آخر الأخبار

السلبية تتصدر المشهد.. هل هناك خيارات اخرى؟

شارك

يبدو أنّ زيارة الموفد الاميركي توم براك والوفد المرافق له إلى لبنان لم تحمل أي بوادر إيجابية على مستوى المناخ السياسي الداخلي. على العكس، عكست هذه الزيارة حجم التعقيد القائم، وأظهرت أنّ الأجواء السياسية العامة تميل نحو السلبية، في ظل غياب أي وضوح حول المسار الذي قد تسلكه الأمور في المرحلة المقبلة.

فالمعادلة باتت أكثر ضبابية، حيث تتصاعد الضغوط على الدولة اللبنانية ، وتتراكم الأسئلة حول قدرتها على التعامل مع الاستحقاقات المقبلة.

الجانب اللبناني الرسمي يواجه حالياً ضغطاً كبيراً من قبل الأميركيين ، الذين يطالبون بتنازلات واضحة تتعلق بالملف الأمني والسياسي، وهو ما يضع الحكومة في موقع حرج للغاية. فالمطلوب أميركياً لا يتوافق مع حسابات الداخل، خصوصاً أنّ حزب الله لا يبدو مستعداً لتقديم أي تنازل في هذه المرحلة. هذا التباين بين ما يُطلب وما هو ممكن، يفتح الباب أمام سيناريوهات صعبة ومعقدة قد تنعكس مباشرة على الوضع الداخلي.

الأخطر في المشهد أنّ عدم قدرة السلطة اللبنانية على الصمود أمام الضغط الأميركي قد يقود إلى تحوّل الصدام من مواجهة غير مباشرة بين واشنطن وحزب الله إلى صراع لبناني – لبناني داخلي.

ذلك أنّ أي محاولة لفرض عملية نزع السلاح بالقوة أو من خلال استنفار داخلي، ستعني إدخال الشارع اللبناني في دائرة من التجييش السياسي وربما الميداني، وهو ما ينذر باشتباكات كبرى لا يمكن التكهن بنتائجها. هذا السيناريو، وإن كان غير محسوم، يبقى وارداً إذا استمر العجز الحكومي عن إدارة الضغوط بحكمة وتوازن.

في المقابل، فإن خيار الصمود في وجه الأميركيين، من دون تقديم تنازلات، لن يكون أقل كلفة. إذ قد يفتح المجال أمام واشنطن وحلفائها لاعتماد صيغ جديدة من الضغط، قد تصل إلى فرض حصار شبه كامل على لبنان. وهنا يُطرح السؤال الجوهري: هل يستطيع معارضو حزب الله في الداخل تحمّل تبعات حصار فعلي قد يطال الاقتصاد والمال والمعيشة؟ أم أنّ الثمن سيكون باهظاً إلى درجة تدفع الأطراف الداخلية نفسها إلى إعادة النظر في مواقفها؟

الواقع أنّ لبنان يقف عند مفترق طرق بالغ الحساسية. فالخيارات المتاحة أمامه محدودة، والمخاطر الناجمة عن أي قرار أو موقف تبدو أكبر من القدرة على احتوائها. وبين الضغط الأميركي المتواصل، ورفض حزب الله التنازل، وتردّد السلطة في اتخاذ خيارات واضحة، يبقى البلد عالقاً في منطقة رمادية مفتوحة على شتى الاحتمالات. ما هو مؤكد أنّ المرحلة المقبلة لن تكون سهلة، وأنّ أي خلل في التوازنات قد يفتح الباب على تطورات دراماتيكية داخلية، قد تتجاوز كل التوقعات.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا