آخر الأخبار

سيارة مستعملة لكن آمنة؟ خطوات لا بد منها قبل الشراء

شارك
في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات الاقتصادية وتزداد فيه التحديات المعيشية، أصبحت السيارة حلماً بعيد المنال لدى فئات واسعة من الناس، بعد أن كانت خياراً متاحاً بسهولة أكبر في السنوات الماضية. فقد شهد سوق السيارات الجديدة ارتفاعاً حاداً في الأسعار، مدفوعاً بأزمات سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقلّب أسعار العملات، مما دفع العديد من المستهلكين إلى إعادة النظر في أولوياتهم، والتوجّه نحو سوق السيارات المستعملة، الذي بدأ يشهد انتعاشاً ملحوظاً لا يمكن تجاهله.
وليس من قبيل المصادفة أن نشهد هذا التغير في سلوك المستهلك. فالسيارة لم تعد رمزاً للرفاهية بقدر ما أصبحت ضرورة يومية، سواء للعمل أو الدراسة أو التنقل الآمن. وفي ظل فجوةٍ واضحة بين العرض والطلب في سوق السيارات الجديدة، ظهرت السيارات المستعملة كخيار منطقي وواقعي أمام شريحة كبيرة من الناس تبحث عن وسيلة نقل بأسعار معقولة وجودة مقبولة.
لكن، هل يعني هذا الانتعاش أن السوق بات أكثر أماناً وتنظيماً؟ أم أن الإقبال المتزايد قد فتح الباب أمام ممارسات غير نزيهة، واستغلال لحاجة الناس؟ وما هي العوامل التي دفعت بهذا السوق إلى الواجهة من جديد؟ وهل يستحق المغامرة فعلاً.
في هذا السياق أوضح أحمد الصعيدي، صاحب معرض سيارات مستعملة، "أن السوق يشهد حالياً حالة من الانتعاش الواضح. وقال: "خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ارتفعت نسبة المبيعات بما لا يقل عن 40% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي".
وأكد الصعيدي " أن الطلب الأكبر حالياً على السيارات الاقتصادية، ذات الاستهلاك المنخفض للوقود، والموديلات ما بين 2015 إلى 2019".
وأفاد "بأن المستهلكون باتوا أكثر وعياً، يسألون عن تاريخ السيارة، ويتأكدون من سجلها قبل اتخاذ القرار.
من جانبه، يفسر سامي أبو حمزة ، خبير اقتصادي مختص بسوق النقل، هذا الانتعاش بقوله: "ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 60%، جعل الكثيرين يعيدون التفكير في شراء المستعمل كخيار أول".
أضاف أبو حمزة "أن هناك تأثيرا مباشرا لأزمة سلاسل الإمداد العالمية، ونقص الرقائق الإلكترونية، ما قلّل المعروض من السيارات الجديدة".
وأكد "أن هذا الانتعاش قد يستمر لفترة، لكنه غير مستدام على المدى البعيد ما لم تتغير العوامل الاقتصادية الأساسية".
ليلى البقيلي، شابة اشترت مؤخراً سيارة مستعملة، تحدّثت عن تجربتها قائلة: "كنت أخطط لشراء سيارة جديدة، لكن الأسعار كانت خيالية مقارنة بدخلي، فاضطررت للتوجه إلى السوق المستعمل".
وأشارت البقيلي إلى أن "بحثت لأكثر من شهر، وقمت بفحص عدة سيارات قبل اتخاذ القرار، حتى وجدت واحدة مناسبة من حيث السعر والحالة".
وأكدت أن "الشراء لم يكن سهلاً، فهناك خوف دائم من الوقوع في فخ الغش، لكن مع الفحص الجيد والنصائح من الأصدقاء، تجاوزت الأمر".
بدوره " أبو محمود "، وهو ميكانيكي يعمل منذ 20 عاماً في فحص السيارات، فكان صريحاُ في تقييمه: "الكثير من السيارات المستعملة المعروضة للبيع تحتاج إلى صيانة عميقة رغم أنها تبدو في حالة جيدة من الخارج".
وقال: "للأسف، بعض البائعين يتلاعبون بعدادات الكيلومترات أو يخفون حوادث سابقة، ما يتطلب فحصاً دقيقاً ومهنيًا قبل الشراء".
وتابع: "أنصح أي شخص بعدم شراء سيارة دون فحص شامل عند ميكانيكي موثوق، فهذا قد يوفر عليه خسائر كبيرة لاحقاً".
إن انتعاش سوق السيارات المستعملة ليس مجرّد ظاهرة مؤقتة، بل هو انعكاس مباشر لتغيرات اقتصادية واجتماعية واضحة. وبينما يمثّل هذا السوق فرصة حقيقية لمن يبحث عن سيارة بتكلفة أقل، فهو في الوقت ذاته ساحة مليئة بالتحديات التي تتطلب وعياً، وتريثًا، وفحصاً دقيقاً. ومع استمرار الضغوط على السوق الجديد، يبدو أن سوق المستعمل سيظل يحافظ على بريقه لفترة ليست بالقصيرة، ما دام يلبّي حاجة شريحة واسعة من الناس الباحثين عن وسيلة نقل بسعر معقول وظروف معيشية صعبة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا