آخر الأخبار

مرفأ جونيه يعود إلى الحياة.. فوائد اقتصادية عديدة

شارك
بعد عقود من الإقفال أو العمل الجزئي، أعيد أمس افتتاح مرفأ جونيه واعطي الضوء الاخضر لتحويله إلى ميناء سياحي وتجاري نشط. هذه الخطوة لا يقتصر أثرها على منطقة كسروان وحدها، بل يمتد ليكون رافعة للاقتصاد اللبناني ككل — إذا ما تمّ استثماره وإدارته بالشكل الصحيح.
فجونية التي لطالما كانت لؤلؤة البحر الابيض المتوسط، وقبلة انظار العالم عادت اليوم الى خارطة السياحة العالمية، فمن ابرز وأهم مميزات مرفئها قدرته على استقبال القوارب واليخوت والسفن السياحية وعبّارات الركاب. هذا يفتح الباب أمام تدفق سياح من شرق البحر المتوسط (مثل قبرص) ومن خطوط الكروز، ما ينعكس فوراً على الفنادق والمطاعم والمتاجر ومزودي الخدمات السياحية في المنطقة.
هذا الأمر يفتح بطبيعة الحال الباب امام وظائف تشغيلية جديدة (عمال ميناء، أمن، جمارك، خدمات لوجستية) وفرص في قطاعات مرتبطة: النقل البري إلى المرفأ، الضيافة، الصيانة، والتموين البحري ما يمنح ديناميكية اقتصادية لمنطقة كبيرة تمتد من جونيه إلى بيروت والشمال، وتساهم في إعادة توزيع النشاط الاقتصادي خارج العاصمة.
هذا فضلاً عن ان إطلاق خطوط عبّارات منتظمة بين جونيه وقبرص (لارنكا، بافوس) يفتح أسواقاً للتبادل التجاري والسياحي ويشجع على التبادل التجاري لعدد من المنتجات، كما ان وجود خطة واضحة لتشغيل مرفأ جونيه يمكن أن يجذب رأسمالاً محلياً وخارجياً، ويحفّز مشاريع بنية تحتية مرتبطة (طرقات، مواقف، وتحسين شبكات مياه وكهرباء)، مما يعزز الإيرادات الضريبية المحلية والوظائف الطويلة الأمد
هذا من دون ان ننسى تقليص خسائر الازدحام وتحسين الكفاءة الاقتصادية والمردود المالي الكبير الذي سيعود به هكذا مشروع على المستوى البلدي والقطاعي، خصوصاً وان المداخيل البلدية من رسوم خدمات الميناء، تراخيص أنشطة سياحية وتجارية، وضرائب النشاط الاقتصادي ستعزز القدرة المالية للبلدية وتمكنها من تحسين الخدمات العامة .
الا ان كل هذه العائدات الاقتصادية لا تكفي اذا لم يقترن هذا الامر، بإدارة مهنية وشفافة للمرافق والجمارك لتسهيل الحركة وتقليل الفساد والبيروقراطي، وبنى تحتية سليمة، إضافة الى حماية البيئة البحرية وتنظيم استخدام المساحات بين الصيادين والسفن السياحية.

اذا، افتتاح مرفأ جونيه يحمل إمكانية أن يكون مفتاحاً لنبض اقتصادي جديد على الساحل اللبناني الا ان الاستفادة الحقيقية تتطلب رؤية تشغيلية متكاملة حتى يتحول المرفأ من مشروع رمزي إلى رافعة اقتصادية حقيقية للبنان.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا