طغى البعد الإصلاحي والاقتصادي على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت وجولته على الرؤساء الثلاثة وبعض المسؤولين العسكريين والماليين.
ومع أن الخطة العسكرية لترجمة قرار حصرية السلاح كانت في صلب لقاءات لودريان ، الا انه ركز على وعود بتقديم حزم من المساعدات والمؤتمرات المُزمع عقدها دعما للدولة
اللبنانية في مجال تمكينها من بسط سيادتها على الاراضي اللبنانية كافة والشروع في اعادة الاعمار، لكن دون تحديد مواعيد لذلك.
وكشف مصدر بارز ان لودريان نقل أجواء إيجابية بشأن المحادثات التي أجراها في
السعودية ، بما خصّ مؤتمر دعم الجيش الذي سيُعقد على الأرجح منتصف تشرين الاول في باريس أو الرياض، هو منفصل تمامًا عن مؤتمر دعم
لبنان والإعمار، الذي لا يزال مشروطًا بتنفيذ موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وإنجاز الإصلاحات المطلوبة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعقد اجتماعاته السنوية في الخريف المقبل".
وبحسب المصدر "فان المبعوث الفرنسي نقل عن المسؤول السعودي عن الملف اللبناني يزيد بن فرحان الذي التقاه قبل وصوله الى
بيروت ، استعداد الرياض لتقديم دعم للجيش لكن في اطار تنفيذ خطة حصرية السلاح، وهو شرط وضعه
الاميركيون ايضا في اطار الاعلان عن دعم بـ 140 مليون دولار للمؤسسة العسكرية، حيث عللت المساعدة بدعم الجيش في اضعاف قدرات
حزب الله ".
وتابع المصادر إن لودريان حمل معه إلى بيروت ملفين أساسيين: أولهما يتعلّق بمؤتمر فرنسا لدعم لبنان، وثانيهما متصل بملف اليونيفيل، باعتبار أن باريس، بصفتها "حامل القلم" في مجلس الأمن، أدّت دورًا بارزًا في التمديد للقوة الدولية بتفاهم مع واشنطن، انطلاقًا من قناعة بضرورة بقائها في الجنوب.
ورأى المصدر "أنّ لبنان دخل في حالة من الستاتيكو السياسي والأمني مع بعض هوامش التحرّك الداخلي لإدارة بعض الملفات المهمّة".
وكان لودريان وصل إلى لبنان أمس آتياً من الرياض بالتزامن مع اعلان
وزارة الدفاع الأميركية، الموافقة على تقديم مساعدة للجيش اللبناني بقيمة بنحو 14.2 مليون دولار.
في المقابل، تأكد ان رئيس الجمهورية جوزاف عون سيرأس الوفد اللبناني الى القمة العربية - الاسلامية التي ستعقد في الدوحة يومي الاحد والاثنين المقبلين، قبل ان يتوجه الاسبوع المقبل الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وكان رئيس الجمهورية اعرب للموفد الفرنسي للودريان خلال استقباله امس عن امتنانه للدور الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في التحضير لعقد مؤتمرين لدعم الجيش ، وإعادة الاعمار. وابلغ لودريان ان لبنان ماض في انجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية ليس فقط لانه مطلب دولي، بل لقناعة لبنانية راسخة بأن هذه الإصلاحات تشكل مدخلا أساسيا لعملية النهوض الاقتصادي.
واكد الرئيس عون للوزير لودريان خلال الاجتماع الذي حضره السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، ان الحكومة تعمل على انجاز مشروع قانون الفجوة المالية خلال شهر أيلول الجاري واحالته الى مجلس النواب لدرسه واقراره، وذلك بعد صدور قانون السرية المصرفية وإعادة تنظيم المصارف وغيرها من الإجراءات والتدابير.
وأشار الرئيس عون الى ان الجيش يواصل تطبيق الخطة الأمنية بدءا من منطقة جنوب الليطاني لسحب كل المظاهر المسلحة من جميع الأطراف اللبنانيين والفلسطينيين، لكن استمرار الاحتلال
الإسرائيلي لعدد من الأراضي اللبنانية يحول دون استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية.
واكد الرئيس عون ان أي ضغط فرنسي او أميركي على
إسرائيل للتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي بوقف الاعمال العدائية ضد لبنان، سوف يساعد على استكمال الخطة الأمنية التي وضعها الجيش ورحب بها
مجلس الوزراء الأسبوع الماضي.
ولفت رئيس الجمهورية الى ان الجيش يواصل عمله على الأراضي كافة وعلى طول الحدود، ويقيم الحواجز ونقاط التفتيش، ولديه أوامر صارمة بمصادرة الأسلحة والذخائر من أي جهة كان.