلي وذكاء صناعي والآتي أعظم"، مشيرا إلى أن "فلسطين وغيرها من دول العالم سيما في هذا الشرق خير مثال، فالإنكليز الذين أرادوا أن يدربوا قادة فلسطين على الديموقراطية والإدارة الوطنية ابتلعوها ثم طوبوها لليهود. وكذلك الحال مع قضية الانتداب والسيطرة على الأنظمة، وخاصة من خلال تربية الجواسيس وأصحاب المراكز المهمّة وزرع القوى الاقتصادية والمصرفية وتوظيفها كساتر وطني للعب دور الهيمنة والسيطرة والاحتلال العسكري والاقتصادي والأمني. والأمثلة في عالم الشرق أكثر من أن تحصى، ولا شيء أخطر على البلاد من جواسيس الوظيفة الوطنية والبنية التحتية والتقنية".

أضاف المفتي قبلان:"ضمن هذا المشهد المعقد، من الله علينا بالمقاومة التي أسست لقوة وقدرات وطنية عملت منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي على حفظ هذا البلد وتأمين قراره وسيادته وقطاعاته المختلفة. والقصة بدأت منذ احتلال إسرائيل للعاصمة بيروت عام 1982، ثم انتفاضة 6 شباط وما تلاها من قتال سيادي انتهى بدحر إسرائيل عام 2000.

ومع حرب الطوفان بكل ما تعنيه تلك اللحظات المصيرية للمنطقة، كان جزار تل أبيب "نتنياهو" واضحا بأن الرد الإسرائيلي سيغير الشرق الأوسط . ومعناه أن آلة الحرب الإسرائيلية ستتجاوز قطاع غزة إلى غيرها من دول المنطقة. وفعلا وصلت إلى لبنان وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية واليمن، إلا أن خلاصة نتاج إسرائيل كان الخزي والفشل.
ومع الصواريخ الإيرانية رأينا الهزيمة التي طالت صميم هيكل الكيان الصهيوني والتي شكلت أكبر صدمة لتل أبيب والحلف الأطلسي كله. ومعه بدا واضحا أن قيمة لبنان من قيمة مقاومته وقدراتها وتضحياتها".

وتابع :"ورغم الحشد الأطلسي بمختلف الترسانة العسكرية والتقنية إلا أن الإسرائيلي عجز أن يبقى ولو بقرية واحدة حدودية. وانتهت الحرب بأثمان تليق بقدرة لبنان على البقاء، وسط تحالف أطلسي شارك إسرائيل بكل مستويات الحرب، والتي كان المطلوب منها حسب إسرائيل وواشنطن تغيير الشرق الأوسط كلّه. وكانت عين نتنياهو على مقاومة لبنان، بخلفية أن نهاية المقاومة في لبنان هي التي ستغير الشرق الأوسط، إلا أن نتنياهو عجز عن احتلال بلدة حدودية كالخيام".

ولفت المفتي قبلان إلى أن "المنطقة تغلي، ووضع لبنان أكثر حساسية ومصيرية. وبمنطق فراعنة هذا العالم لا قيمة للدول الضعيفة، وما يجري في غزة دليل على أن العالم ما هو إلا ساحات قتل ومشاريع إبادة، ولا قيمة إلا للقوي، وهذا ما نقوله لشركائنا في هذا البلد، بأنه لا بديل لنا عن لبنان، ولا خطر أكبر من أن نضيع القرار الوطني، ولا كارثة أسوأ من ضرب السلم الأهلي، ولا بوق أشد وطئا على البيئة الوطنية من دعاية الموتورين وجماعة الارتزاق الذين يعتقدون أن لبنان مزرعة وخنادق وتقسيم ولعبة نيران، ولا ثمن أعظم من ثمن شهادة السيد حسن والسيد هاشم وسلسلة قوافل شهداء المقاومة الذين شكلوا أكبر أثمان ملحمة الدفاع الأسطوري عن لبنان.

ويوماً قالها الإمام القائد السيد موسى الصدر: قيمة لبنان بسيادته وقدرته على البقاء، وهذا لا يكون إلا عبر قوة وطنية قادرة على دفع أثمان البقاء وحفظ السيادة الوطنية، وهو ما قاله الرئيس نبيه بري تكرارا، وهو صاحب انتفاضة 6 شباط، وهو ما قدمت في سبيله حركة "أمل" و" حزب الله " وبقية فصائل المقاومة أعظم القرابين والتضحيات"، وانتهى الأمر بدحر إسرائيل من لبنان".

وأكد قبلان أن "اللحظة لحماية لبنان، وضمان وجوده الوطني وقدرته السيادية، ولا يمكن القبول بأي صفقة على حساب هذه السيادة، ولا سلام مع إسرائيل، وإسرائيل عدو أبدي وشر مطلق، ولا يمكن استضعاف لبنان أو تجريده من قوته ومقاومته، فهذه وتلك كلها تصبّ بمصلحة لبنان وشعبه وأمنه وأمانه، لأنه لا وطن من دون مقاومة، ولا كرامة وطنية بلا مقاومة، ولا سيادة لبنان بلا مقاومة، وشباب المقاومة هم طليعة الفداء الوطني، وهم أعظم النفوس الإنسانية".

أضاف :"المقاومة ليست خيارا سياسيا، بل هي فريضة إلهية ووطنية، وسلاحها والكرامة الوطنية لا ينفصلان، والأرض لا تحيا إلا بهم، ولا حرية وطنية بلا هؤلاء الأكابر المدافعين عنها، والوحدة الوطنية هي سلاحنا الأول، والاحتلال لا يزول بالكلام، وخاصة الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يعترف إلى حد الآن لا بمواثيق دولية ولا بقرارات أممية على مستوى العالم كله، والوطن الذي لا نحميه بدمائنا لا نستحقه، ولا شرف فوق شرف المقاومة، ولا شهيد فوق عظمة شهدائها، والمجد مجد الله والوطن، والمقاومة نخوة الأرض وسياج لبنان".

واعتبر أننا "في ذكرى أعتى حرب على بلدنا، لبنان أمانة الله ولا عظمة فوق عظمة الدفاع عنه، والدين الوطني هو للمقاومة والذي فاق كل الحدود بقرابينه العظيمة، فلنؤكد وحدتنا السيادية والأهلية وشراكتنا التأسيسية والميثاقية، وكل القوى السياسية والشعبية مطالبة باحتفاء وطني يليق بأكبر ملحمة سيادية لبنانية".

وأشار إلى أنه "تاريخيا هذا البلد بلد التلاقي والحوار، وشراكة المسلم والمسيحي ضرورة تكوينية للبنان، ولا عدو لنا أكبر من الخارج الذين يحيكون ضد لبنان، من هنا الدولة مطالبة بتعزيز الموقف الوطني والخيار السيادي، والموقف هنا لتأكيد الشراكة اللبنانية وليس لإطلاق النار عليها".

وقال :"المطلوب من السلطة قيادة دور سيادي جامع، لأن السيادة روح الاستقلال. والقيمة دائما وأبدا للشعب اللبناني والأهلية الوطنية، وليس للوائح والمشاريع الخارجية، ولبنان وجد ليبقى، والاحتلال نقيض السيادة، والسكوت عنه فجيعة، والتنازل عن السيادة تنازل عن الوطن، فالسيادة وطن والوطن لا يستورد، والصمود الوطني قرار سياسي وفعل مقاومة وجيش وتضامن شعبي وتضحيات جسام".

وتابع :"وشهادة السيد حسن ميلاد جديد للبنان السيد الحر المقاوم، ومجد الصمود الأسطوري هو عيد لكل لبنان. وشكرا للأخوة المسيحيين والأخوة الموحدين الدروز، والأخوة السنة الأعزاء والأخوة العلويين وكل طوائف هذا البلد الكريمة الذين تسابقوا على احتضان أهلهم النازحين الأكارم، وشكلوا أهم بيئة وطنية ضامنة وسط حرب لا سابق لها على الإطلاق".

وشدد المفتي قبلان على أن:"العين على مبادرة عربية إسلامية لحل خلافات المنطقة، ومواجهة المشروع الإسرائيلي الإرهابي الذي لا يقرأ أحدا، ودون ذلك لا أمن ولا أمان في كل بلدان الشرق الأوسط، لأن إسرائيل خطر وجودي على دول المنطقة، ويجب وضع حدّ لطغيانها، وأمن المملكة العربية السعودية من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأمن العراق من أمن سوريا ، وأمن تركيا من أمن مصر ولبنان، وحان الوقت لقفزة نوعية في العلاقات العربية الإسلامية لحماية المنطقة من أخطر مشاريع الخراب الدولي والإرهاب الإسرائيلي".

وأكد ان "لا أمن للمنطقة ما دامت مشاريع واشنطن وتل أبيب تتغذى من الخلافات العربية الإسلامية وتتشبع من نيران العرقية والطائفية".

وبخصوص ما حصل بالأمس: قال المفتي قبلان :"رحم الله الرئيس رفيق الحريري الذي حمل ثقل لبنان على أكتافه وكان الأب العطوف لكل اللبنانيين، لم يفرق بين طائفة وطائفة، ولم يفرق بين منطقة ومنطقة، وهذا ما نريده من رئيس الحكومة نواف سلام، أن يكون أبا للجميع، وأن يأخذ في الاعتبار آلام الناس وقرابينهم التي قدموها في سبيل هذا الوطن، وصورة السيد حسن ليست عيبا وليست تعديا إنما هي فخر لبلدنا ومجد للبنان، والذي بفضل مقاومته وفضل شهادته بقيت بيروت وبقي لبنان".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا