آخر الأخبار

جعجع بعد لقاء سلام: قرارات الحكومة أعادت وضع لبنان على الطّريق الصّحيح

شارك

التقى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في السرايا، ظهر اليوم الجمعة، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على رأس وفد من تكتل "الجمهورية القوية"، وقد ضم الوفد النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني، فادي كرم، بيار بو عاصي، ملحم الرياشي، أنطوان حبشي، جورج عقيص، رازي الحاج، إيلي خوري، نزيه متى وسعيد أسمر. وأتت الزيارة دعماً لرئيس الحكومة على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة.

وتم البحث في القرارات الحكومية المتعلّقة ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيد مؤسساتها الشرعية، كما تناول البحث ملف تسليم السلاح الفلسطيني ووضعه في عهدة الجيش اللبناني.

وتطرّق النقاش إلى مشروع قانون الفجوة المالية باعتباره ركيزة أساسية في مسار الإصلاح المالي وحماية حقوق المودعين.

بعد اللقاء قال جعجع: "زيارتنا اليوم هي لتحية سلام، الحكومة في 3 و5 آب/ أغسطس اتخذت قرارات جريئة حيث لم تجرؤ أي من الحكومات السابقة على اتخاذها، والقرارات التي أخذتها حكومة سلام أعادت وضع لبنان على الطريق الصحيح".

وتابع: "قبل ذلك، كنا منذ أربعين سنة نعيش في شبه دولة، دولة لا تملك قرارها، وبالتالي كانت مقزّمة جداً. ومع اتخاذ هذه القرارات بدأ كل مواطن لبناني يشعر بوجود دولة حقيقية فعلية. وعلى أثر هذه القرارات بدأت حملة ظالمة وجائرة على سلام. وانطلاقاً من الدور الذي لعبه، مع العلم أن كثيرين ساهموا في الوصول إلى هذه القرارات، إلا أن سلام كان له دور خاص ومميّز، فبدأت الحملة الظالمة بحقه انطلاقاً من الدور الذي لعبه للوصول إلى هذه القرارات، ومن الدور الذي لا يزال مستمراً فيه لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ".

وأضاف جعجع: "أربد أن أقول إن من يريد أن يلعب اللعبة السياسية، فعليه أن يلعبها بقوانينها ويحافظ على قواعدها، وليس عندما تناسبه اللعبة يلعب بقواعد اللعبة والساعة التي لا تناسبه يخرج خارج قواعد اللعبة. اليوم، إذا رأي رئيس الحكومة لا يعجبك، يمكن أن تبدي رأياً آخر، وهو أمر طبيعي. إذا اعتبرت أنّ رئيس الحكومة أو الحكومة اتخذت قراراً خاطئاً، فهذا حقك، وأقصى ما يمكنك فعله هو طرح الحكومة على الثقة في المجلس النيابي أو طرح رأيك بالطريقة الصحيحة".

وأردف قائلاً: "ويمكن أن أطرح رأيك مثل العالم، لكن التهجم على رئيس الحكومة بالأمور الشخصية، والاتهامات، وصراحة هناك الكثير من اللبنانيين وخاصة من أبطال 14آذار/ مارس في السابق عرفوها من دون أي حق، وأي واقع، أو حقيقة، هذا أمر لا يجوز"، متابعاً: "نحن اليوم هنا لنقول إن الدولة الفعلية بدأت تتشكل، ومع ذلك فإن البعض إلى هذه اللحظة، يحاولون عرقلة قيام الدولة الفعلية، من خلال الهجوم تارة على رئيس الجمهورية وتارة أخرى على رئيس الحكومة. فهذا أمر غير مقبول، وبنهاية المطاف، من سيحاول عرقلة هذه المسيرة سيكون الخاسر، لأن هذه المسيرة مستمرة. وأذكّر الجميع بأن التاريخ لم يرجع يوماً إلى الوراء، وهذه المرة أيضاً لن يرجع".

مصدر الصورة
نواف سلام وسمير جعجع (رئاسة مجلس الوزراء).

وسُئِل جعجع: "طرحت الخيار الثاني، ماذا يعني هذا الخيار، هل هي استقالة وزراء الحزب أو غير ذلك؟"، فأجاب: "لا، الخيار الثاني هو أي وسيلة ديموقراطية، فمثلاً من يعتبر أن رئيس الوزراء خائن، فليطرح الثقة به في المجلس النيابي. ومن هو مزعوج من خيارات وقرارات رئيس الحكومة، ويعتبر أنه والحكومة يأخذان قرارات غير صحيحة فليطرح الثقة بهما. هناك مجلس نيابي شئنا أم أبينا مع كل حسناته وعلاته يمثل الشعب اللبناني على مصغر، فنظامنا نظام ديموقراطي برلماني، فليلجأ إلى البرلمان، وإذا لم يرغب بذلك، فليطلب جلسة خاصة للمجلس النيابي لمناقشة كل موضوع السلاح، ونحن مستعدون لذلك، فليطلبوا كل ما يريدون، ولكن أن تتهجموا على رئيس الحكومة ليلاً نهاراً فهذا أمر غير مقبول".

كما سُئِل: "طالب حزب الله الحكومة بالتراجع عن قرارها في شأن تسليم السلاح، هل هذا الأمر وارد؟"، فقال: "على الأكيد لا، هذا القرار ينتظره اللبنانيون بأكثريتهم الساحقة منذ أكثر من أربعين سنة، وبالتالي كيف يمكن للحكومة أن تتراجع عن قرارها، وإذا كان البعض من جهة ثانية يرى أن هذا القرار ليس في محله، لمَ لا يطرحونه في المكان الذي يجب أن يُطرح، أي في المجلس النيابي؟ ولمً لا يطرحون الثقة بالحكومة؟ فليطلبوا من رئيس المجلس عقد جلسة لمناقشة الحكومة وليطرحوا الثقة بها، مع العلم أنه عقدت جلسة الشهر الماضي لمناقشة الحكومة".

وأضاف جعجع: "لإذا سحبت الأكثرية النيابية الثقة من الحكومة عندها يسقط القرار وتسقط الحكومة، وإذا لم تسحب الثقة فعليهم أن يسكتوا ويسيروا بالقرار كما ورد. يفترض بنا جميعاً أن نلتزم بقرارات الحكومة اللبنانية".

وسُئِل: "ما هو تعليقك على تسليم السلاح الفلسطيني إلى الجيش اللبناني؟"، فأجاب: "هذا أمر جيد جداً، لقد تساءل البعض لمَ القرار جزئي، القرار ليس جزئياً أبداً، بل هو ينفذ جزئياً ومرحلياً، هناك خطأ وقعنا به منذ 55 سنة، والآن اتخذ القرار".

وقال جعجع: "في شأن السلاح الفلسطيني إن هذا الموضوع هو الوحيد الذي تمكنا من الاتفاق عليه في طاولة الحوار الرئيسية التي حصلت في بداية تموز عام 2006 في المجلس النيابي بحضور كل القيادات اللبنانية، ومن ضمنهم السيد حسن نصر الله رحمه الله، إذا هذا موضوع متفق عليه، فلمَ كل هذه الضجة؟ فموضوع سحب السلاح الفلسطيني أو وضعه في عهدة الجيش اللبناني كلنا معه، والآن تبدأ الحكومة بتنفيذه شيئاً فشيئاً، لأن رئيس الحكومة يلاحق تنفيذه شيئاً فشيئاً، الآن بدأت الأمور بهذا الشكل وسيتم الأمر تباعاً لغاية ألا يبقى أي سلاح فلسطيني إلا في عهدة الجيش اللبناني حتى إقامة دولة فلسطينية بإذن الله، عندها يعطى هذا السلاح إلى الدولة الفلسطينة على سبيل المثال لا الحصر".

وأشار إلى أن "الأمور في لبنان يجب أن تأخذ مداها الطبيعي، فإما لبنان دولة طبيعية أو لا، ولا خيارات لنا، فالحكومة الحالية تعمل لكي يكون لبنان دولة طبيعية، فهل يجوز أن ينقضّ البعض على رئيس الحكومة لأن الحكومة تعمل لكي يكون لبنان دولة طبيعية؟ أكيد لا، لن نقبل بذلك".

وسُئِل: "هل أنت متفائل بمستقبل لبنان؟" فأجاب جعجع: "بصراحة نعم، مع أني أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك بعض المطبات أمامنا ولكن هذا أمر طبيعي في مسار المجتمعات والدول".

النهار المصدر: النهار
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا