نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدثت فيه عن آثار الحرب التي تخوضها إسرائيل من عامين تقريباً، لاسيما ضد لبنان وإيران.
ويزعم التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنهُ "في أعقاب النجاحات التي تحققت في الحرب التي شُنّت منذ 7 تشرين الأول 2023 ، يصف عدد متزايد من الإسرائيليين التطور الاستراتيجي
الإسرائيلي بأنه يُبشّر بصعود إسرائيل إلى مكانة قوة إقليمية"، وأضاف: "هناك أيضاً مزاعم مفترضة بأن أفعال إسرائيل قد غيّرت
الشرق الأوسط "، على حد تعبيره.
ويقول التقرير إن "إسرائيل حققت نجاحاً في إيران من خلال إحداث أضرار جسيمة للمنشآت النووية الرئيسية والقضاء على القيادة العلمية النووية"، وأضاف: "مع ذلك، من الواضح أنه رغم أهمية وقف سباق إيران نحو القنبلة النووية، لا يبدو أن إيران تخلت عن حلمها النووي. إذا نجا النظام في إيران، فسيكون عازماً على تجديد المشروع النووي، وقد يجدد هجماته على إسرائيل".
وتابع: "إذا احتاجت إسرائيل إلى التحرك مرة أخرى، فليس من المؤكد أن الظروف في
المستقبل ستكون مواتية كما كانت في العام 2025، فإيران تسعى إلى الحصول على أنظمة دفاع جوي أكثر تقدماً، كما أن المشاركة الأميركية في الحرب، وخاصة في ظل رئيس آخر، ليست مضمونة".
وأكمل: "كان من الآثار الجانبية المرحب بها للحرب التي تخوضها إسرائيل من 7 تشرين الأول 2023، هو سقوط نظام الأسد، الحليف الإيراني. لقد مهد ذلك الطريق أمام سلاح الجو الإسرائيلي لمهاجمة إيران، واستغلت إسرائيل هذا التطور لتدمير أجزاء كبيرة من الجيش السوري والاستيلاء على أراضٍ لإنشاء منطقة عازلة".
وأضاف: "مع ذلك، فإنه من المؤسف أن
سوريا أصبحت أيضاً مصدراً للاحتكاك بين واشنطن والقدس، نظراً لاختلاف وجهات نظرهما بشأن مستقبل سوريا. إن
الولايات المتحدة ، مُهتمة بتحويل سوريا إلى دولة مركزية، في حين أن إسرائيل، الملتزمة بالأقليات (وخاصة الدروز والأكراد)، لديها رؤية مختلفة".
التقرير اعتبر أن "خسارة
حزب الله في لبنان خلال الحرب الأخيرة، والتي أضعفت المحور الإيراني بشكلٍ كبير، لا تضمنُ تغييراً جذرياً في لبنان"، وأضاف: "إن استعداد النظام السياسي اللبناني للانخراط في حرب أهلية لتفكيك سلاح حزب الله أمرٌ مشكوك فيه، حتى لو تزايد الضغط الأميركي".
وأكمل: "إن قدرة إسرائيل على هندسة الكيانات السياسية خارج حدودها الشمالية - سوريا ولبنان - محدودة للغاية، ويجب ألا تظن إسرائيل أن قوتها العسكرية قادرة على تغيير الواقع السياسي هناك. فعلياً، ستظل هذه الدول تشكل تحدياً أمنياً في المستقبل القريب".
كذلك، رأى التقرير أنَّ "الشرق الأوسط لم يتغير، فهو لا يزال غارقاً في الصراعات، واستخدام القوة أحد قواعد اللعبة. في الوقت نفسه، لا يزال الشرق الأوسط مصدراً للتعصب وانتشار الأسلحة النووية".
وأضاف: "علاوة على ذلك، لم تنتهِ الحرب في غزة بعد، ولا تزال حماس تسيطر على أجزاء منها (وإن كانت تسيطر على 30% فقط). ويبدو أن التردد في السيطرة على قطاع غزة بأكمله، وقضية الرهائن، قد أطالا أمد الحرب، مما أدى إلى تآكل شرعيتها داخلياً وخارجياً".
واعتبر التقرير أنَّ "بقاء حماس في مدينة غزة هو انتصار للحركة، ومن شأنه أن يعزز التطلعات للقضاء على إسرائيل"، وأضاف: "من المؤسف للغاية أن ينسى الإسرائيليون أنهم يعيشون في دولة صغيرة. يتجلى هذا الأمر جلياً عند الإشارة إلى القوى العاملة اللازمة للجيش الإسرائيلي. إن اقتصاد إسرائيل المزدهر أصغر من أن يلبي كل احتياجاتها. وكغيرها من الدول الصغيرة، تعتمد إسرائيل على الأسواق العالمية والمنتجات المستوردة. علاوة على ذلك، لا يتفاعل سوق الأسلحة، تحديداً، مع العرض والطلب، فيما تسود متغيرات سياسية مؤثرة. لذا، يصبح الاعتماد على الولايات المتحدة أكثر أهمية. وعندما يصوت حوالى نصف كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي لصالح حظر الأسلحة على إسرائيل، فإن هناك ما يدعو للقلق والحذر".
وأكمل: "للمساعدات الاميركية لإسرائيل في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية بُعدٌ وجودي. لا يزال وضع إسرائيل في الولايات المتحدة جيداً، لكن ثمة مسارات سلبية لا تبشر بالخير، ويتطلب الحفاظ على الدعم الأميركي للدولة اليهودية جهداً دؤوباً".