نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً إن "استسلام إيران وحده كفيل بإنهاء تهديدها النووي".
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "لحسن الحظ، تمكّن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب من قصف بعض المواقع النووية
الإيرانية بالسلاح الجوي الأميركي خلال شهر حزيران الماضي، ومن بينها موقع فوردو النووي، المدفون على عمق 300 قدم تحت سطح الأرض في جبل يبعد حوالى 160 كيلومتراً جنوب طهران".
وأضاف: "كانت القنبلة الخارقة للتحصينات وحدها كفيلة بهذه المهمة، وقد تطلبت استخدام قاذفة شبح من طراز بي-2. أما
إسرائيل ، فلم تكن تملك القنبلة نفسها ولا طائرة قادرة على حملها إلى الهدف المذكور".
وتابع: "كان بإمكان السيد
ترامب بيع أو إقراض هاتين القطعتين لإسرائيل، وكان بإمكان طيارين إسرائيليين مهرة القيام بهذه المهمة بأنفسهم. لو حدث هذا الأمر فعلاً، فإنه كان سيجنب ترامب الإخلال بوعده بإبعاد
الولايات المتحدة عن التورط العسكري الخارجي".
وأكمل: "لكن في الوقت الذي قطع فيه هذا الوعد، كان من الصعب عليه أن يتنبأ بالموقف الذي واجهه عندما اتخذ قرار قصف المنشآت النووية في 20 حزيران 2025. كذلك، وعد ترامب أيضاً بأن إيران لن تمتلك أبداً القدرة على امتلاك القنبلة النووية، وما سمح به في يوم 20 حزيران، كان وسيلة جيدة للوفاء بهذا الوعد.
وأضاف: "لماذا كان الرئيس ترامب مخولاً للقيام بذلك؟ ينبع هذا من اعتبارين. أولاً، كان لإسرائيل مبرر، بل وأكثر من مبرر، في شن هجوم على إيران. لطالما مارست الأخير عنفًا غير مبرر ضد إسرائيل، فهي فعلت ذلك بشكل مباشر، بل وأكثر من خلال وكلائها الثلاثي حماس، وحزب الله، والحوثيين. وحتى بعيداً عن هذه الاستفزازات المادية، لطالما هددت إيران بالإبادة الكاملة لدولة إسرائيل. إن هذه التهديدات وحدها كانت كافية لتبرير قيام إسرائيل بالرد المادي ذي الطبيعة الدفاعية".
وتابع: "ثانياً.. إن الولايات المتحدة وإسرائيل حليفتان. عندما يُواجه أحد الشريكين مشكلةً، ويعجز عن إنجاز مهمته على أكمل وجه، كما في حالة فوردو، يقع على عاتق الطرف الآخر مسؤولية تقديم كل الدعم المعقول. في وقت كتابة هذه السطور، من المؤكد أن إيران تعاني من حالة من الفوضى، لكنها بعيدة كل البعد عن أي استسلام".
وأكمل: "لا يمكن اعتبار العمليات الإسرائيلية ناجحة لمجرد جعل إيران عاجزة نووياً. إذا لم يتغير شيء آخر، فلا يزال بإمكان هذه الدولة أن تعيث فساداً
في إسرائيل ، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها في إيران".
وقال: "لذا، لم تُنجز المهمة بعد. تغيير النظام أمرٌ حتمي. في الواقع، لا تُشنّ إسرائيل، والولايات المتحدة الآن، حرباً على مواطني إيران، ويتجلى ذلك في توجيه أسلحتهم نحو أهداف عسكرية ونووية. في المقابل، ركّز الإيرانيون، كعادتهم، على المدنيين الإسرائيليين".
وخمت: "لقد أخفت إيران تطوير أسلحتها النووية في كل مكان، في مواقع مختلفة معروفة وغير معروفة. يُفترض أن العديد منها يقع في مناطق يصعب الوصول إليها قدر الإمكان، مثل فوردو. مع هذا، يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل مواصلة القصف.. إذا كانت هذه المواقع كثيرة كما نخشى، فسيكون من المستحيل تجريد هذا البلد تماماً من قدرته النووية المستقبلية واستعداده لاستخدام هذه الأسلحة. الاستسلام
الإيراني الكامل وحده كفيل بإنجاز هذه المهمة الضرورية للغاية".