أقفل
الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الباب أمام أي طروحات لحصر السلاح بيد الدولة، من خارج "إستراتيجية الأمن الوطني" مبديا الاستعداد لمناقشتها، فيما حذّر من مشروع "
إسرائيل الكبرى" على
لبنان والدول العربية، ولا سيّما بعد العدوان على قطر، مطالباً الدول العربية بدعم المقاومة لتحمي نفسها، أو بالحدّ الأدنى إلى عدم طعنها في ظهرها.
وكتبت" النهار": حاول الامين العام لـ"
حزب الله " الشيخ نعيم قاسم توظيف الهجوم
الإسرائيلي على الدوحة لاستهداف قادة "حماس" في المضي بتبرير رفض حزبه تسليم السلاح إلى الدولة وإعادة "تلميع" صورة "المقاومة".
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى أنّ الحكومة في جلسة الجمعة الماضي أعادت تصويب المسار العام التي تنتهجه الدولة حيال سلاح المقاومة، وذلك عبر إعادة ربط التزام لبنان بالقرارين في 5 و7 آب بالانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان وبناء استراتيجية الأمن الوطني وتعزيز إمكانات الجيش، وبالتالي العودة إلى مرحلة ما قبل اتخاذ القرارين وإحياء مذكرة التعديلات
اللبنانية على الورقة الأميركية، حيث جرى ربط نزاع بين المكونات اللبنانية على ملف سلاح المقاومة وتأجيل نتائج الخلاف السياسي على الأرض إلى أواخر العام الحالي بالحد الأدنى. وبيّنت المصادر أنّ انفراج العلاقات بين الرؤساء بادرة إيجابية وحصّن الموقف الرسمي اللبناني أمام الاستباحة
الإسرائيلية ومحاولة هضم حقوق لبنان في أرضه ومائه وجوّه. وشدّدت المصادر على أنّ «الجانب الإسرائيلي أطاح بفرص الحلّ وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ويستمرّ باحتلاله وعدوانه على لبنان من دون رادع»، فكيف يطالب البعض بنزع السلاح فيما «إسرائيل» تتمادى بعدوانها على لبنان وتستبيح دول المنطقة من غزة إلى الضفة الغربية إلى سورية وصولاً إلى قطر أمس الأول. وتخوفت المصادر من خطوة إسرائيلية تصعيدية تجاه لبنان في إطار ما يحصل في المنطقة، وذلك عبر توسيع الغارات الجوية وعمليات اغتيالات وتقدم بري على طول الشريط الحدودي.
وبحسب ما تشير أجواء دبلوماسية فإن موفدين ورسائل وصلت إلى بعض المسؤولين اللبنانيين مفادها بأن التصعيد الإسرائيليّ سيستمر وسيتصاعد خلال المرحلة المقبلة ضد أهداف عدة في لبنان تابعة لحزب الله. ولفتت إلى أن حكومة نتنياهو في مأزق داخليّ وخارجيّ ويريد نتنياهو وفريقه الوزاري الحاكم المزيد من الحروب وتوسيعها واستمرارها بدعم أميركي واضح للإسراع بدفع المشروع الإسرائيليّ الكبير إلى التطبيق، في ظل تخطي الضربات كافة الخطوط الحمر ليطال حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة، ما يعني أننا دخلنا في مرحلة جديدة في المنطقة برمّتها سيكون التصعيد وتزخيم الحروب عنوانها
الرئيسي .
واوردت" نداء الوطن" ان"صليةُ" اتهامات أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، لم يسلم منها رئيس الحكومة نواف سلام ولا "الميكانيزم".
وجاء في" الديار": احدثت الغارة الاسرائيلية على العاصمة القطرية نوعا من الذهول عند مراجع عليا في الدولة، بعدما اتضح ان كل اراضي المنطقة مفتوحة امام سياسات اسرائيل المجنونة. في حين ان اجواء الثنائي الشيعي رأت في تلك الغارة تأكيدا لتشكيك حزب الله بشكل خاص في صدقية اي تطمينات او ضمانات اميركية، والى حد الاشارة الى التواطؤ الكامل بين واشنطن وتل ابيب حول كل ما يجري في غزة ولبنان وسوريا.
اما ردات الفعل على جلسة
مجلس الوزراء في 5 ايلول الجاري، فأدت الى الحد من التشنجات الداخلية، ان على المستوى السياسي، او على المستوى الطائفي، ليشير خبراء عسكريون الى ان الخطة التي وضعها الجيش اللبناني لتنفيذ قرار الحكومة في 5 أب المنصرم، اخذت في الاعتبار الواقع اللبناني بكل ابعاده، كما المقتضيات الخاصة بالتنفيذ وكذلك «البرمجة الزمنية» لهذا التنفيذ، وبالصورة التي يتم معها تفادي اي صدام داخلي ايا كان نوعه مع التوقف عند المرحلة الاولى جنوب الليطاني، وهي المرحلة التي يمكن ان تعتبر اختبارا لنيات العدو الاسرائيلي.
وكتبت" الانباء الكويتية:تؤكد مصادر وزارية ان الاتصالات ومسيرة بناء الدولة من خلال بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية قد قطعت شوطا كبيرا، وان كانت الأنظار تبقى مشدودة نحو الجنوب، حيث المرحلة الأولى من خطة الجيش التي تشكل الركيزة التي سيقوم عليها بناء الدولة الجديدة بإرادة صلبة، وكسر للمصالح الإقليمية والدولية على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية. وأضافت المصادر: «بعد الأجواء الإيجابية التي سادت في لقاءات الرؤساء الثلاثة، تتجه الأنظار نحو فتح مسار للاتصالات بين «حزب الله» ورئاسة الجمهورية، مع توقع حصول تحرك في هذا الاتجاه خلال الساعات أو الأيام المقبلة، لتبديد الكثير من الضباب الذي ساد العلاقة على مدى أكثر من شهر بين جلستي 5 آب الماضي و5 ايلول حول حصرية السلاح والمهل الزمنية». وتابعت: «الاتفاق الأخير حول جلسة 5 ايلول كسر الحواجز من خلال إمساك العصا من النصف، بحيث حدد مهلة زمنية للمرحلة الأولى جنوب الليطاني، وهذا مطلب دولي، فيما ترك بقية المهل دون سقوف زمنية مع بعض المرونة، غير أنها ليست مفتوحة في شكل مطلق، لتتجاوز نهاية السنة، مع الإشارة إلى ان الإجراءات الأمنية ستتكثف في كل المناطق اللبنانية خلال الأشهر الـ 3 التي تستغرقها عملية تنفيذ المرحلة الأولى جنوب الليطاني، لتمهد الطريق أمام المراحل الأخرى التي تكون سريعة، وتكون مهلها بالأسابيع وليس بالأشهر».
قاسم
وكان الشيخ قاسم اعتبر في كلمة له أمس أن "المقاومة اليوم هي سدٌّ منيع قبل وصول إسرائيل إلى دولكم وشعوبكم وبلدانكم وعندها لن تستطيع إسرائيل وأميركا فعل شيء".
وقال "إن أحداً لن يوقف إسرائيل إلا المقاومة، لذلك لا تطعنوها في ظهرها ولا تواجهوها لكي تعمل وتتقدم إلى الأمام". وأضاف: "أخرجوا من قصة حصرية السلاح ولا تتحدثوا عن تنازلات عند المقاومة ولا تضغطوا عليها". وتابع، "لا مجال لأي حل خارج نقاش استراتيجية الأمن الوطني ونحن مستعدون لنقاشها، فالمقاومة ساهمت بانطلاق مسيرة العهد الجديد بانتخاب رئيس الجمهورية وكل ترتيبات تشكيل الحكومة".
وقال إنه "في 5 و7 آب، الحكومة اتخذت قرارات غير ميثاقية كادت أن تأخذ البلد إلى فتنة كبرى، ودور الثنائي الوطني وحركة الرئيس
نبيه بري وتجاوب رئيس الجمهورية وقائد الجيش عطلوا خطوة الحكومة لتخريب البلد".
وردّ رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على قاسم، فكتب عبر منصة "أكس": "لا يزال في حالة الإنكار أو الانفصال عن الواقع. شيخ نعيم انتهى عهد الوصاية والسلاح والدويلات، نحن في عهد الشرعية اللبنانية".
تزامن ذلك مع استقبال
رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني حميد رضا حاجي بابائي ووفد برلماني مرافق. وتحدث بابائي "عن فرصة كي نؤكد دعمنا وتأييدنا للوحدة الوطنية اللبنانية والتكاتف ووحدة الكلمة بين كل أطياف الشعب اللبناني العزيز، وأكدنا ضرورة عدم تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق". وقال: "لا شك في أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيد وتبارك أي أمر وقرار يتخذه الإخوة اللبنانيون، ولا شك في أن التطورات وسير العملية السياسية الداخلية في لبنان والقرارات التي اتخذت مؤخراَ إنما تدل على أن الحكمة السياسية هي التي تقول كلمتها في هذا الوطن".