تُظهر زيارة المبعوث السعودي الامير يزيد بن فرحان إلى
لبنان مؤشرات إيجابية إلى حد ما، لا سيما في ما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار في البلاد. فقد بدا الموقف السعودي والخليجي واضحًا ومؤكدًا ضرورة تفادي الانزلاق نحو أي فوضى، ما يعكس حرص
الرياض على حماية مصالحها الإقليمية وضمان استقرار لبنان سياسيًا واقتصاديًا، خاصة مع اقتراب الانتخابات النيابية التي ستحدد هوية الأطراف وحجم نفوذها في السنوات المقبلة.
وبحسب مصادر مطلعة، لم تحظَ مبادرة
الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم
قاسم ، بردود محددة أو واضحة من قبل بن فرحان، إذ إن الموقف السعودي مرتبط بتقديرات ومشاورات مستمرة مع
إيران حول الملفات المشتركة في المنطقة وقد يتطلب وقتا. إلا أن المراقبين يرون أن الإيجابية
السعودية تجاه لبنان قد تُفضي إلى تهدئة طويلة المدى في المرحلة المقبلة، خصوصًا إذا تم تحقيق تفاهمات واضحة مع إيران تضمن مصالح الرياض الداخلية والإقليمية، وتوازن النفوذ السياسي بين الأطراف
اللبنانية المختلفة.
زيارة بن فرحان لم تمر مرور الكرام، فهي حملت إشارات دبلوماسية واضحة مفادها أن السعودية تركز على دعم الاستقرار وعدم السماح لأي جهة بإشعال التوترات، ما يفتح الباب أمام تعزيز أجواء الحوار بين الأطراف اللبنانية. كما أن الرياض تبدو حريصة على ألا تتحول الساحة اللبنانية إلى ساحة فوضى شاملة، بل تريد أن تسود أجواء من الانضباط السياسي تتيح إجراء الانتخابات النيابية في بيئة هادئة ومنظمة، بما يحفظ مصالحها في المنطقة.
من جهة أخرى، تعتبر هذه الزيارة مؤشرًا على تحول دقيق في التوازنات الإقليمية تجاه لبنان، إذ تعكس حرص القوى الإقليمية على إيجاد نقاط التقاء مع مختلف الأطراف، بما يقلل من احتمالات الانزلاق إلى صدامات مفتوحة. هذه الديناميكية الإيجابية يمكن أن تترجم عمليًا إلى استقرار نسبي على الأرض، وتخفيف حدة التوترات بين القوى السياسية اللبنانية، ما يعزز قدرة
الدولة على إدارة شؤونها الداخلية دون تدخلات خارجية مباشرة.
إضافة إلى ذلك، يلمس المتابعون ان زيارة بن فرحان التي عبر فيها عن عدم رغبة
المملكة بالتدخل بالشؤون الداخلية، عززت ثقة بعض الأطراف السياسية في إمكانية إدارة ملفات لبنان الشائكة بطريقة أكثر توازنًا.