آخر الأخبار

اللواء عباس ابراهيم: إسرائيل ستعرّي السلطة السياسية إذا لم تنسحب من لبنان

شارك

في مقابلة مع إذاعة "النور" أجرتها الزميلة بثينة عليق، اعتبر اللواء عباس ابراهيم، ردا على سؤال وعن وجود طلب إقليمي متشدد ضد لبنان في شأن حصرية السلاح أعاد خلط الأمور بينما كان الأميركي مستعداً لتدوير الزوايا في هذا الملف بأن "هذا دليل إضافي بأن الأميركي يسمع وقابل للتفاوض. ولكن هنا أيضاً تنطبق مقولة أنه كان يجب أن نفاوض بطريقة مختلفة، وكلما زاد الضغط كان يجب أن نكون أكثر شراسة ليس بالمطلق بل دفاعاً عن حقوقنا الوطنية، وهي أقل المسلّمات. وسواء كانت هناك ضغوط إقليمية أو دولية فليست هنا المشكلة. في مقابل هذه الضغوط هل كانت هناك مغريات ثابتة أو ملموسة تعوّض عما سنفقده؟ لا، لم يعرض أحد علينا شيئاً".

وسُئل اللواء ابراهيم عمّا إذا كان بإمكان لبنان أن يحصل على انسحاب أو وقف عدوان أو استرجاع أسرى قبل الموافقة على الورقة الأميركية، فأجاب: "بالطبع. ما الذي حقق لنا ما وافقنا عليه؟ هناك وعود الآن، وقيل إن الموفد الأميركي متوجه إلى إسرائيل لمحاولة جلب شيء ما مقابل القرار الذي اتخذ. أنا أشك بذلك. إذا نظرنا إلى ما يحدث على الأرض في المناطق المحتلة، هناك تعزيز قائم على قدم وساق لكل المراكز العسكرية التي يحتلها الإسرائيلي ، وخصوصاً المراكز المشرفة على الأراضي اللبنانية باتجاه الشمال. لا، ليس هناك أي مؤشر بأن الإسرائيلي سيتراجع خطوة إلى الوراء أو سيعطي أي شيء في مقابل ما قدمه لبنان في القرار الذي اتخذه، وهذا أمر مؤسف".
الأميركي قابل للتفاوض
وعن إمكانية تفاوض لبنان مع الأميركيين وطلب تعديلات، قال اللواء ابراهيم: "بالطبع، لبنان دولة ذات سيادة، ولبنان دولة مستقلة وهو يفاوض طرفاً، والهدف من التفاوض هو تحقيق المصلحة اللبنانية بغض النظر مع من نتفاوض". وتساءل: "هل وضعنا أهدافاً لهذا التفاوض لكي نصل إليها في نهاية المطاف؟ بطبيعة الحال يمكن مفاوضة الأميركي. لنعد إلى العام 2012، عندما تم ترسيم الحدود البحرية زمن الموفد الأميركي فريديريك هوف، حيث قدم لنا ما سمي بـ"خط هوف" الذي أعطانا ثلثي حقوقنا كخط نهائي. نحن عندما قمنا بترسيم الحدود البحرية أخذنا حقوقنا كلها وفقاً للمرسوم 6433 الذي أودعناه في مجلس الأمن الدولي. بين عامي 2012 و2021 تغيرت أمور كثيرة، وكان لبنان في هذه الأثناء يفاوض. ومن هوف وصولاً إلى آموس هوكستين تغيرت أمور كثيرة، والخرائط التي عرضت علينا في تلك الأثناء حول الخط البحري نسفها لبنان كلها وحصل على حقوقه وفقاً لهذا المرسوم. وهذا دليل على أن الأميركي يمكن مفاوضته".
وأشار اللواء ابراهيم إلى أنّ "الرئيس نبيه بري قال إننا متفقون على شيء ومتفقون على أن نأخذ المزيد من الوقت، وأن نحصّل المزيد من إسرائيل قبل أن ندفع بهذه الورقة إلى طاولة القرار. وهذا لم يحصل، وشهدنا انعكاساته السياسية على البلد ولا تزال مستمرة حتى الآن. للأسف، هذا الاستعجال وراءه ضغوط كبرى بالتأكيد، لكن هذه الضغوط لم تكن لتنجح لو لم يكن هناك انقسام في مجلس الوزراء ولو لم يكن هناك انقسام على المستوى السياسي بين الرؤساء ".

لا يمكن اتخاذ قرارات بمعزل عن مكوّن أساسي هو المكوّن الشيعي
وعن طريقة اتخاذ القرار ضمن الحكومة اللبنانية، وما يُقال عن محاولة الاستفادة من توازنات جديدة لعزل مكوّن محدد علّق اللواء ابراهيم: "برأيي، لبنان في خضم اتخاذ القرارات المصيرية، وهذا القرار الأخير مصيري يحدد توجه البلد. ولا يمكن اتخاذه في الحكومة بمعزل عن مكوّن أساسي، فالشيعة عموماً مكوّن أساسي في البلد وممثلون في مجلس الوزراء. أضعف الإيمان كان أن يتخذ هذا القرار بالإجماع، وليس كما اتخذ، وخصوصاً وأن المشكلة هي مع هذا المكوّن. بالنهاية، يتم طلب سلاح المقاومة، وهذا المكوّن هو الذي يمثل المقاومة وسلاح المقاومة. وحركة أمل والمكوّن الشيعي عموماً، أو غالبية المكوّن الشيعي، أقله 90 في المئة، فأن يُتخذ قرار بمعزل عنه كان من الطبيعي أن تكون له هذه الارتدادات السياسية. برأيي، ستستمر هذه الارتدادات إلى أن يصبح هناك شبه تعديل، أو الرجوع خطوة صغيرة إلى الوراء، وخصوصاً إذا لم يقدّم العدو الإسرائيلي بعد زيارة براك الحالية أي شيء للبنان. حينها سيعرّي العدو الإسرائيلي السلطة السياسية إذا لم يتخذ أي خطوة إيجابية تجاه لبنان، والخطوة الأهم هي الانسحاب من لبنان".
وعن جدية براك في قوله إنه ينتظر خطوة مقابلة من الجانب الإسرائيلي، قال اللواء ابراهيم: "أعتقد أنه جاد، لكن السؤال: هل هو قادر على الحصول على شيء؟ قبل اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارها في 7 آب الجاري قال إنه لا توجد أي ضمانات مع إسرائيل، فعلى أي أساس يتوجه اليوم إلى إسرائيل؟ وما هي الضمانات؟ وهل طرأ بعد هذا القرار ما يغيّر في طريقة التفكير الإسرائيلي؟ أنا أستبعد ذلك".
وعن القول إن برّاك طمأن الشيعة بالأمس بناء على طلب من رئيس الجمهورية، قال اللواء ابراهيم: "نحن لا نريد ضمانات للشيعة. نحن نريد طمأنتنا على مستوى المصلحة الوطنية فيصلنا حقنا. حين نطمئن مكوّناً على حساب المصلحة الوطنية فهذا مرفوض، ومرفوض من الشيعة أولاً. نحن نريد أن يطمئن لبنان، أن يطمئننا بأنه يذهب ليجلب ورقة تحرير الأرض وورقة تنفيذ هذا التحرير. عندئذٍ يصل للشيعة حقهم. نحن كشيعة ما يطمئننا هو كيان لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته. هل براك قادر على تحقيق هذا الهدف؟ عندها يصلنا حقنا".
خوف على وحدة لبنان
وعن تخوّفه على وحدة لبنان، وسط القول إن هذا المسار والهجوم الكبير على لبنان قد يقود إلى التقسيم، قال اللواء ابراهيم: "بالتأكيد ممكن، إذا ما بقي الأداء السياسي على هذا المنوال. لكن هذا الاستمرار في التفكير داخلياً يوصل إلى هذه النتيجة، إنما سيكون قبله الكثير من سفك الدماء للأسف. فكما هناك مشروع تقسيمي لدى البعض، هناك إصرار على بقاء البلد موحداً لدى البعض الآخر". وأضاف: "نحن لدينا جيش أقسم اليمين على الحفاظ على وحدة لبنان".

الرهان على الجيش وقائده
وعن كيفية تصرّف الجيش في هذه الأزمة الكبرى، قال اللواء عباس إبراهيم:
"إنّ قادة الجيش منذ زمن الرئيس فؤاد شهاب وصولاً إلى عهد العماد رودولف هيكل، لم يكونوا إلا حريصين على استقرار لبنان ومصلحته، وحرصوا على ألا يكونوا طرفاً في الصراعات السياسية الداخلية في لبنان.
وأعطى مثالاً على أداء رئيس الجمهورية جوزاف عون عند اندلاع ثورة 17 تشرين، وكان حينها قائداً للجيش، حين وضع خطّاً أحمر بعدم الدخول طرفاً ضد التحرّكات الشعبية أو ضد نبض شعبي يعبّر عن نفسه في الشارع.
وخلص اللواء إبراهيم بقوله إنّه يعتقد أنّ العماد هيكل، الذي يعرفه جيداً وقد خدم معه في مخابرات الجنوب، وبحسب عقله الوحدوي ونظرته للشعب اللبناني، سيكون ضنيناً على ألا يختلف عمّن سبقه من قادة الجيش حفاظاً على وحدة لبنان ومصالح الشعب اللبناني والجيش اللبناني.
وقال: إنّه يعتقد بأنّ قائد الجيش يمكنه أن ينفّذ أي قرار بما يتناسب مع قسمه ومع الحفاظ على وحدة الجيش، ونرجو ألا ينزلق القرار السياسي باتجاه الضغط على قائد الجيش لدرجة أن يفقد السيطرة والقدرة على عدم نكث القسم. هنالك خطورة كبيرة يجب أن ينتبه لها السياسيون، وليس العسكريون، على المآل الذي تتّجه إليه البلاد".
وعن مدى قدرة قائد الجيش على مواجهة الضغوط الأميركية، قال اللواء إبراهيم:
"إنّه قادر على ذلك بشرط أن يكون مُحصَّناً من القرار السياسي الداخلي، وإذا لم يكن محصّناً فهو قادر أن يقول للجيش اللبناني: ادخل إلى ثكناتك، ودعوا السياسيين يتّفقون على ما سيقومون به، ونحن لن نأخذ أي قرار ضد أي مكوّن من مكوّنات الشعب اللبناني. وهذا ما كنتُ لأقوم به لو كنتُ في موقع القيادة. وبالنهاية لبنان أمانة، وقائد الجيش رودولف هيكل لن يفرّط بهذه الأمانة، وأنا على يقين من ذلك".
حصرية السلاح والاستراتيجية الدفاعية
وسُئل عن كيفية نظره إلى فكرة حصرية السلاح والتركيز على أنّه لن تقوم دولة في لبنان إلا بعد حصر السلاح، فأجاب اللواء إبراهيم:
"نحن لسنا ضد حصرية السلاح البتّة. أنا منذ أن طُرح هذا الموضوع تحدّثت عن الاستراتيجية الدفاعية بما يؤدي إلى تسييل قوة حزب الله داخل عناصر قوة الدولة من أجل الدفاع عن لبنان.
حتى حزب الله في خطاباته الأخيرة يدعو إلى استراتيجية دفاعية، وهي تعني أن تكون المقاومة وسلاحها تحت مظلة الدولة. إنّما يجب أن نرصد ما الذي ستفعله إسرائيل: هل ستنسحب؟ هل ستسمح بإعادة الإعمار وهي تضرب حتى الخيم؟ هل ستطلق سراح الأسرى؟
إنّ موضوع الاستراتيجية الدفاعية موضوع شائك وطويل ويحتاج إلى حوار. وفي كلمته الأخيرة قال سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: نحن مع دراسة استراتيجية دفاعية بروح إيجابية بما يصبّ في مصلحة لبنان، ولكن لنحقّق بعض النقاط التي نحن بحاجة لتحقيقها أو انتزاعها من إسرائيل. وليحقّق الموفد الأميركي بعض المطالب لنبدأ بدراسة الاستراتيجية الدفاعية".
اليونيفيل مصلحة لبنانية
وعن سبب تمسّك لبنان بقوات "اليونيفيل"، قال اللواء إبراهيم:
"إنّ وجود اليونيفيل في لبنان يضع لبنان على خطّ تماس مع المجتمع الدولي. إنّ وجودها لا يزال مصلحة للبنان.
بالإضافة إلى أنّ اليونيفيل هي شاهد دولي على عدوانية إسرائيل. من الجيد والضروري أن تسجّل اليونيفيل الخروق الإسرائيلية. قد لا نشعر بنتائجها مباشرة على الأرض، ولكن لها نتائج سياسية كبرى ومهمة في أروقة الأمم المتحدة ".
وعن إمكانية تضمين قرار التمديد لليونيفيل البند السابع او توسيع الصلاحيات لتتخطى جنوب الليطاني؟ قال اللواء ابراهيم:” أعتقد أن دولا كثيرة لن تشارك في هذه القوات في حال تم اعتماد الفصل السابع في هذه المهمة لأنها ترمي جنودها في المجهول وتضعهم بين سندان لبنان ومطرقة اسرائيل وثمة دول كثيرة غير مستعدة للقيام بهذه المهمة"
الجديد المصدر: الجديد
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا