آخر الأخبار

استراتيجية اميركية شاملة تجاه لبنان

شارك
كتب زياد سامي عيتاني في" اللواء": لم تمرّ زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت مرور الكرام. لم تكن الزيارة مجرد محطة بروتوكولية؛ بل سرعان ما أصبحت محور نقاش سياسي داخلي. لم تكن تركيبة الوفد عشوائية، بل حملت رسائل سياسية وأمنية واقتصادية متشابكة.
بهذه التوليفة، أرادت واشنطن إيصال رسالة واضحة: لبنان أصبح قضية استراتيجية على كل المستويات، وأن الدعم الأميركي لن يكون ظرفياً أو جزئياً، بل جزءاً من خطة شاملة تربط بين السياسة والأمن والاقتصاد.
الزيارة جاءت في وقت تتصاعد فيه الضغوط الإقليمية على لبنان، خصوصاً في ما يتعلق بخطة الدولة لنزع السلاح غير الشرعي. دعم واشنطن للجيش اللبناني والشعب كان واضحاً، لكن أي مساعدات مستقبلية مرتبطة بالتزام الدولة بخطوات حصر السلاح واحتكار القرار الأمني. وأشارت السيناتورة جين شاهين إلى أن الجيش اللبناني يشكّل الركيزة الأساسية للاستقرار، وأن التزام الدولة بخطة نزع السلاح شرط أساسي لأي دعم أميركي. ويمكن اعتبار أن الوفد خرج بخلاصات يمكن اختصارها في ثلاث وثائق أساسية: وثيقة دعم خطة نزع السلاح، وثيقة المقايضة مع إسرائيل ، ووثيقة الدعم الاقتصادي المشروط. لكنّ الزيارة أفرزت أيضاً وثيقة رابعة غير مكتوبة: وثيقة الأزمة الإعلامية.
من خلال ما حملته الزيارة، يمكن تلخيص أبرز الرسائل:
- إدخال لبنان في معادلة إقليمية جديدة، حيث لم يعد ملف السلاح شأناً داخلياً بل جزءاً من صفقة إقليمية مع إسرائيل والخليج.
- الجيش أصبح مفتاح الحل، حيث أي دعم أميركي مرتبط بقدرة المؤسسة العسكرية على فرض سيادتها.
- الدعم مشروط بالسيادة والإصلاح، لا مساعدات مالية من دون خطوات عملية في ملف السلاح.
- تعثّر الدبلوماسية الأميركية أظهرته أزمة المؤتمر الصحافي، مما يسلّط الضوء على أهمية فهم المزاج الوطني اللبناني.
- الانقسام الداخلي واضح، بين من اعتبر الزيارة فرصة تاريخية ومن رآها تدخّلاً مباشراً يهدف لضرب المقاومة .
الأكيد أنّ بيروت اليوم عند منعطف جديد، لكن القرار النهائي ما زال معلّقاً بين إرادة الداخل وضغوط الخارج. فهل يكتب لهذه الزيارة أن تكون بداية مسار تغييري، أم أنها ستنضم إلى أرشيف طويل من المبادرات غير المنفّذة؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا